الحقُّ أعلى من ضجيجِ الحاملاتْ

مذهولةٌ هذي الجماهيرُ التي
رانت على حُكَّامِها عدوى السُّباتْ
إهتزَّت الدُّنيا أفاقت كلُّها
لم يبق فيها نائماً غير الذَّواتْ
أين الجيوشُ الساحقاتُ الماحقاتْ؟
أين اختفت دروعُكم، أين المشاةْ؟
أين الصَّواريخُ التي قلتم لنا
أعددتموها للَّيالي الحالكاتْ؟
في الجوِّ أعددتم سلاحاً ضارباً
أين اختفى فرسانُه والطَّائراتْ؟
أين الأساطيلُ التي كانت هنا
في السِّلم تمضي جارياتٍ راسياتْ؟
أين الخطاباتُ التي اختلتم بها؟
أطلقتموها هادراتٍ صاخباتْ
أين الوعودُ اخلفتمُوها كلَّها
أين الوعيدُ انسَتْكُموهُ النَّازلاتْ!!
هل تسمعون القدسَ تشكو جرحَها؟
قد طالت الشكوى، فهل أنتم مَواتْ!!
من غزَّةَ الأبطالِ درسٌ نافعٌ
فلتفهموا منه المعاني السَّامياتْ
أطفالُها من رُضَّعٍ أو خُدَّجٍ
أضحوا طعاماً للكلابِ التائهاتْ
والأمهاتُ استأثرت في دفنها
دبَّابةٌ أو مدفعٌ أو راجماتْ
أحياؤها اندكَّت أُبيدت كلُّها
والعالمُ (الحرُّ) ارتضى دعمَ البغاةْ
لم يوقفِ المحتلُّ طوفاناً طما
أو يُضعفِ الأبطالَ هولُ الفاجعاتْ
أو يَحجبِ الإعلامُ حقَّاً ظاهراً
أو تخدعِ النَّاسَ الدَّعاوى الزَّائفاتْ
العدلُ أقوى من أساطيلٍ أتت
والحقُّ أعلى من ضجيجِ الحاملاتْ
لن يثنيَ الأبطالَ في أوطانهمْ
إرهابُ مصَّاصي الدِّماءِ النَّازفاتْ
حُكَّامُنا قد آن أن تستوعبوا
معنى شموخِ الماجداتِ الصَّامداتْ
بالأمسِ صوتٌ أطلقته حُرَّةٌ
تستنجدُ الحُكَّامَ من رومٍ طغاةْ
هبَّت إليها نجدةٌ مشهودةٌ
لم يَجبُنِ الحُكَّامُ والجندُ الأباةْ
واليومَ أصواتُ الملايين اعتلتْ
لم تسمعوا حتَّى نحيبَ الأمهاتْ
أعطيتمُ الأعداءَ ما لم يحلموا
مكَّنتموهم من رؤوسٍ شامخاتْ
إن تنهضوا فالفعلُ محسوبٌ لكمْ
أو تقعدوا فالعارُ من بعضِ الصَّفاتْ

صنعاء، 24 ديسمبر 2023م