من وحي النيلِ يَنبُتُ عشقٌ
كل ُّصباحِ يحملُ وعدًا بربيعٍ قادمْ
لكنَّ صباحي ليلُكِ.. وعدٌ
في النِّيلِ الممتدِّ كجدائلَ سمراءِ
تُسقِطُ ضفائرَها على صدرِ مُحبيها
وعدٌ يَنبتُ كحرارةِ صيفٍ تعلو أربعين
وتهبِطُ أربعين.. لا فرقَ لدىَ عاشِقها
حرارتُها حرارةُ قلبهِ الوَلهان
مازالت تلكَ المعشوقةُ السَّمراءُ تَسكبُ دلالَهَا في قهوةِ مُتَيَّمٍ بِهَا يجلسُ في ركنِ ضفتِها يكتبُ قصةَ عشقهِ قصيدةً طوييييييلةْ
لَمْ يصلْ إلى السَّطرِ الأخيرِ فيها
حكايتُه وحكايتُها لم تنتهِ بعدْ
ينتظرُ الوعدَ القادِمَ غدًا
علَّهُ يُمسِكُ فراشاتِ المساءِ وياسَمِينَ اللَّيلِ يُطَرِّز بِها جدائِلَها السَّمراءْ.
ويَكتبُ على مُقلَتَيها علَّمني حبُّكِ كيفَ الليلُ يَحتضِنُ أحلامَ العاشقِينَ
......
القاهرةُ مساءاتُها الصَّاخبةُ بالحُبِّ
تبدو حُبلى بقَصَصٍ لا تنامُ أطرافَ الَّليلِ على ضِفافِها يَكتشفُ خبايَاهَا العاشقُ السَّاحرُ ويفُكُّ طلاسِمَهَا الفرعونيّةَ الملقاةَ معَ عرائسِ النيلْ.
.......
يَسترقُ النَّظرَ في عقارِبِ ساعَتِهِ.. تَقفِزُ وتُسابِقُ ثوانِيهَا
تَوقَّفْ هُنا يا ليلُ.. فالقصيدةُ لمْ يُكتبِ السَّطرُ الأخيرُ فيها بَعْدْ..
يَرقصُ قلبُ العاشقِ على رنةِ خَلاخِلِ خِيولِهَا اللَّيليةِ كَعرائِسِ المَولدِ مُنتشيةً.. تتمايلُ رؤوسُها مفتونةً بالدَّلالِ.
تخطرُ في ذِهنِهِ أغنيةٌ بصوتِ شادية يُغنيها مع وقعِ خُطواتِ الخَيْلِ القادمِ أمامَهُ
(رَنةْ خلخالي يامه.. رَنة خلخالي
وانا ماشية.. ماشية اتدلع يامه.. يِتمَيلْ راسي)
غدًا مع النِّيلِ والَّليلِ موعدٌ آخرْ..
ليلُكَ يا نيلُ يُنبِتُ عِشْقًا مُنتشِيًا لَنْ تنتهي معهُ القصيدةْ
القاهرة، أغسطس 2018