من يحمي اليمن من مخطط التمزيق والتقسيم والخراب؟

لا يوجد اليوم جيش وطني قوي في اليمن يحمي البلد من التمزق والشتات، كل ما هنالك مليشيات تستلم المرتبات والتسليح والأوامر من الخارج، والخارج لو كان يريد دولة يمنية قوية وعادلة، لما وصلنا إلى هذا الوضع الكارثي.

إذن، العودة إلى جادة العقل، وترك النزوات الذاتية والعصبوية، هو الأسلم للجميع، البلد اليوم ممزق، وهناك مجالس جهوية ومناطقية سياسية تتناسل بكل مكان، بدعم خارجي، ظاهرها الرحمة، وفي باطنها العذاب والخراب.

فالذي لم يستطع أن يحكم ويسيطر على مدينة أو منطقة صغيرة، فكيف سيحمي البلد أو المدن أو المحافظات الأخرى؟!

لم تعد الشعارات الوطنية تخدع الناس، فقد انكشف الكذب والزيف، واستمرار اللعب بالشعب والبلد واستثماره بعقلية الابتزاز والمراهنات الخاسرة والشطحات الطفولية، لجني مصالح شخصية من قبل القوى المختلفة، مسألة خطيرة، سترتد على أصحابها اليوم أو غدًا، ولن يفلت منها أحد.

هناك مؤامرة خطيرة على اليمن بدأت فصولها منذ زمن بعيد، لم تعد بحاجة لمجهر، وطالما حذرنا منها منذ اليوم الأول، وها أنتم ترون تفاصيلها أمامكم اليوم بكل وضوح من البر والبحر.

واللافت أن هذا حدث ويحدث باسم المظلوميات والإقصاء والتهميش، التي تم استثمارها جيدًا ضد البلد والشعب.

والسؤال: هل انتهت هذه المظلوميات؟ وهل انتهى التهميش والإقصاء؟ طبعًا لا، بل ازداد الوضع تعقيدًا، واتسعت مساحة الظلم والإقصاء، وفوقها الجوع والفقر والتشرد والحرمان والفساد، والسبب هو أن المؤامرة التدميرية لم تنتهِ ولم تكتمل بعد!

مش عيب أن الواحد يخطئ، لكن العيب والعار أن نستمر في الخطأ إلى ما لا نهاية.