أبين: ضعف السلطة وتنافرها خلق حالة الاضطراب والفوضى

أبين: ضعف السلطة وتنافرها خلق حالة الاضطراب والفوضى

-  أبين - «النداء»:
قال مراقبون محليون إن الاضطرابات التي شهدتها محافظة أبين وما زالت تداعياتها تتواصل منذ أكثر من شهر، لم تأت من فراغ ولا هي وليدة اللحظة وعشوائية المبنى والمعنى.
وأرجعوا ذلك إلى ضعف السلطة القائمة وحالة التناحر وأعمال التحريض بين أعضائها وجهاتها. حيث وينعدم تنسيق وتكامل السلطات المختصة في المحافظة، إذ كل جهة تعمل بمفردها، الأمر الذي غيب دور وهيبة السلطة، فالأمن الذي تتوزع فروعه على أكثر من جهة ويخضع لعدد من القيادات في المركز، لا يستجيب عادة لأوامر وتوجيهات المحافظ، ويعمل كل فرع على حدة بما يملى عليه من صنعاء، ولا يتدخل إذا ما إقتضت مصلحة الأمن والاستقرار وفرض النظام وهيبة الدولة، بقدر ما تقود تدخله المصالح الخاصة. وكذلك قوات اللواء 312 مدرع الذي تجد أطقمه وجنوده حيناً يجوبون الشوارع أو تجدهم طرفاً في منازعات الأراضي، وإذا ما دعت الحاجة لهم. فإنك تجدهم «فص ملح وذاب» بحسب تعبير عدد من المراقبين الذين دللوا بعدد من وقائع الاضطرابات التي شهدتها مناطق عديدة من المحافظة وكان آخرها اختطاف واحتجاز عدد من السيارات الحكومية من قبل رجال القبائل الذين قاموا أيضاً بقطع الطريق العام عدن/ حضرموت وتمنعت اجهزة الأمن -رغم كثرة عددها- من القيام بأي واجب.
وعلى الشق الآخر يبرز عدم الإنسجام بين أركان السلطة المحلية وهو ما عمق حدة الانفلات حيث يقف كل طرف على مفترق الطريق مع الآخر، خصوصاً المحافظ والأمين العام، والذي تطور إلى خلاف مسموع تشيع له بقية أعضاء السلطة المحلية وأعضاء المكتب التنفيذي الذين انقسموا بين الفريقين، وبينهما ضاعت مصالح الناس وبلغ التسيب الإداري والوظيفي ذروته، وتضاعفت حدة الاضطرابات وانفلات الأمن.
ويذهب كثير من الناس للتأكيد على فحوى هذا الوضع بأن يعزوه إلى كثير من التدخلات التي تتم من قبل عدد من مراكز القوى في المركز عبر وسطائهم وأتباعهم في المحافظة، ما خلق حالة من التذمر في قيادة المحافظة، بالإضافة إلى حالة الانشطار التي تعاني منها قيادة المحافظة خصوصاً المحافظ الذي وجد نفسه في ظل هذا الوضع بين شقي رحى، ما بين القيام بمسؤولياته كرجل دولة وإن كان عاجزاً عن ذلك في ظل هذه التدخلات، وبين وضعه كأبن قبيلة برزت لها خصومات مع قبائل من أبين جاء كثير من الأحداث الاخيرة في وابين على اثرها ضمن تداعيات مقتل الشاب فريد صالح مجور. يضاف إلى ذلك عدم التعاون من قبل اعضاء السلطة الآخرين وقيام كل بدوره وتحمل مسؤولياته.
وقد شهدت محافظة أبين خلال الشهر العديد من الاضطرابات كان آخرها الاسبوع الماضي بقيام مجاميع مسلحة من قبيلة المراقشة بنصب أربع نقاط على الطريق الساحلي عدن- حضرموت (ما بين مدينتي شقرة وأحور) ما أدى إلى تعطيل الحركة واحتجاز ثلاث عشرة سيارة وقاطرة، كما قام المسلحون في إحدى النقاط الأربع باطلاق النار على الشاب عبدالله علي باجيل من ابناء شبوة مغترب في السعودية ما أدى إلى إصابته وإلحاق الضرر بسيارته. وعلى ذات الصعيد قام ثلاثة مسلحون من القبيلة باختطاف سيارتين من ضواحي مدينة باتيس كان على متنهما وفد يضم موظفين وخبراء و مسؤولين بينهم علي الصريمة مدير عام الهيئة العامة لمياه الريف وناجي ابو حاتم المسؤول في البنك الدولي باليمن، وآخرون كانوا في زيارة تفقدية لسد باتيس. ويأتي فعل المراقشة كرد فعل على احتجاز اربعة من مشائخ القبيلة، الذين ذكر مسؤولون محليون أن احتجازهم جاء بأوامر مباشرة من رئيس الجمهورية، على خلفية مقتل الشاب فريد مجور، خصوصاً وأن مشائخ المراقشة قد حضروا في قضيتهم مع آل عبدالله، من قبائل شبوة. لكن آل عباد قالوا إن الحكم والصلح غير ملزم لهم ولم يوافقوا عليه حيث وقتل ثلاثة من ابنائهم عن طريق الخطأ بسبب أعمال الثأر بين قبيلتي آل عبدالله وآل الريد وهما أبناء عمومة.
واعتبر الرئيس أن ذلك تحدياً له وعدم احترام لما تم الاتفاق عليه، فتم حجز المشائخ كرهائن إلى حين احضار القتلة.
ومع ان المراقشة رفعوا يوم الأربعاء الماضي النقاط وأعادوا السيارات لكنهم أمهلوا السلطة مهلة انتهت يوم الجمعة. وفيما لم يطلق سراح المشائخ فلم يعرف بعد ما هي خطوة قبيلة المراقشة بعد انتهاء المهلة.
وما زالت جميع القضايا معلقة ولم يتم التوصل إلى حل لها سواء قضية اراضي العلم أم حادثة الهجوم على قرية الروضة ومقتل وإصابة خمسة جنود، أم غيرها مثل حالة التمرد التي أعلنها العقيد المتقاعد سعيد شحتور، وحادثة اطلاق النار على المجمع الحكومي بالمحفد وقطع كابل الالياف، واحتجاز اثنتي عشرة قاطرة في المحفد على خلفية حجز اثنين من ابناء المنطقة في قضية طباعة وترويج عملة مزورة في عدن, وغيرها.