أبين ضفيرة طوفان

أبين ضفيرة طوفان - منصور هائل

بلغ الفلتان في أبين ذروة البهتان باختطاف سيارة مزرعة رئيس الجمهورية المشير علي عبدالله صالح -وليس سالمين أو أي رئيس سابق من أبين- الكائنة غرب مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة، وبلغ البهتان مستوى الشيطان بدلالة أننا أصبحنا نتداول خبر مزرعة الرئيس بغير ما تمحص لسؤال المزرعة؟
هل جاءت المزرعة إليه أم ذهب إليها؟ أين تقع المزرعة في زنجبار أم في سنحان؟ وإذا كان في طفولته من ذوي الشبه بالأنبياء؛ تبعاً لما تردد في سيرة يفاعته وامتهانه لرعي الاغنام، فهل يعني ذلك أنه لم يزاول الفلاحة، أو الزراعة، ويضعف شرعيته في إمتلاك مزرعة في أي مكان كان من يمن الحكمة والإيمان!!.
وعودا إلى اختطاف سيارة مزرعة الرئيس: هل يمكن التكهن بعقابيل جدلية الخطف الضاربة، العارية بهذا القدر من السفور الذي يعوي بصوت المخطوف وهو يثور على الخاطف ويطلق عليه برقية حارقة «نابالم» من خلال اختطاف سيارته -مزرعته إن جازت- من الطريق العام الذي يربط أبين بعدن، وتحت نظر الأمن العام.
وكما لو أنه كسراً الدائرة احتكار الخطف ومركزيته، وكأنها حرية الخطف والخطف الآخر، بعد زوال خرافة الرأي والرأي الآخر.
وربما كانت تمخضات اختطاف الشأن العام، المال العام، الحيز العام، السلطة، الوطن، اليمن.
ويبقى كل شيء مقبولاً الآن: إختطاف سيارة مزرعة الرئيس فهو اختطاف يشير إلى أن قبائل آل با كازم -إن صح خبر اختطافهم للسيارة من قبيل ممارسة حقهم في التعبير- لا تعلم بأن المزرعة لن تبقى في يد الرئيس إلى الأبد، وبدت وكأنها لم تسمع أن الرئيس قد برم بمزارع سابقة وتبرع- مثلاً- بمزرعته في محافظة حجة لجمعية الصالح الاجتماعية الخيرية.
الصالح يتبرع للصالح، وليس نابليون بونابرت. وفي أبين «بلاد الحاس والحسحاس والظلم الشديد» تعطلت الخدمات برمتها، وتمادى الفلتان في فلتان، ولم يتمكن وكيل المحافظة الجديد من تسلم مهامه لعدم حصوله على مكتب في ديوان المحافظة منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وهنالك سيارات يتردد أنها مختطفة وما زالت في قبضة الإمارة الشحتورية بالمحفد، وهنالك قاطرات غاز، وقاطرات سلع غذائية، وغيرها سبق وأن اختطفت.
وهنالك مساحات شاسعة من أراضي الدولة والمواطنين اختطفت ونهبت، وهي من أخصب الأراضي وأغناها.
.. وهنالك من يدفع ويسرع بتضفير رأس الطوفان، وتشفير اليمن على ذات الكود والعنوان: أبين.
فهي كانت «الطليعة» في حروب التحرير، في القومية، والماركسية، والنضال، و«الجهاد»، وهي مفتاح عدن على مر الأزمان، وشفرة اليمن اليوم والآن فاحذروا ما لا يبان خلف المزرعة.
mansoorhaelMail