«العربية» حدث

«العربية» حدث - منصور هائل

اعتبرت فضائية «العربية» حديث رئيس الجمهورية بمهرجان الجمال بالحسينية حدثاً، لمجرد أنه قال: إن المعارضة هي «البديل الأسوأ»، وأن كيس الحب (يقصد القمح) سيصل الى عشرين ألف ريال في عهد البديل المذكور بدلاً عن سبعة آلاف في عهده.
وكأنها - («أي العربية»)- ارادت إشهار اعتراف السيئ بسوئه ووعده ووعيده للشعب بـ«البديل الأسوأ». وفي أفضل الأحوال لوحت لنا «العربية» بخيارين كلاهما موت: إما الطاعون وإما الكوليرا.
وكررت ما ورد في حديث الرئيس الذي حذر من الإرهاب: «احذروا الإرهاب»!
وقوله: «هل تريدون ان نكون مثل افغانستان أو العراق أو الصومال أو السودان؟!».
ولم تغفل القناة جملة الرئيس المفتوحة بالتلميح الى أنه قال فيما لم يقل: «أنا وإلا الطوفان». ولأن «العربية» تعمل بالاصول فقد قامت باستضافة الخبراء واحرجتنا بصديقين عزيزين، احدهما يقيم بدولة الامارات، د. عمر عبدالعزيز، والآخر بصنعاء، الاستاذ علي سيف حسن. واكتملت اركان الفكاهة عندما سمعنا بأن التصريحات النارية للرئيس ضد المعارضة تندرج في إطار المألوف في اليمن، وتشير الى ارتفاع سقف الديمقراطية اليمنية و«خصوصيتها» ولا ينبغي الالتفات إليها بعين الجد، لأنها حينما تقول باحتدام الازمة بين الفرقاء، فإنها تفيد بحوار كواليس حميم وخفي و«مؤكد» وتقطع بتوافقات تطبخ على نار خامدة.. وكأنهم يلعبون علينا!!
وسامح الله الوزير علي سيف حسن الذي قال كل شيء ولم يقل أي شيء، وكان ظريفاً عندما أشار على الأحزاب والقوى السياسية في العالم العربي والإسلامي بأن تأخذ بتجربة اللقاء «المشترك» في اليمن. ولما لم يقل، فهو ليس أقل من فخامته حينما وجه الألمان باحتذاء «تجربة الوحدة في اليمن».
ويبدو أن الصديق عمر عبدالعزيز تعرض للقمع من «العربية» حينما كاد يتكلم عن التباس أحزاب «المشترك» واسفنجية المؤتمر الشعبي العام. ولم نسمع جديداً ولا مفيداً، لا من علي ولا من عمر.
وقد علق أحدهم على «بانوراما» «العربية» في مساء الأحد الماضي بقوله:«لو استضافت خبراء أجانب لكان الأمر أفيد وأفضل»، واستشهد بالسفير الأمريكي الذي أثار هياج السلطات مؤخراً حينما صرح بأن اليمن لن تقلع الى بر الأمان إذا لم تحسم التالي: ضبط الجانب الأمني، تهيئة المجال لأحزاب سياسية فعالة، اعلام مستقل، قضاء مستقل، وبنية انتخابية اساسية تكفل نزاهة الانتخابات وشفافيتها. والخلاصة أنه يقترح بناء مشروع الدولة.
ولكم بدا هذا الأمريكي أكثر من يمني. على عكسه بدا اليمنيان ذاويان في الغربة.
اللهم أعدهما الى الديار.. آمين.
mansoorhaelMail