الكويت تطرح مبادرة لنقل خليجي 20 إلى البحرين!

الكويت تطرح مبادرة لنقل خليجي 20 إلى البحرين!

يبدو أفق خليجي 20 غير واضح وضبابي الرؤية على الأقل في ما يتعلق باستضافة اليمن للدورة المقرر لها أواخر العام المقبل، ومرد ذلك إلى عدم تقديم الحكومة اليمنية ما يثبت جديتها للاستضافة بما يبعث رسائل اطمئنان للمتابعين والمراقبين.

"المدار الرياضي" أربك أوراق البعض، وكشف عورة البعض الآخر!
* المحرر الرياضي:
لا يخفى على أحد حالة القلق التي يعيشها رؤساء الاتحادات الخليجية لكرة القدم، ومخاوفهم من فشل استضافة اليمن لخليجي 20، وهي المخاوف التي كانت حاضرة منذ البداية عند إقرار منح الاستضافة لليمن بقرار سياسي، وتدارك رؤساء الاتحادات الأمر بإيكالهم استضافة الألعاب المصاحبة للبحرين!
وقد أشارت مصادر صحافية خليجية مؤخراً إلى أن بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم في نسختها العشرين ستنقل لمملكة البحرين بدلاً عن اليمن، وذلك في قرار سيصدر خلال اجتماع المؤتمر العام لرؤساء الاتحادات الخليجية الذي سيعقد في صنعاء نهاية الشهر الجاري.
وذكرت المصادر أن رؤساء الاتحادات الخليجية سيصوتون لنقل البطولة للبحرين بدلاً من اليمن بسبب الأزمة السياسية التي تعيشها اليمن، إضافة إلى عدم جاهزية المنشآت الخاصة بالاستضافة!
وكان برنامج "المدار الرياضي" الذي يبث مباشراً من قناة أبوظبي الرياضية، خصص حلقته منتصف الأسبوع الماضي لمناقشة مدى استعدادات اليمن وجاهزيتها لاستضافة البطولة من عدمها.
يدرك المتابعون أن ثمة محاولات جادة لدى أصحاب القرار في ما يتعلق باستضافة خليجي 20 لتحميل الحراك السلمي الجنوبي نتيجة إخفاقاتهم وعدم قدرتهم على تحقيق إنجازات ملموسة ترتبط بجدية الاستضافة، فبعد اتهامات البرلماني الخضر العزاني للحراك بأنه قد عطل العمل والعمال، انضم إليه مؤخراً وكيل وزارة الشباب والرياضة للشؤون المالية والإدارية حسين الشريف (أحد ضيوف البرنامج)، والذي اظهر جلياً اتهامات صارخة حيث أشار إلى أن كل ما يُقال عن عدم استعداد اليمن للاستضافة ما هي إلا "بلبلة" أثارتها المعارضة التي تحاول الاصطياد في الماء العكر، خصوصاً أولئك الذين خسروا في حرب صيف 1994.
وأكد أن اليمن على أهبة الاستعداد لاستضافة الحدث الخليجي وأنها قد قطعت شوطاً كبيراً في ما يتعلق بأمور الاستضافة.
من جهته، قال الزميل سامي الكاف رئيس القسم الرياضي في صحيفة "المصدر" لذات البرنامج الرياضي إنه "كيمني يحب ويتمنى بل ويصر على أن تقوم اليمن باستضافة خليجي 20"؛ لكنه أكد أن ما يحدث على أرض الواقع يؤكد أن الأمور تسير ببطء كـ"السلحفاة"؛ وهو أمر علّق عليه وكيل وزارة الشباب والرياضة للشؤون المالية والإدارية، قائلاً: "الكاف يعيش في الكهف" و"وهو معارض" لا يدري ما يحدث حوله من أعمال بالنسبة إلى الأعمال الجارية لاستضافة الحدث.
لكن الكاف رداً على ما ذهب إليه الشريف أكد قائلاً: "الشريف يتحدث عن عراقة اليمن ويتهم غيره بألفاظ غير مهذبة"، مضيفاً للبرنامج: "لا أنتمي إلى المعارضة، فأنا مستقل سياسياً، ومع ذلك أنا لا أتحدث عن وجهة نظر شخصية، دعونا لا نخرج عن الموضوع. هناك تقرير رسمي صادر عن البرلمان اليمني يشير إلى ما ذهبتُ إليه بالنسبة إلى بطء العمل بالنسبة إلى استعداد اليمن للحدث، وهذا التقرير نشرته وسائل الإعلام المحلية بما فيها صحيفة الميثاق لسان حال المؤتمر الشعبي العام أي الحزب الحاكم، وهو تقرير صاغه أيضاً عضو في الحزب الحاكم وهو البرلماني الخضر العزاني".
والمؤسف حقاً تعاطي بعض وسائل الإعلام المحلية مع ما دار في "البرنامج" وإشارتهم لأطراف البرنامج مع استثناء الزميل سامي الكاف، وكأنه لم يكن حاضراً، برغم طرحه الموضوعي والمهني، كما فعلت صحيفة "السياسية"، وهذا يزيل ورقة التوت عن عورة أولئك الذين يتحدثون عن المهنية والمصداقية والموضوعية، ويضعهم في صورتهم الحقيقية أمام القارئ الكريم!
وكان تقرير لجنة التعليم العالي والشباب والرياضة الخاص بنزولها الميداني لعدن، أبين، ولحج، للتعرف على مدى ما وصلت إليه الاستعدادات، خلص إلى: غياب التنسيق بين اللجنة العليا والمجالس المحلية بالمحافظات المذكورة، عدم تكليف المحافظات الثلاث المعنية بالحدث بمهام واضحة، عدم وجود رؤية واضحة لدى اللجنة العليا لخليجي 20 في توزيع المخصصات المالية للمحافظات الثلاث وفقا للخدمات والمشاريع، البطء في عملية التحضير والاستعداد للبطولة رغم قصر الفترة المتبقية.. إضافة لازدواج التمويل بسبب عدم وجود فصل بين المشاريع والبرامج الخاصة بخليجي 20 في مجال الشباب والرياضة للمحافظات الثلاث.
وأوصى التقرير بإلزام اللجنة العليا المنظمة للاستضافة باستكمال البنية التحتية والمتطلبات الدولية لملاعب عدن، أبين، ولحج، وكل ما تتطلبه البطولة في موعد أقصاه يوليو 2010، تسهيل إجراءات صرف المستحقات المالية وفقا للعقود المبرمة مع الشركات العاملة، إلزام كل الوزارات المعنية بتنظيم البطولة بالمتابعة الجادة لإنجاز المتطلبات.. بالإضافة لالتزام الحكومة برصد المبالغ اللازمة لصيانة وتشغيل الملاعب والمنشآت الرياضية لمرحلة ما بعد الانتهاء من تنظيم خليجي 20.
على أن ما يؤكد مخاوف الأشقاء الخليجيين تلك التصريحات التي باتت تظهر إلى السطح دون أن يجد أصحابها أي حرج في قول رأيهم في ما يتعلق بأمور الاستضافة من الجانب اليمني. ومنها ما قاله الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم ونائب رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، من أن التصعيد الأمني الخطير في اليمن ربما يؤثر على استضافتها لخليجي 20.
وأضاف في تصريح خاص لـ"البلاد" البحرينية "يجب دراسة الأوضاع الأمنية في اليمن وتقييمها بشكل جاد، والسعي لتوفير مختلف عوامل النجاح لاستضافة الدورة، فما يهمنا هو خروج البطولة بصورة جيدة تليق بالحدث الخليجي الكبير، كما يتعين على الأشقاء اليمنيين أن يقدموا المزيد من التطمينات التي من شأنها أن تؤكد عدم وجود مخاطر أمنية تترتب على الاستضافة، ونحن سنبقى داعمين لها لاحتضان خليجي 20".
وفي أقوى تصريح لمسؤول خليجي بشأن نقل الاستضافة من اليمن قال رئيس اللجنة الانتقالية المكلفة بإدارة شؤون الاتحاد الكويتي لكرة القدم الشيخ أحمد اليوسف الصباح، في تصريح خاص لذات المصدر: "نحن ندعم البحرين قلباً وقالباً دعماً مطلقاً لاستضافة خليجي 20 بدلاً من اليمن. أعتقد أن لجنة مكلفة زارت اليمن لتقييم مدى جاهزيتها لاستضافة البطولة سواء من ناحية المنشآت أو من الجوانب الأمنية، وإلى الآن رؤساء الاتحادات الخليجية لم يتسلموا التقرير النهائي لنتيجة زيارة اللجنة المكلفة.
وأوضح الصباح أن اليمن تحتاج إلى وقت طويل لتستضيف البطولة، مضيفًا: "ليس من الناحية التنظيمية فقط، حيث إن الأوضاع الأمنية في عدن غير مستقرة، وهذا الشيء غير مشجع لإقامة البطولة وسط حروب طاحنة في جنوب اليمن" حسب قوله. وزاد: "أنا زرت اليمن خصوصاً مدينة عدن لا يوجد فيها فندق مصنف ذو 5 نجوم، ولا أعتقد أنهم يملكون فنادق لاستيعاب ضيوف البطولة من منتخبات وإداريين وكبار شخصيات وحكام، وإعلاميين (...)، لا أعتقد أن اليمن قادرة على احتضان الحدث مع احترامي الشديد للإخوان في اليمن".
وأكد رئيس اللجنة الانتقالية المكلفة بإدارة شؤون الاتحاد الكويتي لكرة القدم أن الكويت ستطرح مبادرة لنقل البطولة لمملكة البحرين في أقرب اجتماع للمؤتمر العام الذي يعقد بين رؤساء اتحادات الدول الخليجية الثمانية، خصوصاً بعد أن نطلع على تقرير اللجنة المكلفة بزيارة اليمن، الذي سيؤكد مدى قدرة اليمن على تحمل أعباء استضافة البطولة من عدمها.
من جانبه، أكد رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم حسين سعيد تضامنه ودعمه لـ"اليمن" لاستضافة خليجي 20. وأضاف سعيد في تصريح لصحيفة "البلاد" البحرينية: "نحن على ثقة تامة بأن الأشقاء اليمنيين قادرون على تجاوز الأزمة التي يمرون بها، ويجب أن نمنحهم الفرصة الكافية لكي يثبتوا قدرتهم على تنظيم البطولة من ناحية توفير البنية التحتية والسيطرة على الوضع الأمني".
وحول المبادرة التي طرحها رئيس اللجنة الانتقالية المكلفة بإدارة شؤون الاتحاد الكويتي لكرة القدم الشيخ أحمد اليوسف الصباح، عندما أكد أن اليمن غير قادرة على استضافة الحدث الخليجي، قال: "لا أعلم كيف يدلي الشيخ أحمد اليوسف بهذا التصريح وفي الزيارة التي قام بها رؤساء الاتحادات الخليجية إلى اليمن قبل عدة أشهر لتفقد المنشآت والملاعب لم يحضر أحد من الجانب الكويتي".
وأضاف سعيد أن اليمن قد استضافت تصفيات كأس آسيا للناشئين بكل جدارة واقتدار، ولم تحدث أي خروقات أمنية هناك، حيث كان الحضور الجماهيري جيد العدد والتنظيم خرج بصورة ممتازة.
ورغم ذلك، رأى حسين سعيد ضرورة عقد اجتماع عاجل لرؤساء الاتحادات الخليجية للتباحث حول موضوع الاستضافة ومعرفة استعدادات وتحضيرات اليمن لهذه البطولة التي تحظى بأهمية كبيرة لدى جميع أهالي الخليج العربي بجانب العراق واليمن.
وعما إذا كان العراق سيتنازل لـ"اليمن" لاستضافة خليجي 21 في حال نقلت الاستضافة إلى البحرين بما أنها الدولة الاحتياط، قال: "يجب ألا نستبق الأحداث ونضع مثل تلك السيناريوهات الآن، فلكل حادث حديث".
وعلى الضفة اليمنية قال وزير الشباب والرياضة نائب رئيس اللجنة الإشرافية العليا لخليجي 20، حمود عباد إن الإعداد للاستضافة يسير وفق ما هو محدد ومرسوم في البرنامج الزمني الذي أعدته اللجنة.
وأضاف عباد في سياق تصريحاته لملحق "الثورة الرياضي": "ليس هناك أي إشكالية بخصوص جاهزيتنا لاستضافة هذا الحدث الخليجي والكروي المهم، وقد عملت اللجنة العليا منذ أول يوم لبدء الاستعدادات على تحديد ما هو مطلوب، ووضعت برنامجاً زمنياً للانتهاء من كافة الأعمال الخاصة بجاهزية البنية التحتية الرياضية والسعة الإيوائية المطلوبة والمقدرة ب700 غرفة 5 نجوم، قبل دخول موعد البطولة بعدة أشهر".
يبدو أن اجتماع رؤساء الاتحادات المقرر عقده أواخر الشهر في صنعاء، والذي تسعى دول أخرى لنقله إلى عاصمة خليجية، سيحمل معه الإجابة النهائية بشأن موضوع الاستضافة، والتي باتت تقترب من البحرين بشكل ملحوظ للجميع!

***

خليجي 20..يا خوفي من بكرة!
لازال المسؤولون الرياضيون في اليمن يخرجون بين يوم وآخر ليؤكدوا قدرة بلادهم على استضافة "خليجي 20" المقرر نهاية العام المقبل، والمضي نحو الوفاء بتعهداتهم التي التزموا بها، والتي أسفرت عن فوزهم بحقوق الاستضافة.
هذا ما يقوله اليمنيون، لكن الواقع –في ظني- يقول غير ذلك، فكل المؤشرات توحي بأن الإخوة هناك يكابرون إزاء الواقع، الذي يؤكد أن حلم الاستضافة شيء وتحقيقه على الأرض شيء آخر، إذ إن كل الأوضاع لديهم لا تؤشر إلى أن البلد قادر على تحقيق الحد الأدنى من القدرة على أخذ البطولة إلى شواطئ النجاح.
لست أعني فقط الأوضاع السياسية والأمنية المستعرة التي تمر بها اليمن، والتي نسأل الله أن يكفيه شرها، وإن كانت وحدها كافية للتراجع عن قرار الاستضافة، إن من جهة اليمنيين أنفسهم، أو من جهة المؤتمر العام لرؤساء الاتحادات الخليجية، خصوصاً بعد خروج البيان الصحفي الصادر عما يسمى بـ"قيادة مجلس الثورة الجنوبية"، الذي دعا كل المنتخبات الخليجية المشاركة في "خليجي 20" إلى سحب البطولة من اليمن، وتجنب مشاركتهم فيها، أو حضورهم إلى مدينة عدن "التي تعيش حالة من الحرب والمظاهرات والاحتجاجات المطالبة بفك ارتباط الجنوبيين عن الشمالـ"، بحسب وصف البيان.
وفي المشهد الآخر حيث النواحي التنظيمية، تبدو الأمور صعبة على غير صعيد بحيث تبدأ في الملاعب ولا تنتهي عند الفنادق، إلى حد دعا رئيس اللجنة الانتقالية للاتحاد الكويتي الشيخ أحمد اليوسف إلى التأكيد على عدم قدرة اليمن على الاستضافة، مستشهداً بأن عدن التي ستستضيف البطولة تخلو من وجود فندق بدرجة "5 نجوم"، فضلا عن اعتراف مدير عام الإعلام بوزارة الشباب والرياضة اليمنية محمد سعيد سالم بعدم قدرة بلاده على استضافة البطولة بما يليق بها، معتبراً الاعتذار "هو الخيار العاقل وأفضل من لطم الخدود فيما بعد" بحسب وصفه، وهي ذات الحال التي أقرها وفد برلماني زار مدينة عدن مؤخراً، بل أعظم من ذلك حيث يرى النائب الخضر العزاني، وهو مقرر لجنة الشباب والرياضة في البرلمان، في تصريحات صحفية، أنه "كان عليهم ألا يتقدموا بطلب الاستضافة إلا وهم جاهزون"، مضيفا: "عدم الاستعداد المبكر، جعلنا نبدو على هذا الوضع الحرج".
هذا الواقع الصعب الذي تمر به دورة الخليج، والذي أدخلها في نفق عدم النجاح، بات ككرة ثلج تكبر يوماً بعد يوم، في ظل المكابرة من المسؤولين الرياضيين اليمنيين، والصمت المطبق من رؤساء الاتحادات الخليجية، ما يرشح الأمور لزيادة في التعقيد، مع مرور الأيام، لاسيما وأن غيوم الأزمة لا تبدو أنها ستنقشع على الأقل في الأفق المنظور، ولذلك فقد بات حرياً بالأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي أن تتدخل بحزم لمنح البحرين حق الاستضافة باعتبارها البديل له، قبل أن تدخل الدورة في سكة التائهين!
 
* نقلاً عن صحيفة "الرياض" السعودية