ماركوس دولدر - رئيس البعثة الدولية للصليب الأحمر في اليمن لـ«النداء»: الوضع الإنساني في صعدة صعب للغاية والجانب الأمني أعاق فرقنا من دخول بني حشيش وحرف سفيان

ماركوس دولدر - رئيس البعثة الدولية للصليب الأحمر في اليمن لـ«النداء»: الوضع الإنساني في صعدة صعب للغاية والجانب الأمني أعاق فرقنا من دخول بني حشيش وحرف سفيان

حوار: بشير السيد
أكد ماركوس دولدر رئيس البعثة الدولية للصليب الأحمر في اليمن أن الجانب الأمني هو العائق الأساسي لعمل فرق الغوث الانساني في مناطق النزاع.
وإذ وصف الوضع الإنساني في صعدة بـ«الصعب للغاية وأكبر مما نتصور» قال إن اللجنة لم ترسل فرقها إلى منطقة بني حشيش وحرف سفيان بسبب عدم توفر النواحي الأمنية لضمان سلامتهم.
وقال دولدر في حوار أجرته الـ«النداء» معه: إنه من خلال اتصالاته مع المسؤولين اليمنيين لم يصل إلى قناعة أنهم سبب الإعاقة أو تعمدوها، وأفاد أن الحكومة اليمنية تدرس مطالب الصليب الدولي لتأمين حرية الحركة لفرقها للوصول إلى مناطق النزاع.
مشيراً إلى أن اللجنة تعتمد السرية في تواصلها مع طرفي النزاع.
> ترددت أنباء عن تعقيدات وعراقيل تواجه نشاطكم الإنساني في صعدة، ومؤخراً في بني حشيش وحرف سفيان. ما نوع هذه التعقيدات والعراقيل؟ وهل تم تجاوزه
- أشاركك الرأي، فاللجنة الدولية تواجه صعوبات. لقد اعتادت اللجنة الدولية للصليب الأحمر العمل في مناطق النزاعات والحروب والكوارث. وتوفر السلامة والأمن لموظفينا وعملهم في أجواء آمنة و حرية الحركة، شيء أساسي بالنسبة لنا.
ومن آليات عمل الصليب الأحمر الحوار مع جميع الأطراف المتنازعة لفتح قنوات ومنافذ لعمل فرقنا ونحن نفتح هذه القنوات بحيث يتسنى لنا الوصول للأشخاص الذين بحاجة للدعم والمساعدة الإنسانية. من خلال تجربتنا في المنطقة، في الآونة السابقة نعرف أن الحكومة تدرس مطالبنا لتأمين حرية الحركة لفرقنا للوصول إلى مناطق النزاع وإزالة الصعاب أمامها.
> ما هي العوائق التي تواجه اللجنة في مناطق النزاع؟ وهل هذه العوائق أثرت في برنامج الغوث؟
- الجانب الأمني هو المعوق الأساسي الذي يحول دون أداء عملنا وإيصال رسالتنا وبدونه تكون مقيدة. لكن من خلال أتصالاتي والحوار مع المسئولين اليمنيين لم أصل إلى قناعة أنهم سبب الإعاقة أو يتعمدون إعاقة حرية فرق الغوث الإنساني. دعني أقول لك (إن) الوضع صعب وحرج.
> التقيتم وزير الداخلية السبت قبل الماضي. وعلمت الصحيفة أن اللقاء جاء في إطار مساعي اللجنة للحصول على تسهيلات أكثر أماناً لتحركات فرق الغوث التابعة لها. هل كان اللقاء مثمراً؟ وما هي التسهيلات التي وافقت الحكومة على توفيرها؟
- أوكد لك فعلاً أن اللقاء كان ناجحاً ومثمراً وبناء. لكن نحن كمنظمة دولية لا نقول لوسائل الإعلام ما نعتبره من الأمور الداخلية. الإجتماع هو واحد من سلسلة إجتماعات تقوم بها اللجنة مع المسؤولين اليمنيين لتبادل الآراء ووجهات النظر في الأوضاع كما الوضع في صعدة.آلية عمل الصليب الأحمر هي أن تعمل بشفافية وبالتالي حين تكون هناك صراعات ونزاعات وحروب وكوارث، لابد أن يتواصل مع كل الأطراف والتحاور معهم لضمان الوصول إلى الضحايا الذين يحتاجون للمساعدة.
> كيف تقيمون الوضع الإنساني في صعدة؟
- الوضع صعب صعب صعب للغاية. أكثر مما تتصور. بالتأكيد الصراع أثَر في كثير من الناس ولا تطلب مني إحصائية حول عدد الضحايا, لأني لا أمتلك إحصائية دقيقة حالياً.عدد النازحين يصل إلى حوالى 80 ألف نازح. أنا أشجعك للإنتقال إلى صعدة لترى الوضع على حقيقته وتلتقي بالناس، صدقني ستستاء كثيراً للوضع الإنساني هناك.الصراع في صعدة نتج عنه نزوح للمواطنين والأهالي من مناطقهم الأصلية ونحن في الصليب أقمنا معسكرات لإيواء النازحين وقدمنا لهم المساعدات بشكل مستمر.
> الحرب الراهنة اتسعت إلى مناطق قتال جديدة مثل بني حشيش وحرف سفيان. هل لديكم معلومات جديدة عن الوضع الإنساني في هذه المناطق؟
- ولأسباب عدم توفر النواحي الأمنية لم نصل حتى الآن إلى هذه المناطق، ولكن بالتأكيد الصراعات دائماً تخلٍف ضحايا وكوارث إنسانية.
> ما تقييم اللجنة لاحترام القانون الدولي الإنساني من قبل طرفي النزع؟
- في أي نزاع تقوم اللجنة الدولية بإعلان احترام القانون الدولي الإنساني وتحديداً ما يتعلق بكرامة الجرحى والأسرى والجثث والمدنيين.
 الوضع الذي نراه سائداً في الشمال يقوم الصليب الأحمر بالمراقبة عن كثب، وعندما نرى أمراً لا يتماشى مع آلية عملنا فإننا نتكلم مع طرفي النزاع ونطالبهم باحترام مبادئ وأسس القانون الدولي الإنساني. نحن لن نصدر أي بيان في هذه المسألة. آلية عملنا تقوم على الحوار والتشاور مع المسئولين المعنيين وهذا الحوار لا ننشره على الملأ.
> هل لدى اللجنة إحصائية عن الضحايا المدنيين في مناطق النزاع وتحديداً النساء والأطفال؟
- ليس لدي الصورة الكاملة حتى أعطيك أرقاماً محددة. في وضع مثل هذا يوجد نزوح جماعي وفردي.المدنيون يبحثون عن أماكن أمنة، ومنهم من لجأوا إلى مخيمات النازحين وآخرون لجأوا إلى بيوت أصدقائهم.
> طالبت اللجنة بتعزيز ميزانية مكتب اليمن بقرابة 8مليون فرنك سويسري بزيادة قدرها 100 %، ماهي المبررات التي دعتكم إلى تقديم هذا الطلب؟
- اللجنة الدولية تكون لديها في العادة خطة ليتم دعمها بميزانية سنوية، تستند على حجم المساعدة المالية والمعنوية التي تتوقع اللجنة احتياجها لذلك. الخطة التي طلبنا ميزانية لها للعام 2008 كانت متواضعة؛ إذ كان الحوار مستمراً بين الطرفين المتنازعين وكانت الوساطة مستمرة، وكنا نتوقع أن الأزمة ستنفرج، لذا لم نكن نحتاج لميزانية كبيرة. لكن الذي حدث أن النزاع الذي تجدد بشكل كبير ضاعف من عدد الضحايا الذين يحتاجون إلى المساعدة والعون.
> أثناء شروع لجنة الوساطة القطرية واللجنة الرئاسية بأول خطوة في طريق تنفيذ بنود اتفاقية الدوحة، هل تم التواصل معكم لمعرفة الوضع الإنساني وحجم الدمارالذي خلفته المعارك؟
- اللجنة الدولية ليس لها علاقة بذلك, وليست طرفاً في ذلك. مهامها فقط تقديم العون والمساعدة للضحايا.
> هل سُمح لفرق الصليب والهلال الأحمر بدخول مناطق القتال؟
- الصراع الآن في صعدة ونحن متواجدون هناك لتقديم المساعدة للنازحين والضحايا.
> هل سٌمح لفرق الصليب دخول المناطق التي يسيطر الجيش عليها؟
- (لا جواب)
> هل لديكم مقترحات عاجلة وخطة وقائية لوضع حد لمعاناة النازحين، خصوصا أن القيادة العسكرية والحوثيين عازمان على الاستمرار في حسم الأزمة عسكرياً؟
- نعم, فقد قمنا بزيادة مساعداتنا الإنسانية وفتح معسكرات جديدة للنازحين, ونقوم الآن بتقييم الاحتياجات من المساعدات في منطقة الملاحيظ.
> هل لدى اللجنة الدولية خطة لاستيعاب الاحتياجات العاجلة للمنكوبين في مناطق القتال؟
- (لا جواب)