سالم صالح محمد.. تحسب للأيام السوداء طلب الإقامة فقامت القيامة

سالم صالح محمد.. تحسب للأيام السوداء طلب الإقامة فقامت القيامة - فؤاد راشد

يدخل جواز مستشار رئيس الجمهورية اليمنية، رئيس لجنة معالجة الظواهر السلبية يوم احتجازه التاسع لدى سلطة الهجرة والجوازات بدولة الامارات العربية المتحدة.
وبالنسبة لتأخير معاملة تجديد إقامة لمواطن يمني، فالأمر يعد طبيعياً وليس فيه أي غرابة ويعرف اليمنيون المغتربون المقيمون سواء في الامارات أم في المملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج ذلك جيداً، ويعونه ويتعاملون معه بطيب خاطر وراحة بال كمان!
سالم صالح محمد لو لم يكن مستشاراً للرئيس صالح وفي وضعيته الجديدة لتعامل مع الأمر بصورة هادئة.
الأمر المثير للتعجب ليس في تجديد إقامة سالم صالح بالإمارات كما ذهب البعض، فمن حقه ذلك، وهو يعلم قبل غيره أن الوضع في اليمن غير مستقر وقابل «للتطنيش» في أي لحظة وتظل إمارات الراحل أمير القلوب الشيخ زايد تمثل دفئاً للمهاجرين اليمنيين. كما أن إجراءات وزارة داخلية الإمارات في إطالة مدة التدفيق والمراجعة في طلبات إقامات اليمنيين وفحص جوازاتهم وتأخيرها في البوابة الرابعة من المسائل المعروفة والمسلم بها.
وضع الحساسية هنا في أن الجواز المحجوز يعود لمستشار رئيس الجمهورية اليمنية، المعني بمعالجة قضايا أبناء الجنوب والذي تحتاج فيما تحتاج -لمعالجتها- الوقوف بقوة تجاه رؤوس كبيرة وسلطويين متحكمين في مصير البلد الموجوع.
وضع الحساسية في عدم إيلاء خارجية الإمارات اهتماماً خاصاً لجواز مستشار رئيس بلد شقيق، وإن كان يطلب تمديد إقامة لأيام سوداء يفترض في أحسن الاحوال وقوعها. هو هذا في نظر سالم صالح منطق الحساسية، فصرخ متوجعاً من هذا الألم. «والنبى» معه كل الحق.
أنا على يقين من أن الغضب ليس منصباً على دولة الإمارات، أكثر مما هو منصب على دولة اليمن، وأن الغضب يتجاوز الشيخ خليفة إلى صالح نفسه.. وفي هذا مع سالم صالح كل الحق.
فواقع الأمر أنه لم يحتجز جواز مستشار الرئيس، بل احتجز جواز الرئيس نفسه! لا أريد أن أذهب إلى أبعد من أن الأمر هو رسالة صغيرة لمن يريد أن يفهم فيما إذا كان الجواز احتجز مباشرة في دبي أم احتجز في صنعاء.