خطباء مساجد الجوف ينضمون إلى الحملة ضد الثأر.. ومدارس تحولت إلى مقايل وأخرى إلى واجهة للقنص!

خطباء مساجد الجوف ينضمون إلى الحملة ضد الثأر .. ومدارس تحولت إلى مقايل وأخرى إلى واجهة للقنص!

خطباء مساجد الجوف ينضمون إلى الحملة ضد الثأر
 
الجوف -: مبخوت محمد
دعا عدد من الوعاظ وخطباء المساجد في محافظة الجوف أبناء المحافظة من مشايخ ومسؤولين ووجهاء ومواطنين إلى مساندة ودعم الحملة التي تنفذها جمعية السلام والتنمية في المحافظة ضد الثأر ومخاطره.
وتمحورت خطب جمعة هذا الأسبوع حول الثأر والنزاع في المحافظة وما ينبغي على الناس القيام به. وشدد الشيخ محمد الأشيط، وهو خطيب جامع الخير بمدينة الحزم، على حرمة الفرد وقدسية دماء الناس في الاسلام. وقال إن دين الإسلام يحرم قتل النفس ويعدها من أكبر الكبائر وعاقب من يعتدي عليها بنار جهنم: «ومن يقتل مؤمناً فجزاؤه جهنهم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً». وذكر الحديث الشريف الذي شدد كل التشديد على حرمة دماء المسلمين «لئن تهدم الكعبة حجراً حجراً أهون عند الله من إراقة دم امرءٍ مسلم».
وتطرق الشيخ الأشيط إلى الأضرار التي تسببها النزاعات والحروب القبلية وتؤججها الثارات المدمرة، ودعا إلى إشاعة ونشر ثقافة السلام والتسامح بين أبناء المجتمع الواحد ليحل الأمن ويسود الإخاء مكان الحرب والقتال والثارات.
ودعا الناس إلى الاحتكام للقضاء في كل مشاكلهم الاجتماعية بدلاً من اللجوء إلى البندقية والسلاح. مبيناً ومشدداً على أن ما يحدث في المحافظة من حروب واقتتال إنما سببه الرئيسي: البعد عن الله والهروب من الإحتكام للشريعة.
وأضاف: يجب على الخصوم الوصول إلى القاضي العادل الشريف والاحتكام إلى طرف يكون منصفاً بين الطرفين ويدعو إلى التسامح والتصالح والعفو والصلح خير. وطالب الدولة أن تضطلع بواجبها نحو مواطنيها يتمثل ذلك في وجود قضاء عادل نزيه وكذلك تفضيل وسائل الضغط، من أمن يحفظ للناس حياتهم وحقوقهم ومحاكم ونيابات مستقلة ونزيهة تأخذ بالحق وتردع الخصم وتقيم الشرع وحتى يستتب الأمن ويشعر الناس بالأمن في حياتهم.
وأشاد الأشيط بدور جمعية السلام والتنمية في المحافظة وشركائها في طرق هذه القضية وتبنى هذه الحملة، وقال: «إننا نشد على أيدي الأخوة في جمعية السلام والتنمية وشركائها في طرق هذه القضية الحساسة التي يغفل أثارها الكثير من الناس فإن الحرمة للتعليم وأماكن العلم من مدارس ومعاهد وجامعات لا تقل حرمة وقدسية عن دور العبادة». إلى تضافر كل الجهود وتوحيد الامكانيات لمساعدة مناطق الصراعات ومعالجة ذلك يتم بالعودة إلى كتاب الله وسنة رسوله والايمان وهو الاساس والشعور بالمسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى.
من جانبه وفي ذات الموضوع الشيخ/ حسن الريمي خطيب وداعية، دعا إلى إصلاح ذات البين وسد الخلاف الناشب بين القبائل المتحاربة؛
كواجب شرعي على الجميع في الاصلاح بين الخصوم كما قال تعالى «وإن طائفتان من المؤمنين أقتتلوا فأصلحو بينهما» وقال إنها مسؤولية المجتمع مشائخ وعقلاء وأفراداً عاديين فعندما يشعر المتنازعان بوجود ردع من وسط المجتمع فلا شك أنهم لن يجدوا الأسباب التي تؤجج النزاع. كما يجب على الدولة القيام بواجبها من حفظ الأمن لأن المواطن لو علم أن الدولة ستصفعه لما أمتص لنفسه فغياب القضاء والامن سبب منح المعتدين وأطراف النزاع الحرية المطلقة والتمادي في الخطأ ورد الصاع بصاعين وألحق الأضرار بالمجتمع وخلق حالة من عدم الشعور بالأمن والسكينة العامة وهذا مالم يجب فعله في وسط مجتمع موحد بالله ورسوله.
وكما أن أماكن التعليم حرمتها عظيمه فهي ملك الجميع, فيجب على المجتمع والدولة فرض النظام والقانون وصياغة وثيقة لتهجير الأماكن العلمية لتكون لطلب العلم والمعرفة وليست مكاناً لتصفية الحسابات والثارات الشخصية وإرهاب الطلاب وحملة مشاعل المعرفة لأن دور الدعاة والخطباء دور عظيم يجب القيام به في مثل هذه القضية التي يسعى الأخوة في جمعية السلام والتنمية لتوعية الناس بمخاطرها فالمسؤولية عظيمة يجب النصح والارشاد وتبين الاخطار التي تسببها الثارات وقتل الأنفس بغير حق على إصلاح ذات البين قبل أن تستفحل المشاكل.
وشكر الشيخ حسن الجمعية وبارك جهودها، متمنياً أن تصاغ في نهاية المطاف وثيقة لتهجير الأماكن العامة ومؤسسات العلم والمعرفة التي تتعرض للأعمال المسيئة لنا ولعاداتنا وديننا. وناشد خطباء المساجد والدعاه «بذل المزيد من الجهود والنزول إلى تلك المناطق والشروع في حث الناس على الاحتكام إلى الحق واتباع الصلح والمواصلة في هذا الشأن وهو نوع من الدعوة إلى الله يحمي الحق العام وحماية الارواح والممتلكات من الضياع والخراب».
الشيخ عادل عبدالله احمد شدد هو الآخر على حرمة دماء الناس الا بالحق وقال «إن النفس مكانتها عندالله عظيمه ولذا فقتلها بدون حق وبدون حكم شرعي أمر خطير يوصل الفاعل إلى جهنم والعياذ بالله». وأضاف إن كثرة المشاكل الحاصلة اليوم تظهر الكثير من العيوب والاخطار على أفراد المجتمع نساء ورجالاً حتى الأرض التي تظهر عليها المعاصي تقل الامطار عليها والغلاء والفساد بما قدمته أيدي الناس وبذلك تتعطل مصالح الناس ويعيش المجتمع كابوساً مخييفاً لا يأتمن الانسان على نفسه وهذا ما لا يرضاه الله ورسوله «وعلى العاقل المدرك أن يقبل الامور إلى الصواب والطريق الذي يريده الله من احتكام للشرع والعفو والتسامح وكذلك فإن أخطار الثارات لا تقتصر على مؤسسات تعليمية، بل على كل شيء ويجب على الناس وكل منطقة معينه أن تصيغ قانون عرف لتهجير تلك الاماكن ودرء شر الفتنة والاقتتال وترك العصبية والجهل فإن وجود جيل واع متعلم لا يمكن أن ينشأ وسط أصوات الرصاص ورائحة الفتن والعصبية ويجب على الناس وبالأخص أهل الخير والمصلحين نشر الدين وعلومه وهو واجب على الكل وعلى الدولة المساعدة في ذلك من خلال رد المظالم والعدالة والأمن وإقامة الحدود حتى لا تترك فرصة للشيطان وأصحاب الأهواء للتجحج بعدم وجود أمن وقضاء وهي مسؤولية الدولة باعتبارها الراعية عن الرعية وهناك وسائل يجب على الناس كل حسب طاقته التوعوية من خلالها من خطيب الجمعة والمجالس وحلقات العلم وهي أمانة يجب أن تنقل إلى أهلها قبل فوات الأوان.
ووجه رسالة لجميع أبناء الجوف وقبائلها بأن يتقوا الله في رعيتهم. فالدولة والمشائخ هم في الدرجة الأولى من حيث المسؤولية فيما يحصل اليوم من فساد وتردي أحوال العباد وانتشار الحروب والمشاكل وكما يجب على الدعاه والمصلحين المبادرة وضمن هذه المبادرة وغيرها لإنقاذ حياة الناس وحقن دمائهم».
 
 
 
***
 
 
مدارس تحولت إلى مقايل وأخرى إلى واجهة للقنص!
 
 مشهد سقوط الطلاب والدماء تسبغ دفاترهم بلونها صار اعتيادياً في مدارس محافظة الجوف فقدأضحت المدارس وأماكن التعليم هدفاً سهلاً لكثير من هواة الثأر ممن يبست ضمائرهم وفقدوا وازع الدين وكل الاعراف.
و تشهد عمليات قتل وملاحقة ومستمرة داخل ساحات المدارس، سقوط ضحايا ذنبهم الوحيد أنهم من أفراد تلك القبيلة أو تلك.
في موسم الامتحانات تصير مدارس الجوف مسرحاً لعمليات القنص وهذا ما حدث في مديرية الحزم والمتون وسقط طلاب يؤدون امتحاناتهم النهائية وتوقف المئات منهم بسبب انتهاء الصلح وتجدد النزاع.
 مدارس أخرى نكبت لموقعها القريب من أرض النزاع لا يستطيع الطلاب الدراسة فيها كما هو حاصل في مدرسة السلام مديرية الغيل التي توقف عن الدراسة فترات زمنية كبيرة.
ومعلوم أن المواجهات بين قبائل همدان والشولان العام الماضي والتي استخدم فيها الطرفان كل أنواع الأسلحة وأدت إلى توقف الامتحانات في المدارس الآتية: المعمورة والإمام علي، وحصن الديمة، وزهران، وحمام كلها تأجلت فيها الامتحانات. محمد احمد، أحد المدرسين في مدرسة الحصن، اعتاد مغادرة المحافظة تقريباً كل شهر و قال: «مع استمرار القصف الشديد ونزوح الأهالي والطلاب أسافر إلى البلاد في محافظة تعز وبعد فترة أكثر من شهر رجعنا واختبرنا الطلاب بعد توقف الحرب بفضل جهود وساطة قبلية قامت بعقد صلح مؤقت.
أما في آل حيدة والمرازيق فإن الطلاب في الصف الثالث الثانوي والتاسع لا يستطيعون الذهاب للامتحانات ولهم ثلاثة أعوام في صفوفهم وذلك لبعد المركز الامتحاني والخوف من أن يعترضهم الطرف الآخر.
وطالب محمد احمد (16 عاماً) الدولة وكل المعنيين بظروف المنطقة بتخصيص مركز امتحاني وقال: «مدارسنا تغرق في الرمال» ويواصل الطالب حديثه لـ«النداء» بصوت حزين وتنهيدة عميقه بقوله: «قول لهم نحن في أعناقهم».
أما الحاج صالح جميل فيقول كان التعليم قبل الثار والمواجهات داخل العش ولكن اليوم لا عش ولا تعليم ولا صحة».
غياب الخدمات
أينما حلت لعنة الثأر حلت معها لعنة القهر والمعاناة. تعاني مناطقهم من النزعات الأمرين مع الخوف يعيش الناس هناك الفاقة والحرمان فلا تعليم ولا خدمة يمكن أن تصرفهم عن الانشغال بالمواجهات.
وتحدث الحاج محمد علي من قبائل الشولان مديرية المتون عن المشاكل فقال: «كثر المشاكل والخوف جعلتنا لا نستطيع أن نطالب الدولة بمشاريع ومصالح عامة فكما حالنا اليوم فلا خدمات ولا تعليم ولا صحة حتى المدرسة وهي مدرسة زهران آيلة للسقوط وهي أن تصرفهم عن التي بناها الأهالي من الطين».
حتى المريض لا يستطيع العلاج والذهاب إلى صنعاء وهو يتحمل تكاليف السفر والاقامة والعلاج وأيضاً خائف على نفسه من يجده غرماؤه في الطريق فيلاقي حتفه.
جمعية السلام والتنمية وبشراكة مع المعهد الديمقراطي واللجنة العليا لمعالجة قضايا الثأر وجمعية المستقبل بمأرب والإخاء بشبوة بالإضافة إلى التحالف الاعلامي للتوعية بمخاطر النزاعات على التعليم. التحالف الذي يضم صحيفة «النداء» وموقع مأرب برس.
جمعية السلام قامت بعمل إحصائية والتعريف بالصورة أكثر للجهات المعنية. ومن خلال النزول الميداني يتضح الكثير من نواحي القصور والمآسي التي تحدث هنا وهناك وقصة توعوية يتطلب فيها كل الامكانيات والتجاوب من أفراد مجتمع وسلطات معنية حتى يمكن المساعدة في التخفيف من الآثار الكارثية لهذه الآفة.
المدارس أماكن للولائم والمناسبات
وفي إطار نزولنا إلى منطقتي المرازيق وآل صيدة رأينا الكثير من المآسي فبدت المدارس مغلقه بعد إحجام الطلاب عن المجيء إليها ومغادرة المعلمين الذين هم من خارج المحافظة. مقاعد مسكرة والتشرد يغلف أكثر من ثلاثة وخمسين طالباً موزعين على أكثر من6 مدارس.
الشيخ علي شعيط تحدث لـ«النداء» عن معاناة منطقته فقال حالنا اليوم لا يسير صديق فمدارسنا أصبحت مكان للزواجة والمناسبات الاجتماعية اما الطلاب فهم لم يعرفوا القلم منذ الأحداث ولها ثلاثة أعوام ونحمل ونشد على الجهات المعنية وفي مقدمتهم التربية والتعليم فيقول كنا قبل الأحداث نسعى إلى توفير المدرس وإيصال الكتب وتشجيع الطلاب أما اليوم وبعد المشاكل لا نستطيع أن نصل إلى أحد».
 ويتحدث الشيخ علي شعيط وهو في الستين من عمره بحرقة شديدة وحسرة على مستقبل هؤلاء ويضيف على العشرات من الطلاب ويقول وحتى المريض لا نستطيع الدواء وعليه أن نقطع المسافات الكثيرة حتي يحصل على إسعاف ينقذ حياته فهناك كانت لدينا وحدة صحية وبها دكتور سوداني الجنسية وكانت هي الوحيدة ويستفيد منها كل الناس قبل الأحداث أما اليوم فلا طبيب والمستشفى تغمره الرياح ويفضل المريض الموت بين أهله ولا يتعرض ويعرض الكثير من أصحابه للموت. نتيجة للحصار المفروض عليهم من الطرف الآخر في الصراع.
 وتحدث العديد من وجهاء المنطقة رافعين مناشدات واستغاثة إلى رئيس الجمهورية ورئاسة الوزراء ووزير التربية والداخلية النظر في معاناتهم ومساعدتهم في ما وصلوا إليه اليوم من فقر وجهل وخوف. وحملوا عبر «النداء» رسالة أن يصل صوتهم إلى كل العالم أنهم يعيشون في ظروف قاسية يطالبون بحل للقضايا فهم يطلبون التعليم والصحة والحياة الكريمة.
ومن جهة أخرى ناشد الكثير من الطلاب الجهات المعنية أن تقوم بدورها من تعليم ورفعوا لافتات كتب عليها: دعونا نتعلم دعونا نتعلم بهذ الكلمات صدح صوت محمد احمد طالب في الصف الثامن مطالب الجميع أحترام التعليم مخاطباً القيادة السياسية بقوله: نحن أمانة في أعناقكم انظروا إلينا.
 

***
 
 

 أشباح الدمار يؤججها الثأر

 علي هاشم الشرفي*

افتقدنا أحد زملائنا في الجامعة فقررنا زيارته إلى بيته وبعد الاتصال به اشترط أن تكون الزيارة ليلية، وقف بباب بيته ليستقبلنا ومنظره على غير العادة، لقد كان ملثما يلتفت يمنة ويسرة وكأن شبحا يطارده بباب بيته.البندق على كتفه في منظر غريب لم نعتده على هذا الطالب الجامعي المتفوق في دراسته. كانت نظراته تقول لنا بحياء: أسرعوا بالدخول فلا وقت للمجاملات بباب البيت. دخلنا غرفة الاستقبال ونحن ننظر لبعضنا نظرات استغراب من حال صديقنا، وضع بندقيته وفك لثامه ورحب وسهل وهش وبش.
بدأنا أطراف الحديث. وكان السؤال الذي جئنا لأجله: سلامات ظنناك مريضا؟ الحمد لله لست مريضا. إذا لماذا لا نراك في الجامعة؟ ألا تعلم أن الامتحانات على الأبواب؟ وأين والدك بحثنا عنه في عمله فلم نجده لقد توقف المبنى الذي يقاوله؟ تنهد قائلا ليس هذا فحسب حتى إخواني الصغار أخرجناهم من المدرسة، وهم وأبي في الداخل. سألناه لماذا كفى الله الشر تحرم نفسك من الجامعة في نهايتها ويوقف أبوك عمله وإخوانك دراستهم؟! تحركت الغصة في صدره والدمعة في عينه وبدأ يحكي لنا مأساته وأسرته يقول: لقد قتل أحد رجال قبيلتنا رجلا من قبيلة أخرى ونحن مطاردون بجريمته. هل يقرب لك؟؟ لا ولا أعرف لا القاتل ولا المقتول لكنه من قبيلتنا وجميع أفراد القبيلة معرضون للثأر بذنبه صغارا كانوا أو كبارا ولذلك تركنا كل شيء وسجنا أنفسنا حفاظا على أرواحنا وهروبا من الفتنة. سأله أحد الحاضرين ولماذا قتله هل بينهم مشكلة أرض أو مال أو مشاكل أسرية...؟؟ لالا لقد التقيا في إحدى السيارات بشكل عابر وعلى عادة الناس سأله من أنت؟ فقال: فلان من آل بو فلان. لم تنته كلماته إلا وقد استقر وابل من الرصاص في صدره فقد تذكر القاتل ثأراً قديما بين القبيلتين فقتله.
هرب القاتل وترك وراءه زوجته وأطفاله ووالديه يبكون خوفا عليه، وترك قبيلة كاملة مطاردة بشبح الثأر. وترك المقتول وراءه دما مسالا بدون ذنب وأرملة ترفع دعواتها على قاتل زوجها مع دمعاتها في أوقات السحر، وأيتاما لا يجدون مسحة أب حانية على رؤوسهم.لقد ترك الجميع مشاكل ومصائب لا بداية لها ولا نهاية مجتمعا مفككا وأمة منهارة وخوفا يقتل القلوب وأنات المظلومين وشبابا عاطلا جاهلا لم يتعلم سوى إطلاق الرصاص.
لقد أصبح الثأر عدوا يفتك بالمجتمع في كل مناحي الحياة أشد مما تفعله أسلحة الصهاينة بالفلسطينيين.أين العقول!؟ أين الدين!؟ أين الشهامة ومكارم الأخلاق!؟ لماذا يؤخذ الناس بذنوب غيرهم!! "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى " أليسوا مسلمين!! ألم يقرأوا قول الله تعالى:" وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا" في وعيد شديد ليس مثله وعيد في القرآن فمن لم تردعه هذه الآية فماذا يردعه.
إن كل من يستطيع أن يفعل شيئا ضد هذا الظلم الواقع في مجتمعنا ثم لا يفعله يكون شريكا في هذه الجريمة شاء ذلك أم أبى "الساكت عن الحق شيطان أخرس".
حينما تركنا صديقنا سأله أحدنا من يحضر لكم حاجياتكم فأجاب قائلا أحد الجيران.
وقبل أن أغادركم هل من يد بيضاء تحرر بلادنا من هذا العدوان الغاشم الظالم؟!
ومن باب ذكر الإحسان وأهله نشيد ونمد أيدينا للمبادرة الكريمة من جمعية الإخاء للتنمية والسلم الأهلي شبوة لمبادراتها المستمرة في حل مشاكل الثأر ومنها مبادرة تهجير التعليم. هذه صرخة لكل أذن يطمح صاحبها أن يفعل الخيرات ويحارب المنكرات للمسؤولين والوجهاء والمشايخ والعلماء والخطباء وأصحاب الأموال والتربويين والقضاة في مواجهة منكر لا يختلف عليه اثنان، فكما هي اليوم تصبح في دار جارك, ربما تمسي غدا في دارك. وقانا الله وإياكم شرها.
* خطيب جامع عمر بن عبد العزيز - عتق