جامعة «طميم» رهن الاختبار

يقيناً أن «خالد طميم» رئيس جامعة صنعاء أصبح يواجهه مازقاً أخلاقياً وأكاديمياً أمام طلابه وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة.
والثابت أنه غدا مطالباً أكثر من أي وقت مضى باتخاذ إجراءات فورية توقف آثار العدوان المستمر على قدسية الحرم الجامعي من قبل أمن الجامعة.
الأسبوع الماضي تسرب صورة من ملف التحقيقات التي أجرتها اللجنة المكلفة من قبله بشأن الاعتداء على طالبي كلية الآداب الشقيقين جميل ومراد سبيع (حصلت الصحيفة على صورة منه).
 الملف يكشف عن مدى توغل هراوات الأمن  في الشأن التعليمي والأكاديمي بالجامعة، متجاوزة الصلاحيات المحددة في لوائح حراسة المنشآت التابعة لوزارة الداخلية. على أن قانون الجامعة وفي أحد مواده تولي رئاسة الجامعة مسؤولية إختيار من تراه مناسباً لحراسة الجامعة دون أن تسمي جهة بعينها.
ومعلوم أن حراسة جامعة صنعاء جاءوا من خمس كتائب في منشآت الداخلية، ويصل عددهم إلى 100 فرد، فيما ضباط أمن كليات الجامعة ينتمون إلى جهاز الأمن السياسي عدا 5 يتبعون حرس المنشأت وواحد من معسكر الأمن المركزي. والمفارقة أن الجامعة لا تخلو من حرس مدني ولكن حصرت مهامهم بفتح وإغلاق البوابات وأوكلت لهم حمل مفاتيح المكاتب وقاعات الدراسة، وهم من كبار السن ومع هذا غالبيتهم لم يتم تثبيت وظائفهم.
اللافت أن الملف الذي سرب تضمن إقراراً واعترافات وأحياناً مجاهرة من قبل أفراد ضباط أمن الجامعة «نعم شحن المسدس، ولم يشهره إلى وجوههم»، أجاب فؤاد الغيل ضابط أمن كلية الآداب على سؤال اللجنة له «إن كان الأمر يستدعي شحن المسدس وإشهاره في وجه سبيع. الضابط ذاته أفاد أنه أمر العسكري الذي أشهر مسدسه بالتراجع!.
طبقاً للمحاضر فقد دشن أمن الجامعة حملة اعتداءاته الهمجية على الطالبين «سبيع» من 30 اكتوبر الفائت لتصل إلى ثلاثة اعتداءات مستخدمين فيها: أسلحتهم، وقوارير زجاجية، علاوة على أيدهم، كما والاستعانة بعضلات آخرين بزي مدني، لم يكشفوا عنهم حتى الآن.
في الاعتداء الثاني الذي وافق 12 ديسمبر الفائت ظهر مدير عام الحرس الجامعي كعضو فريق كشافة، مهمته فحص ملابس الطلاب وتسريحات شعرهم. إذ لم يرقه تسريحة مراد سبيع! مد قبضته إلى رأس الأخير وشده بعنف قائلاً «ليش ما تحلق شعرك» هكذا أخذت مهام مدير عام الحرس الجامعي تأخذ مجالات عدة!
في الاعتداء الثالث  إقحمت شقيقة سبيع في حملة الاعتداءات واتهمهما أمن الجامعة عقب الاعتداء على شقيقها. أنها كانت تحمل خنجراً، خلافاً لما جاء في إجابة صاحب الشأن - الضابط الذي قيل أن شقيقة سبيع شهت الخنجر في وجهه- "سمير مسعد العوبلي" في محاضر التحقيقات: «يقولو بأنها كانت تحمل خنجراً ولم أشاهد أن شيء». أما عبدالفتاح علي عثمان الصبري ضابط برتبة رقيب أفاد أنهم (الجنود) كانو ينفذون التوجيهات التي يتلقونها.
 إلى محاضر التحقيقات، حمل الملف شهادات عدة لطلاب وأفراد وضباط أمن وأساتذة جامعيين ومسؤولين في الجامعة.
وبدت شهادة نائب عميد كلية الآداب لشؤون الطلاب «عبدالله البار» أكثر سخطاً على التصرفات الأمنية، إذ أكد أن اعتداء الأمن على الطالب مراد سبيع استمر وسط تجاهل الأمن لمناداته، وقال لم يحترموا وجودي أثناء معركتهم مع الطلاب.
الملف يقذف برئيس جامعة صنعاء «خالد طميم» إلى مرمي المساءلة. ومسؤوليته تقتضي إستبدال الحرس الأمني بحرس مدني, وهو إجراء لا مناص منه حيال حفاظه على قدسية الجامعة وسمعتها ونزولاً عند رغبة الطلاب وهيئة التدريس.
balsaeed