يا لطيف والهنجمة!

يا لطيف والهنجمة! - منى صفوان

"سنولد الكهرباء بالطاقة النووية "،مقطع من خطاب حاد للرئيس.
" يا لطيف والهنجمة", مقطع من أغنية للفنانة جميلة.
(المصدر: مقطع بلوتوث)
"بهران" كانت لديه فكرة طموحة جدا لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية ولها أصدر كتابه، ولها كان الوزير الذي حول اسم وزارته من وزارة للكهرباء فقط إلى "وزارة الكهرباء والطاقة" وهي اللافتة التي علت واحداً من أهم المباني الحكومية. واستثأرت ب تعليقات المارين، وبررت التندر على موظفي الوزارة. النكات لم تكن تلاحق الوزير وموظفيه, بل تطاولت على الرئيس الذي تحمس لفكرة بهران وتولى بنفسه مهمة إطلاق الخبر الرسمي.
ومغادرة بهران وزارة الطاقة، مع اغرب تعديل حكومي, يعني أن خطته التي كانت تنوي البقاء إلى ما بعد 2012, غادرت أيضا. ولم يغادر تاركا سؤالاً "إلى أين سيذهب بهران!". فالخبر أوقف كل التحليلات التي اعتادت مصاحبة أخبار التغييرات في المناصب. ليس بشأنه وحده بل أيضاَ لباقة مختارة من زملائه الذين أخرجوا من وزاراتهم بطريقه إن لم تكن غير لائقة,فهي على الأقل غير معتادة. ولكنها بجدتها تعتبر جسورة جداً.
هي سابقه أثارت اندهاش الحكوميين والمؤتمرين، قبل المعارضين.
فالخبر الرسمي المنشور في الثورة, بدا كأنه مندهش مما كتب حتى أن الخبر حين علقت عليه وسائل الإعلام الرسمية، لم ينس المذيعون إضافة عبارة "إننا لم نعتد على تذييل أخبار التعديلات بخبر عن اتهام الوزراء بتهم الفساد".
إن السخرية التي شملت الرئيس نفسه وجعلت منه مادة للتندر وكان اليمنيون يتداولونها إما كنكات أو كمقاطع, بلوتوث. كان بعضها قاسيا. كمقطع فيه حمار يضحك من الرئيس وهو يقول إنه سيولد الطاقة النووية.
و كلها كانت تزيد من توتير العلاقة بين الرئيس ومستشاره السابق. الذي وجد أن عليه فورا برهنة جدية فكرته النووية. تأخر بهران في برهنة ذلك بعد أن أصبح مادة ساخرة للصحف التي وصفته بـ" بهرانيوم" وإطلاق أصحاب ذمار على الشموع اسم النووي. بينما كان هو يحاول صرف النظر إلى إمكانية توليد الكهرباء بالرياح أو بالطاقة الشمسية، وكلها محاولات كانت تزيد الوضع سوءا.
لم تفلح المؤتمرات العلمية بتوليد الكهرباء،وبهدوئها ذهب بهران، لتذهب معه نكاته.
و مرة أخرى استطاع خبر تغييره,جعله ماده للسخرية. لكنه خبر استطاع إنقاذ صورة الرئيس من حادثة النووية. فعلى الأقل لن يشارك رئيسكم في الضحك عليكم إن اكتشف سذاجة الفكرة.
لكن الخبر نفسه قد يكون مادة جديدة للتندر حتى وإن ذهب بهران، فقط إن أثبت أنه ليس سوى "هنجمة". فالخبر حمل تعليقات رسمية جسورة جدا،منها أنه سيتم محاسبة المسؤولين وفتح الملفات والعودة للعام 1962،ملفات قديمة جدا تعد وثائق تاريخية نظراً لمدتها الزمنية، ربما فقط يكفي العودة إلى ما بعد 1995.
يستحسن أخذ الأمر بجدية هذه المرة، هذا رأي كثيرين. فهناك من لا يرون فيه سوى مسرحية. وان يكن, فمجرد تغيير وزراء وتبرير ذلك بأن لديهم ملفات فساد حتى وإن كانت لن تفتح،هذه لوحدها تعد وبتعبير مهذب جدا" صفعة".
 هذه التهم ستنسى، وينسى أصحابها ولكنها ستكون لمن يعنيهم الأمر وللقادمين الجدد،رسالة مهمة جدا يجدر الاحتفاظ بها.
فهذا التعديل يضع "العليمي" في موقع الرجل الأقوى، بمنصب يزيد من أهميته وهو فقط يكون لمن يستطيع كسب الثقة، و لا يضحك أو يُضحِك على الرئيس. والرسالة واضحة.
monasafwanMail