لا تكسر الحجر سوى أختها

ها هو الغرب يظهر قبحه من جديد.
ها هي أمريكا رأس الحربة تبدي بشاعتها للمرة الألف.

كل ما يتعلق بالقضية الفلسطينية من شولتس إلى بايدن، ترى قبح ذلك العالم المستغل للآخرين.
شولتس يحرم حتى التظاهر ضد إسرائيل! وبايدن كما فعلت أمريكا في العام 73، يمد جسورًا من أسلحة لكيان متخم بها.
ينددون بمقتل المستوطنين، ولا يعيرون أطفال فلسطين مجرد التفاتة باعتبارهم بشرًا!
ويحدثونك ويصدعون رأسك عن حقوق الإنسان والديمقراطية الغربية، لتكتشف أن كل شيء يخص إنسانهم، أما الشعوب المقهورة فلا حقوق لها!
لم يجانب الصواب لافروف عندما اتهم الغرب بأنه "دجال"، لم يجانب الصواب بوتين عندما يشير إلى ضرورة تعدد الأقطاب، حتى لا يظل العالم رهينة لدى أمريكا في سجونها السرية خارج أراضيها، حيث تمارس تعذيب الآخرين!
القضية الفلسطينية وصمة عار في جبين الغرب الذي يريد طمسها من أجندة العالم لصالح إسرائيل التي تسيطر على مفاتيح اللعبة في الغرب، وتديره من وراء الستار!
العرب الرسميون عاجزون عن أن يفعلوا شيئًا، لم يبقَ إلا الشعب الفلسطيني، إذ هو القادر الوحيد على أن يقض مضجع محتلي أرضه محاصريه من السماء والأرض ببحرها!
ما هو المطلوب من شعب يُقتل كل يوم...
تُنتهك حقوقه كل لحظة...
تملأ السجون بشبابه ومقاوميه؟
مطلوب من الغرب أن يجيب على هذه الأسئلة وغيرها كثير.
وعربيًا، لا يمكن حتى توجيه السؤال، لأن:
عرب المطر عاجزون، فمشاكلهم بعددهم وعرب البترول أشد عجزًا، يبحثون عن مصالحهم، وفي أفضل الأحوال يبحثون عن اتفاقيات، هم أكثر من يدرك أن إسرائيل تنقضها قبل أن يجف حبرها، ولكم أن تسألوا ما الذي تحقق من أوسلو وحتى اللحظة؟
والسلطة الفلسطينية كبلتها الاتفاقيات مع الإسرائيليين، وتبين الآن أنها أمنية تحقق أمن إسرائيل، ويقف المرء عاجزًا عن أن يشاهد الشرطة الفلسطينية تفرق المتظاهرين من الشعب الفلسطيني!
والمنظمات الفلسطينية نحرتها الأنظمة التي ولدت من أحشاء أجهزتها الأمنية!
ما الحل، والصورة على هذا الشكل من القتامة إلا العمل بالمثل اليمني "الحجر تكسر أختها"، فالتنظيمات التي تصارع الإسرائيليين من وحي البعد الديني، أثبتت أنها أكثر مقدرة على مقارعة كتاب التوراة المحرف لصالح النظرية الصهيونية وما في حكمه.. على أن إيران استطاعت سحب الورقة الفلسطينية لصالحها، وتحقق أهدافها، بينما الجامعة العربية تغط في نوم عميق.
وصارت القدس والمسجد الأقصى إيرانيين لا علاقة لهما بالعرب.. الفلسطينيون وحدهم من يذكر بهما.
وإذا سألت عن الشارع العربي، فقد جُير لصالح الحاكم الذي استفاد لإطالة عمره منذ العام 48.
لا حل إلا بما رأيناه؛ طوفان يلحق آخر...
فحين يضيق بك الكون، وترى العالم كله لا يلتفت إلى قهرك، وإلى كونك في سجن هو الأكبر على الكرة
الأرضية، ما عليك إلا أن تنحت الصخر بحثًا عن حياة كريمة، أو أن باطن الأرض خير وأكرم.
الغرب تحديدًا لا يفهم سوى لغة القوة، فإما أن تكون قويًا، أو أن عليك أن تنتحر، على أن المعاناة تخلق الإبداع. يقينًا إن الشعب الفلسطيني سيفاجئ العالم طالما أغمض هذا العالم عينيه عن الظلم المستفحل من لحظة أن سرقت فلسطين.
طوفان الأقصى ستفضي إلى نتائج ربما تزيد الأمر قهرًا، إلا أن الحاجة دائمًا أم الاختراع.

النداء
9 أكتوبر 2023