صنعاء 19C امطار خفيفة

إغلاق مطار سيئون يعمّق ارتدادات التصعيد شرق اليمن

إغلاق مطار سيئون يعمّق ارتدادات التصعيد شرق اليمن

توقّفت، اليوم الخميس، جميع الرحلات الجوية من وإلى مطار سيئون الدولي بمحافظة حضرموت، في إغلاق مفاجئ شلّ حركة السفر وأربك مئات المسافرين، بعد أيام فقط من سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على المدينة ومحيطها في تطور عسكري وسياسي غير مسبوق شرق اليمن.

وبحسب مصدر ملاحي، فإن قرار التعليق شمل الرحلات المغادرة والقادمة، بما في ذلك الرحلة المجدولة اليوم من سيئون إلى القاهرة عبر الخطوط اليمنية، ورحلات العودة من القاهرة، ما ضاعف معاناة المسافرين الذين يعتمدون على المطار كمنفذ جوي وحيد للمنطقة.
يُعد مطار سيئون الدولي شرياناً حيوياً لمحافظة حضرموت، وواحداً من أهم نقاط الحركة الجوية في المناطق الخاضغة للحكومة المعترف بها دولياً، خصوصاً بعد خروج مطار الريان عن الخدمة لسنوات. ويأتي تعطيله في لحظة حساسة تشهد فيها المحافظات الشرقية تصاعداً في التوتر السياسي والعسكري، عقب انتقال السيطرة على وادي حضرموت إلى قوات المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً.
ويرى مراقبون أن إغلاق مطار سيئون لا يمكن فصله عن المشهد المتوتر في حضرموت والمهرة خلال الأيام الماضية، إذ يمثّل المطار ورقة حساسة في معادلة النفوذ بالشرق، سواء للحكومة المعترف بها دولياً أو للتحالف بقيادة السعودية.
وفي حين رجّحت مصادر محلية لـ"النداء" أن يكون تعليق الرحلات ناتجاً عن اضطراب إداري وأمني أعقب تغيّر السلطة في المدينة، اعتبرت مصادر أخرى أن التوقف قد يكون خطوة مدروسة لإعادة رسم قواعد السيطرة الجوية في مناطق انتقل فيها القرار الأمني إلى المجلس الانتقالي، ولا سيما في ظل التحركات السعودية المتزامنة في وادي حضرموت والمهرة، والدفع بتعزيزات من قوات "درع الوطن".
كما أن التعطيل يضع السلطات الجديدة أمام اختبار سريع يتعلق بقدرتها على إدارة المرافق السيادية، ويزيد من المخاوف حول مستقبل الحركة الجوية في شرق اليمن، في ظل انقسام متصاعد داخل السلطة الشرعية ومؤسساتها الأمنية.
وبينما لم تُصدر الجهات الرسمية حتى الآن تفسيراً واضحاً لأسباب الإغلاق، يبقى مصير الملاحة الجوية في سيئون معلّقاً على ما ستؤول إليه صراعات النفوذ في الشرق، وعلى قدرة الأطراف المتدخلة على منع انتقال التوتر العسكري إلى مستوى يعطل الخدمات المدنية الحيوية.

الكلمات الدلالية