سيكولوجية الجماهير في الفئة العمرية الأولى
عندما كنا في الحياة الأولى من أعمارنا، نجد مواجهات عنيفة من حياة تكون مرعبة، تواجهنا الوقائع كصغار، ومنها الاستماع للحكايات الأسطورية المخيفة من أن ينصب البطل في مواجهات واضطرابات غير متكافئة، وإذا أصخنا بآذاننا نحو قوة الطبيعة المنتجة بعديد من تجانسها في صروف المشاهد كالبرق ولسعاته القاتلة والآبار المائية العميقة السوداء ظلمة،
ومرور الضباع في لحظات هزيع سدوف الليل أو قبله، فإننا كثيرًا ما نجد لدى أحد منا أصدقاء أكبر منا نلحض في حياتنا بامتزاجها معهم أنهم يمثلون الحكمة في غيابها مع أهل بعضنا دون معرفة ذلك أنه متلقي من أهله يمكن لهم أن يسيطر على حياتهم شيء من الميثولوجيات والخرافات، فإذا لمع البرق وضرب أحدهم، سيقول أكبرنا بشكل قلق واهتمامنا بالتصوير بأذهاننا لسرده إن البرق يطارد الجان وغيره، أو في البيت امرأة خسة ونجسة يختبئ عندها جني دون الدراية به، أو هذه البئر المختنقة بالفضاء الضّيق سيكون هناك سقوط دائم من البلهاء الذين لا يحسبون لأنفسهم تتزحلق أرجلهم أحيانًا، فيقف الفيلسوف الطفل الأكبر منا شارحًا أن ذلك مسكون بالجان. وهكذا مثلت هذه التفسيرات تنحشر بباطنها تصورات تعيش معنا في بعد حقيقي لا يجعلنا نقبل تصديق ما هو ثابت، لكن تستفحل في كياننا صور عميقة تسكن في دهاليز العقل، تمثلت في الفوبيا والسادية ترهن حياتي في الواقع المعاش، وتصد للحقائق الملموسة.
في الواقع نلمس حقائق ملتاعة، وفي الغيبيات المؤلفة نجد ما هو ماتع من مفارقات النوعية الحياتية كالنص المقروء والناطق في الأجهزة المرئية. وهكذا دواليك.
في المسرح يمكن أن تجتمع الشخصية المناضلة القومية الخارقة بالشخصية القوية الخارقة مثل أجاممنون وبناته القريبات للآلهات الأسطورية عند المؤلف البصير هوميروس، يستجلبه مؤلف مسرحي دعونا نقل كاتب من هذا العصر منير طلال، ويغمسه في أدوات الجماهير العصرية في الواقع للألفية الثالثة، لتجتمع هذه الصفات المجتذة نحو تغيير معالم الحياة الداخلية. وهنا ستجد السياسيين يدورون حول هذه الكذبة كاعتصار المستقبل والتخندق عند أفل السياسي، ليبحث في أنطولوجية المؤلف، حتى يعود السياسي حاملًا معه أدوات اجتماعية جديدة.
يقول استانسلافسكي في المسرح يجب أن نؤمن... وحتى الكذب نفسه يجب أن يتحول إلى صدق في أعين الفنان والمتفرج، كيفما يكون فنانًا على هذه الصورة فقط يمكن أن يجتمع الكذب والفن.
لذلك تكون حياة الإنسان رهينة محبسها في الماضي المصدق، تتكون الحقائق إلى أكثر صورة، والإيمان ببديهيات ميتافيزيقية أقل منها واقعية، وفقًا لسيكولوجية البشر.