أنثى الضحك قصيدة جديدة عبدالكريم الرازحي

أنثى الضحك قصيدة جديدة عبدالكريم الرازحي

«إلى الزميل والصديق الضحوك محمد المقالح الذي يقبع الآن في سجون يمن الاكتئاب بتهمة اقتراف الضحك».

في مهرجان الضحك
ضحكنا كثيراً
ضحكنا إلى أن بلغنا تخوم البكاء
إلى أن تعبنا
من الضحك كدنا نموت
من الضحك متنا
نسينا مع الضحك شكل الكلام
<<<
في مهرجان الكلام
ضحكنا بدون رقيبٍ
بجدِّيةٍ لا تُطاقُ
جُبنا الشوارع
نمشي ونضحكُ
من كل شيءٍ
ومن أي شيءٍ
من الشعراء
من بعضهم
يحضر المهرجان
يجيء بصحبة نُقادهِ
ناقدُ عن يمينٍ
ناقدُ آخرُ عن يسارٍ
تصيح «ابتسام»:
«كيف تسيرُ بلا ناقدٍ؟
أيُّ رعبٍ
وأيُّ جنون؟»
وفي شارعٍ مثخنً بالزحام
تفجَّرت الضحكاتُ
تفجَّر مقَهىً على شارعين
تشظىَّ الزجاج من الضحكات
ومن قهقهاتِ «ابتسام»
لها ضحكةُ أصلها غامضُ
تتفرَّعُ مثل قرون الأيائلِ
أصداؤها،
صوتُ بعض المعادن حين تَجنُّ
وصوتُ جنون الرخام
<<<
هي أنثى الضحك
كلما ضحكتْ أبدعت
أطلقت قمراً في الهواء
سربَ يمام
ونافورةً من حَمَام
<<<
ذات ضحكٍ مُريعٍ
ضحكنا إلى أن فُجعنا
إلى أن فُجعتُ بصوت «ابتسام»:
«حين نعودُ سيقتلنا الاكتئاب
هو الضحكُ جُرمٌ
فلا تستطيعُ
ولا أنا أقوى على الابتسام.»
هو الضحكُ قلتُ الملاذ الأخير
وفي يمنِ القات والإكتئاب
كلُّ ضحكٍ حرامُ
وكلُّ ضحوكٍ
عدوُّ النظام.