استمرار المعارك في جبل دخان والحوثي يتهم السعودية

استمرار المعارك في جبل دخان والحوثي يتهم السعودية

أفادت مصادر إعلامية سعودية بمقتل جنديين سعوديين وجرح 5 آخرين، فجر الجمعة، في هجوم نفذه حوثيون على منطقة جبل دخان الذي استولوا عليه مطلع الشهر الجاري. وواصل الطيران الحربي السعودي والمدفعية قصفهما لمواقع الحوثيين في جبل دخان رغم تأكيدات مسؤولين سعوديين بأن الجيش السعودي قد طهر الأراضي السعودية ممن يصفونهم بالمتسللين. وتربط الحكومة السعودية وقف العمليات العسكرية والقصف على مواقع الحوثيين بانسحابهم عشرات الكيلومترات في العمق اليمني، غير أنهم يؤكدون أن ضرباتهم لا تطال أراضي يمنية.
ويقول الحوثيون إن الطيران الحربي السعودي يشن غارات جوية بعشرات الصواريخ والقذائف يوميا على مواقعهم وعلى قرى آهلة بالسكان يذهب جراءها عشرات القتلى والجرحى، مؤكدين أن الضربات تطال يوميا مناطق شذا والحصامة والملاحيظ، وحيدان.
ويبدو أن المشهد الذي كان سائداً على الجبهة اليمنية بين الجيش والحوثيين، والذي كانت أبرز سماته غياب معلومات من مصادر مستقلة عن طبيعة الأوضاع في أرض المعركة، وحصيلة القتلى والجرحى والخسائر الحقيقية قي ظل تناقض ادعاءات الطرفين، يتكرر على الجبهة السعودية حيث لم يتمكن الجيش السعودي حتى الان من إثبات وجوده على الاراضي والمرتفعات التي سيطر عليها الحوثيون ويدعى انه قد تم تطهيرهم منها.
ويكرر الحوثيون أنهم لم يدخلوا الأراضي السعودية، وأن ما حدث هو أن النظام السعودي دعم النظام اليمني في هذه الحرب عسكرياً ومادياً وسياسياً وإعلامياً، وفتح أراضيه للجيش اليمني للالتفاف عليهم وضربهم من الخلف، وهو ما لا يتطرق اليه الجانب السعوي نفياً او تأكيداً.
وفي مقابل إصرار الجيش السعودي على استمرار المعركة حتى يوجد شريطا حدوديا بعمق عشرات الكيلومترات، يجدد الحوثيون دعواتهم للنظام السعودي لإيقاف الحرب، مؤكدين عدم وجود أطماع توسعية لديهم في الاراضي السعودية، وأن النظام اليمني نجح في استدراج السعودية الى المعركة. ودعا عبدالملك الحوثي السعودية إلى وقف عملياتها على الحدود مع اليمن، نافيا في الوقت ذاته أي ارتباط بين حركة التمرد وتنظيم القاعدة او أي "أجندة أجنبية".
وقال الحوثي في كلمة صوتية بثت على الموقع الخاص بجماعته: "ندعو النظام السعودي الى وقف عدوانه واحترام حسن الجوار وتغيير السياسة التي يستدرجه اليها النظام اليمني، وأن يدرك أن تصعيد اعتداءاته ليس لمصلحة البلدين".
واستمرت المعركة في الجانب اليمني في سياقها المعتاد منذ اندلاعها في العاشر من أغسطس الماضي، إذ استمر الإعلام الرسمي في إعلان تقدمه المستمر في مواقع الحوثيين وتدمير مخازن أسلحتهم وتكبيدهم خسائر فادحة، فيما تأتي أخبار الحوثيين منافية لذلك وتؤكد السيطرة على مواقع جديدة للجيش، لعل أبرزها كان الاستيلاء على مديرية قطابر.
وعلى الصعيد السياسي، حظيت المملكة العربية السعودية بدعم وتأييد الدول العربية، والإقرار بحقها في الدفاع عن سيادتها في وجه المتسللين الحوثيين، بل إن بعضا من تلك الدول، وخصوصا دول الخليج، قد أعلنت عن وضع مقدراتها العسكرية تحت تصرف الجيش السعودي اذا اقتضت الضرورة.
والاسبوع الماضي أكدت دول مجلس التعاون الخليجي وقوفها مع المملكة العربية السعودية ضد ما أسمته بـ"العدوان" الذي تتعرض له أراضيها على يد المتمردين الحوثيين.
وقال وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي الذي تترأس دولته الدورة الحالية، دعم المجلس لليمن: "إن الجمهورية اليمنية بالنسبة لنا هو الجار الأهم لمجلس التعاون، ونود أن نؤكد على دعمنا لها في مواجهتها للتحديات التي تخوضها، وأن ضمان أمن اليمن مرتبط بأمن دول مجلس التعاون".
وأكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم آل ثاني أن "أي مساس بأمن المملكة العربية السعودية هو مساس بأمن كافة دول مجلس التعاون الخليجي"، وقال: "في الوقت الذي ندين فيه تلك الاعتداءات والتجاوزات فإننا نؤكد حق المملكة في الدفاع عن سلامة أراضيها وأمن مواطنيها، مؤكدين أن أي المساس بالمملكة العربية الشقيقة هو مساس بأمن وسلامة كافة دول المجلس".
وتزامنا مع ذلك صدرت الثلاثاء الماضي تصريحات قوية من وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي، حيث حذر دول المنطقة من مغبة التدخل في شؤون اليمن الداخلية، في إشارة منه إلى المملكة العربية السعودية التي تخوض قتالاً ضد المتمردين الحوثيين منذ زهاء أسبوعين، مضيفاً أن عودة الاستقرار إلى اليمن يساعد على الاستقرار في المنطقة، كما أن زعزعة الأمن في أي من بلدان المنطقة يؤثر سلباً على أمن المنطقة برمتها. وقال "إن من يصب الزيت على النار سيدخل الدخان في عيونه، (...) إن الدعم المالي والتسليحي للمتطرفين والتعامل مع الشعب بأسلوب قمعي تترتب عليه تبعات خطيرة جدا"، غير أنه عاد لتأكيد موقف بلاده الداعم لوحدة اليمن.
تلك التصريحات عادت في اليوم التالي أقل حدة وأكثر دبلوماسية، إذ أعلن متكي الأربعاء استعداد بلاده للتعاون مع الحكومة اليمنية لإرساء الأمن في البلاد، وقال في مؤتمر صحفي إن "الاحتكام للقوة يعقد المشكلة أكثر، ولا نتصور أن هذه الأزمة تحل بالطرق العسكرية، ونعتقد أن هناك ضرورة لبذل مساع خيرة لعودة الاستقرار والهدوء لليمن".
وأضاف الوزير الإيراني أن بلاده تنظر إلى الدول الإسلامية والعربية بحسن نية وتهتم بأمنها ومصالحها.
وردا على تلك التصريحات رفضت اليمن ما وصفته التدخل في شؤونها الداخلية، ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) عن مصدر مسؤول بالخارجية اليمنية، أن بلاده تابعت التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي بشأن الحرب بصعدة، وهي ترفض مطلقا التدخل في الشؤون الداخلية من قبل أي جهة كانت أو ادعاء الوصاية أو الحرص على أي من أبناء الشعب اليمني.
وإذ رحب المصدر بدعم السعودية ودول الخليج العربية ومصر لليمن، أكد في بيان أن "ما يجري في محافظة صعدة من مواجهة مع "العناصر الإرهابية المتمردة الضالة هو شأن داخلي يمني، وأن اليمن كفيل بحل قضاياه دون تدخل أو وساطة من الآخرين".