اقتلع لوزتي «نورا» وزرع مكانها دبوس حديد بطول 4 سم

اقتلع لوزتي «نورا» وزرع مكانها دبوس حديد بطول 4 سم

عدن - مرزوق ياسين
قبل ثلاثة أسابيع لاذت والدة «نورا» بإحدى عيادات المنصورة بمحافظة عدن، بحثاً عن دواء يخلص أبنتها من الألم.
 كانت نورا أبو بكر، 5 سنوات، مصابة بالتهابات «اللوز».
غير أن الطفلة الشاكية المتألمة عند كل وجبة أكل، نقلت أواخر الأسبوع الماضي إلى مستشفى البريهي التخصصي ودمها يتدفق من فمها وأنفها صابغاً ملابسها بلونه ونبض قلبها كاد يصمت! لاحقاً تبين أن نورا خرجت من عيادة طبيب قرر في لحظة شرهة انتزاع لوزتي الطفلة وفق قانونه الخاص.
حال وصول ما يشبه جثة طفلة إلى مستشفى البريهي، تقرر فوراً رفد جسدها بقربة ونصف من الدم وتجهيز غرفة العمليات وبقدر من الحظ نجت نورا من شرك نصبه طبيب قاتل.
غير أن الخطر ما يزال يهدد حياة نورا المستلقية منذ أسبوع على أحد أسرة غرفة العناية المركزة بمستشفى البريهي. بعد أن خضعت لثلاث عمليات جراحية متتابعة. إذ تحتاج نورا لعملية رابعة لانتزاع دبوس حديدي بطول 4 سم ملتحم بأنسجة تجاويف فمها (بجوار اللوزتين) أتضح أن طبيب المنصورة الخبير بالخطر المحيق بـ«نورا» حين انتزع لوزتيها، أبقى على دبوس حديدي؟ بقرب الجراح التي أحدثتها معدَّاته.
إلى جوار سرير الطفلة نورا الغائبة عن الوعي تقف والدتها مشدوهة بما وصلت إليه حالة صغيرتها «كانت نورا محمومة وحلقها يوجعها مثل بقية الأطفال»، تحدثت الأم لـ«النداء» بنبرة تعجب.
 لم تكن الأم تتوقع أن المصائب تأتي أحياناً من نرجو منهم الخير: من العيادات: تلك التي تحمل يافطات وتزاول نشاطها علناً كأنما ذلك يمتع وزير الصحة.
قالت الأم: «دخلت أنا ونورا إلى الدكتور (......) بعدما كشف عليها قال لي: الآن ضروري نعمل لها عملية وضعها خطير. وطلب مني 20 ألف ريال وفي اليوم الثاني عمل العملية».
غادرت نورا وأمها عيادة الخبير المحترف بالمخاطر ومشاعر الامتنان تغمر صدر الأم القلقة على إبنتها، لكن لم يطل غيابها؛ بعد مرور عشرة أيام عادت الأم رفقة شقيق زوجها وعلى ذراعه تستلقى نورا غارقة بدمائها المتدفقة من فمها، مجدداً بعد أن قبض 15 ألف ريال شحذ الطبيب أسلحته مداهماً تجاويف فم «نورا» المغمى عليها، ولثلاث ساعات تناوبت: مشارطه ومقصاته واسلاكه، ومقابضه، على فم الطفلة لكن الدماء كانت عصية وترفض التستر عليه.
ساعتذاك قررت الأم نقل طفلتها إلى مستشفى البريهي.
الجراح العراقي أحمد حسن -استشاري أنف، أذن، حنجرة- في المستشفى قال: «لم أر في حياتي العملية أطباء يستخدمون المقصلة الحديدية لنزع اللواز سوى في اليمن ويصير الوضع كارثياً حين يستخدمها طبيب يحمل شهادات علمية».
الجراح العراقي الذي تحدث لـ«النداء» أمسك ب(كشافة أشعه) وأسندها على صندوق مضيئ وبسبابته اليمنى أشار إلى إحدى المواضع وقال: «هذا دبوس حديدي طوله 4 سم موجود بجوار اللواز في فم نورة»، وزاد: «يتطلب إزالته إجراء عملية جديدة».
الدبوس الملحتم في أنسجة فم الطفلة هو أحد مخلفات العمليتين القاتلتين اللتين أجراهما طبيب المنصورة الذي مايزال طليقاً.
حتى الآن أنفقت أسرة نورا قرابة 2500 دولار لعلاجها وما يزال القادم طويلاً، إذ يلزم إجراء عملية انتزاع الدبوس الحديدي العالق في فمها الانتظار قرابة شهرين.
 أسرة نورا تعتزم رفع قضية ضد الطبيب الذي سبق أن أوقف من عمله في مستشفى الجمهورية بمحافظة عدن، بحسب مصادر طبية، لكثرة أخطائه الطبية.