انهيار اتفاق الصلح في حضرموت وقوات الانتقالي تتوسع نحو الهضبة والمهرة
لم يصمد الاتفاق المبدئي للصلح بين حلف قبائل حضرموت والسلطة المحلية سوى ساعات قليلة على توقيعه برعاية سعودية، قبل أن تتجدد المواجهات وتتوسع خارطة السيطرة العسكرية في المحافظة.
ووفق مصادر محلية من حضرموت، فقد شنّت قوات الدعم الأمني ومسلحون تابعون للمجلس الانتقالي الجنوبي، فجر اليوم، هجوماً واسعاً على مواقع تابعة لقوات حلف قبائل حضرموت، وتمكنوا من السيطرة على محيط الشركات النفطية في هضبة حضرموت، إضافة إلى بسط نفوذهم على النقاط والمواقع العسكرية والأمنية القريبة من الحقول.
وفي سياق متصل، كشف مصدر مطلع بمحافظة المهرة لـ"النداء" أن قيادات في المجلس الانتقالي تسلّمت معظم المواقع والنقاط والألوية العسكرية في محافظة المهرة، صباح الخميس، بموجب اتفاق غير معلن بين السلطة المحلية بالمحافظة وقيادات الانتقالي. وبحسب المصدر، رُفعت أعلام الانتقالي في عدد من المعسكرات والمرافق الحكومية بمدينة الغيضة، مركز المحافظة.
وخلال الـ48 ساعة الماضية، دفع المجلس الانتقالي بمجاميع من المسلحين القادمين من خارج حضرموت نحو سيئون والهضبة، استعداداً لمواجهة قوات حماية حضرموت المنضوية في حلف القبائل بقيادة وكيل المحافظة عمرو بن حبريش.
ويوم الأربعاء، سلّمت قوات المنطقة العسكرية الثانية كافة مواقعها وعتادها لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين. كما أسرت قوات الانتقالي عدداً من جنود المنطقة العسكرية الثانية، دون صدور أي موقف أو رد فعل من مجلس القيادة الرئاسي حتى الآن.
وخلال عام 2016 الذي تلا خروج جماعة الحوثي من عدن، عمل التحالف السعودي الإماراتي على تأسيس وتمويل قوات "النخبة الحضرمية"، المشكّلة من مجندين ينتمون لقبائل حضرمية. وفي 24 أبريل/نيسان 2016، نجحت هذه القوات - بدعم سعودي وإماراتي - في السيطرة على ميناء المكلا ومطار الريان، قبل أن تتوسع داخل أحياء عاصمة حضرموت.
أما وادي حضرموت وسيئون فبقيتا تحت إدارة المنطقة العسكرية الأولى، التابعة للجيش اليمني في الحجومة المعترف بها دولياً، حتى إنشاء المجلس الانتقالي الجنوبي عام 2017، حيث بدأت تتصاعد مطالبات بإخراج "أبناء الشمال" العاملين في هذه التشكيلات العسكرية، تمهيداً لإحلال قوات موالية للمجلس الانتقالي بدلاً عنها.