صنعاء 19C امطار خفيفة

اللي بعده

اللي بعده
اللي بعده

نعمان قائد سيف

 مرة أخرى أجدد التأكيد بأنه لا زال لدى الرئيس الوقت الكافي لترتيب نقل البلاد الى مرحلة جديدة  بدونه, وإعدادها لتغييرات ملحة , حيث وإن ما تبقى من ولايته الأخيرة بزيد عن عامين ونصف, وهي مدة فسيحة_ اذا أحسنت نوايا الجميع _ لعمل ما لم يقم به خلال ما فات من مدته الشرعية , رغم معرفته المسبقة , أنه يعيش آخر عهد له في القصر الجمهوري , وفقا للدستور النافذ , الذي أقسم الإلتزام به , وأنه من الصعوبة بمكان التمسك بالحكم مخالفة لقواعد اللعبة السياسية , عندما يأف موعد الرحيل الديمقراطي , غير أن الأفاكين من حوله وفي السوق , الذين يعرفون مدى تردده , واستعداده النفسي , بسطوا له المسألة , وصوروا له إمكانية استهبال الشعب , وإسكات أصوات المعارضة مرة أخرى , من خلال القيام باعتداء/ إجراء تعديل جديد على القانون الأساسي (الدستور),بحيث يتم خفض مدة الرئاسة , بما يضمن تمديد البيعة له , على الأقل لفترة واحدة مدتها 5 سنوات ,  وخلالها يعمل على إعداد ولي العهد (أحمد) لوراثة الحكم من بعده ,عبر نفس الصناديق السحرية !            

   أزداد يقينا بإمكانية تجاوب الرئيس مع الدعوة له بترك الحكم طواعية , وكذلك صرف نظره عن تمكين ابنه , كونه دون أدنى شك , تابع وشاهد بأم عينيه , وملء سمعه , أخبار السقوط المدوي لاثنين من زملائه(المؤبدين) , قبل إنتهاء ولايتيهما "الشرعية" , بقوة الإرادة الشعبية الراغبة بالتغيير في كل من تونس ومصر على التوالي , وكان خروج الزعيمين السابقين مهينا جدا , رغم خطب الرجاء , ووسائل ورسائل الاعتذار , وذل السؤال , من أجل ان يبقيا في قصريهما المعزولين , الى ان يزف موعد الرحيل "الشرعي" لكل منهما, فلم يلقيا تجاوبا من شعبيهما المجروحين , وطردا شر طردة , تلاحقهما مع أسرتيهما اللعنات , وغير مستبعد الإلحاح على ضرورة تسليمهما للعدالة , لينالا الجزاء المستحق _ رغم منجزاتهما العملاقة_ جزاء مأقترفا  من جرائم خلال فترتى حكميهما المديدين , وقطعا يرد في بال الرئيس كل الإحتمالات السيئة , اذا اقتفى اثر صديقيه المذكورين ! 

 لقد سبق وان تقدمت الأسبوع الماضي بعدد من المقترحات العملية , لإضفاء مصداقية على وعده المعلن , بأن لا يمدد لنفسه , او يورث لإبنه , وهاأنا أضيف بعض المقترحات الشكلية / الإشكالية , لمساعدته في تلبية رغبة الحماهير , قبل ان تغضب وتثورعليه , وأبدأها بضرورة إزالة صوره االمختلفة "المبعثرة" عبثا في كل مكان من البلاد دون إعطاء اي إعتبار لمكانته الرمزية , بأستثناء تلك المثبتة على جدران الدوائر والمؤسسات الرسمية , وأيضا المزينة لشركات ومحلات ومساكن محبيه , وستكون الخطوة لو نفذت , بمثابة رسالة واضحة للشعب والعالم , بأنه غير راغب فعلا بولاية جديدة مخالفة للدستور الساري المفعول  , او حتى التفكير بتعديله , وبالمرة يقنع منافقيه بالكف عن احراجه , ويحول دون توريط البلاد فيما لا تحمد العواقب, وأقترح ثانيا : بأن يكف عن زيارة المعسكرات القديمة والجديدة خلال ماتبقى من ولايته , ويكتفي ببعث تحياته عبر القادة لافراد القوات المسلحة والأمن, ومطلوب منه ثالثا : ان يتوقف عن إلقاء الخطب الإرتجالية نهائيا, ويقتنع بالمكتوبة في المناسبات الوطنية والدينية المحددة قانونا, شريطة ألا تخرج مضامينها عن وعده القاطع من قريب او بعيد , رابعا : الزام الأبناء من الأسرة والانساب ومن في حكمهم , خلال ماتبقى من فترة ولايته // ولايتهم , بعدم استفزاز الشعب بتحركات وحركات وتصريحات استعراضية , حتى اثناء قيامهم بأعمال الخير, اوالتضامن مع الآخرين , وأخيرا وليس بآخر الإقلال من تحريك المواكب السيارة والطيارة , وبأقل قدر من التقشف والضجيج , مع ضرورة الإلتزام بقواعد وآداب السير, وأهم من كل مايمكن ان يطلب من الرئيس , لابد من أخذ الحيطة , وإطلاق اللعنة مسبقا , على كل من يفكر , او يسعى لإحلال إمام بدل أمام , حتى ولو كان من خارج آل البيت , لأن الوطن كله بيت واحد وقابل لعيش الجميع فيه !              

freejourn