المحامي يحيى غالب المتهم بالمساس بالاستقلال والوحدة لترافعه عن شهداء الاحتجاحات لـ«النداء»: لا توجد إمكانية للفيدرالية.. ونحن نناضل قبل ظهور «تاج»

- لا استلم أوامر من الاشتراكي.. والمجلس العسكري الحاكم لعدن هو من يهاجمني
 يحيى غالب الشعيبي..اسم يتردد في الحراك الجنوبي. فهو المتواجد في الميدان، والكاتب الصحفي كلما سنحت له الفرصة، وأخيراً هو المحامي الذي يتصدى لقضايا ضحايا الحراك من جرحى ومعتقلين، ووكيل لأسر الشهداء. تجده ينافح عنها، تعرض للاعتقال أكثر من مرة حالياً يواجه حملة اعلامية من قبل السلطة المحلية بمحافظة عدن، وعدد من التهم منها(المساس باستقلال الجمهورية اليمنية ووحدتها).. وكذا بالمتاجرة بدماء الأبريا..وغيرها من التهم، التي يؤمن الشعيبي إيماناً مطلقاً بأنها ستزيد كلما زاد نشاطه وتواجده الفاعل في الحراك الجنوبي..
"النداء" التقت المحامي يحيى غالب الشعيبي وكان هذا الحوار:
> حوار: شفيع محمد العبد
الحملة الاعلاميه
> ما هو السبب وراء الهجوم الإعلامي ضدك مؤخرا من مجلس محلي عدن؟
- المجلس المحلي بعدن لم يهاجمني إطلاقاً، بل الهجوم ضدي بإعلام الحزب الحاكم من المجلس العسكري الذي يحكم عدن.
> لكن ما هو السبب وراء مهاجمتك إعلامياً؟
- السبب معروف للجميع لأن الصراع مستمر، بل سيستمر بين أبناء الجنوب والمتنفذين العسكرئين، صراع بين الحق والباطل. وهؤلا يريدون محاولة إثنائي عن مواصلة مهمتي المهنية الحقوقية الإنسانية ويريدون من يساومهم ويبيع ويشتري بدماء الشهداء والجرحى وإذا لم يقبل المساومة يعتبر ليس محامياً من وجهة نظرهم.
> لكن هذه سلطة ولديها وسائل كثيرة  قد تعرض حياتك للخطر ؟
- ومتى كانت حياتنا بعيدة عن الأخطار يا أخي. نحن نعيش في حالة خطر منذ اجتياح الجنوب في 7يوليو 1994.
الحراك الجنوبي
> المتابع لكتابتك وخطاباتك منذ فترة طويلة لم تكن بهذه الشجاعة؟
 - أتقصد أنني كنت جباناً؟ ( قالها بانفعال).
> لا..لا.. بل أرى أنك تتكلم بثقة مطلقة؟0
- نعم ثقة مطلقة مستمدة من قناعات راسخة لأنني مع الحق وأدافع عن المقهورين بوضوح وشفافية وكذلك ثقة استمدها من عدالة القضية الجنوبية. والوقت هو المناسب للحديث بوضوح خلاص انتهى وقت الضبابية وانقشعت سحابة الصيف. ولا أريد أتحدث عن نفسي لكن الناس ذاكرتهم هي أرشيف التاريخ الذي يسجل كل المواقف. والحمد لله، أعتقد أنني قمت بما استطعت وقدمت مابيدي من إمكانيات لقضية الجنوب ونصرتها ولم أبخل حتى بحياتي وروحي جاهزة للتضحية.
> وماذا تريد من مشاركاتك الفاعلة وحضورك القوي في فعاليات الجنوب؟ هل تريد الزعامة؟
- أعتقد هذا السؤال غريب أن تسألني: ماذا أريد من المشاركة بالحراك الجنوبي لأن الهدف واضح اننا نريد أرضنا وهويتنا وتاريخنا وكرامتنا المهدورة.
أما الزعام لا يبحث عنها الإنسان بالمعتقلات والمطاردات والمضايقات وإن سمعت يوماً أنني أبحث عن زعامة تذكر أنت وغيرك أنها زعامة التضحية لا غير.
> دائما تتبنى الدفاع عن قضايا ضحايا ومعتقلي الحراك الجنوبي.. لمصلحة من تفعل ذلك؟
- هذه هي الزعامة التي أبحث عنها أن أتبنى الوفاء للشهداء والجرحى. وكم شعرت وأشعر برضاء ضمير عند مروري بمنطقة ردفان وجبالها الطاهرة وأنا محام لشهداء وجرحى منصة 14اكتوبر.
أما لمصلحة من ؟اقول لك وأنت قريب بل ملامس للحراك الجنوبي إن ما أقوم به لمصلحة الجنوب وهذا هو الواجب الأخلاقي علينا أمام الجنوب.
الحزب الاشتراكي انتمائي
> لكن عبارة الواجب الأخلاقي ناحية الجنوب يكررها, بل قد يكون قائلها ياسين سعيد نعمان أمين عام حزبكم هل انت تأتمر بأمر الحزب؟
- نحن مدرسة واحدة وقد يكون الدكتور ياسين استاذ لنا. ولكن الواجب الأخلاقي مفرد موفق ومصطلح مؤثر يبعث لدى الشخص شعور بالتقصير ناحية الجنوب مما يدفعه لمزيد من بذل الجهد.
> لم تجب على سؤالي. هل تأتمر بأمر الحزب ؟
-لا..لا.. إطلاقاً. أستلم أوامري اليوم من رسائل شهداء الحراك الممهورة والموقعة بقطرات دمائهم.
> يعني أنك متمرد على الحزب الاشتراكي؟
-الحزب ساكن بقلبي ويجري بدمي. وهذا انتمائي.
 > ألم تفكر يوماً بتقديم استقالتك والخروج من الحزب؟
- نعم فكرت عدت مرات للخروج من الحزب، لكن للأسف الحزب ما رضي يخرج من داخلي.حيث يسكن منذ وعيت.
> بصفتك عضو لجنة مركزية. هل أنت مقتنع بموقف الحزب من قضية الجنوب?
 - نعم مقتنع بموقف الحزب البرنامجي من قضية الجنوب. ولكنني محبط جداً من محاولات تمييع قضية الجنوب والتأخير في حسم تنفيذها. وكنا ننادي بأعلى الصوت داخل الحزب أن الشارع هو السبيل الاوحد والنضال السلمي هو السبيل الوحيد. لكن للاسف لم يسمعونا وادخلونا في دوامات كادت تعصف بالحزب ولكن اليوم الحمدلله، الأمور تبشر بخير. وكما علمنا أن دورة اللجنة المركزية القادمة ستنعقد في عدن وستكون محطة هامة في هذه الظروف.
 > سمعنا عنك مؤخراً أنك من دعاة مشروع تقرير مصير الجنوب؟
- ياعزيزي مش بهذا الشكل، لكن أنا أفكر بصوت عال دائما وقد ينزعج مني حتى بعض الرفاق. الموضوع ان المهندس حيدرالعطاس رئيس وزراء الجنوب الاسبق من منفاه القسري طرح كلام سياسي مهم وممتاز وخطوط عريضة كبرنامج للقضية الجنوبية وقال لابد أولاً من اعتراف النظام السياسي بالقضية الجنوبية وهذا الطرح كان رائعاً وبدأت أفكر فيما إذا النظام لم يعترف بالقضية ما هو الحل؟ وكنت في لجنة صياغة بيان التصالح والتسامح الجنوبي فأوردنا فقره رقم 7كما اتذكر نطالب النظام بالاعتراف بالقضية  الجنوبية وبادرت بالقول: وإذا لم تعترف السلطه بالقضية فإنها ستترك كل الخيارات مفتوحة لأبناء الجنوب ومنها حق تقرير المصير.
> وهل تم قبول طرحك؟
- نعم.. لكن بطريقة مش واضحة.
> وماذا كان موقفك؟
 - سجلت موقفي بمحضر لجنة البيان وتحفظت على الفقرة رقم 7. ولكنني قلت لزملائي: أنا معكم وبمقدمة الصف بما تقرونه، فقط نتعلم فن الاختلاف والتباين والتعبيرعن المواقف بشكل راق.
> يقال إنك مدعوم من التجمع الجنوبي (تاج)؟
- وليش مدعوم من "تاج" ونحن من قبل ظهوره نناضل بالميدان ولايمكن لأحد أن يفرض علي قناعاته مطلقاً أو أكون تابعاً لأحد.
> لكن تقريرالمصير مشروعهم؟
- تقريرالمصير أول من تبناه الدكتور أبوبكر السقاف ومسدوس والحكيمي، وأنا أطرحه كخيار إذا لم تعترف السطة بقضية الجنوب.
> وما رأيك بمشروع الفيدرالية كمخرج للوضع القائم؟
- الفيدرالية أنا كنت معها وكانت ظروف تطبيقها في اليمن ممكنة في مرحلتين: الأولى يوم 22مايو 1990 بين الدولتين كان بإمكانهم توقيع عقد دولي فيدرالي وليس اندماجي، والمرحلة الثانية كانت مواتية بعد توقيع وثيقة العهدوالاتفاق.
> والآن هل توجد إمكانية لمشروع الفيدرالية؟
- لا..لا.. لا توجد إمكانية لأن الفيدرالية يتم أنتاجها من نظام او أنظمة يسود فيها حكم القانون، وبمعنى أدق الفيدرالية تنتجها (الدولة)بمفهومها القانوني والسياسي لكن النظام القائم غير مؤهل يكون دوله أحادية كيف تريد تخلق منه فيدرالية.
> ما الذي ينقص الحراك الجنوبي ؟وماهي نصيحتك لأبناء الجنوب؟
- الحراك الجنوبي لا ينقصه شيء كان ينقصه المال والإمكانات, لكن دم الرجال اليوم هو المال المحرك للحراك. ونصيحتي موجزة "رص الصفوف أقوى من المدفع".
> رسالة أخيرة لمن ترسلها؟
- رسالتي ليست الاخيرة إنشاء الله ولكني أرسلها الى أبطال الميدان، الجباه السمر أحييهم فيها واشد على أياديهم، ورسالتي أبعث بها شكراً لكل من تضامن معي ووقف هذا الموقف الرائع بجانبي، ولا أنسى اخواني المهاجرين في الخارج والمنظمات والنقابات والشخصيات والجنود المجهولين في المواقع الاخبارية والالكترونية والمنتديات والصحافة وهناك رسالة شكر وتقدير وعرفان أسجلها للاستاذ هشام باشراحيل رئيس تحرير صحيفة الأيام وهيئة التحرير على مواقفهم الشجاعة لنصرة قضية الجنوب.