شيع جنازة العدالة ويستقبل العزاء.. المسوري: فقط أريد تطبيق الحكم التأديبي بحقي!

شيع جنازة العدالة ويستقبل العزاء.. المسوري: فقط أريد تطبيق الحكم التأديبي بحقي!

- غمدان اليوسفي
اضطر المساعد معاذ محمد المسوري للاحتجاج بطريقة تشي بمدى عجزه عن حل مشكلته مع إدارات متعددة في وزارة الداخلية، آخرها دائرة شؤون الأفراد بعد قرابة عام من بدء مشكلته مع إدارة مرور محافظة صنعاء.
كنصب تذكاري رفع المسوري أوراقه على بوابة منزله إلى جوار لوحة قماشية عريضة قرب جولة جامعة صنعاء الجديدة إلى جوار نعش رمزي للعدالة.
على جدار منزله تنتصب صورة الرئيس علي عبد الله صالح، ويعلوها العلم الوطني مكتوب بداخله "إرفع الظلم عن أولادي"، وفوقها صورة لكفتَيْ ميزان غير متساويتين وعبارة "أبحث عن الإنصاف".
مشكلة الرجل بدأت مع مدير عام مرور محافظة صنعاء، العقيد عبد الله الكبوس، في رمضان العام الماضي، حين كان يطالب بمستحقات له، ووصل الأمر إلى المشادة الكلامية وشتم الكبوس، معترفا أنه شتم الكبوس، لكن ذلك كان "بسبب الصوم والزعلـ". ويصر حاليا على أن هناك "مكافآت رمضانية يصرفها المدير لمن يشتي"، و"خصميات إجبارية على رواتبنا".
تلك الواقعة أودت به إلى ما لم يكن يتوقعه حيث تم رفع تقارير به إلى وزير الداخلية بأنه زعيم عصابة ويوزع منشورات، ثم اعتقل وحبس لمدة عشرة أيام في إدارة الأمن ومنع من اصطحاب محام أو تصوير ملف القضية، ثم أخرج بتعهد واعتذار للمدير وفقا لأقواله للصحيفة.
"بعد ذلك ظلوا يضايقوني، كل مرة يرسلوا لي سيارات وأطقم إلى البيت. ورفعت مناشدة للرئيس ولحقوق الإنسان ولكل مكان، وخرج لي أمر من الرئيس لوزير الداخلية وقام وزير الداخلية بتحويل القضية للمجلس التأديبي، ثم حققوا معي في الوزارة وطلبوا ملفي من إدارة الأمن، ووصل الملف كاملا مزور لأقوالي وكل الوثائق، لكن مع ذلك حكم علي بالبراءة من قبل المجلس التأديبي، ماعدا تهمة التلفظ بكلام غير لائق وهذه أنا معترف بها، لكن ما هو سبب تلفظي؟ أنا أطالب بحقوقي، لكن المنشورات وتزوير شهادات جامعية وغيرها لم تثبت".
قرر المجلس التأديبي نقل معاذ المسوري إلى "الإدارة العامة للمرور وإطلاق مرتباته". هذا الحكم في 13 يونيو الماضي. "الأصل حق الحكم مع مدير شؤون الأفراد. ظليت شهر أتابعه يطبق الحكم وينقلني إلى الإدارة العامة للمرور. فجأة يكلمني أحد الزملاء في إدارة الكمبيوتر أنهم نقلوني إلى محافظة الضالع بطريقة سرية. وشهرين وهم يسجلوني في الضالع غياب. ولما سألت المدير ليش نقلني إلى الضالع وأنا محول وفقا للحكم إلى الإدارة العامة للمرور، قال: مزاج!".
الأمر الآخر رفض مدير شؤون الأفراد إطلاق رواتب المسوري تنفيذا للحكم، فقام بالتظلم لوزير الداخلية الذي قام بتحويله لجهة غير مختصة (وكيل الشؤون المالية)، والمفترض أن تحال إلى وكيل شؤون التدريب والتأهيل رئيس المجلس التأديبي، لتنفيذ قرارات المجلس، "وإذا في أمانة يحيل الموضوع للتحقيق، لماذا تم مخالفة الحكم".
ينتظر المسوري حاليا، جوار منزله على الشارع الرئيسي، تنفيذ حكم المجلس التأديبي الصادر منتصف يونيو الماضي، والذي يقضي بنقله إلى الإدارة العامة للمرور، وإطلاق رواتبه. واعتبر أن الحكم بذاته كان قاسيا. ويطالب بإنصافه ضد مسلحين تهجموا على منزله وهددوه وما زالوا حتى الآن.
"يا رب العباد، يا فخامة رئيس الجمهورية، ضاع الإنصاف وضاع الحق ومات العدل وتوج الباطل بفضل سيادة حكم القوي على الضعيف". عبارة كتبت بخط كبير ووقعت باسم معاذ محمد المسوري على لوحة قماشية منتصبة على جدار منزله. تلك الجدران التي أصبحت مزارا لمئات المارة، حيث ما زال فاتحا مجلس عزاء بوفاة العدل، والمشكلة كلها فقط أنه يطالب بتنفيذ حكم برغم أنه كان قاسيا وفق تعبيره.