الأبطال في الظل.. لماذا يتجاهل الإعلام اليمني الألعاب الفردية؟
مشاركة اليمن في دورة الألعاب الأسيوية
المواي تاي، المبارزة، البنجاك سيلات، الكاراتيه، الووشو، السباحة، رفع الأثقال، المصارعة… جميعها ألعاب رياضية فردية تحظى باهتمام واسع في معظم بلدان العالم، حيث تُعَدّ المنتخبات المشاركة فيها واجهة مشرّفة في البطولات المحلية والدولية، وتتابعها وسائل الإعلام باهتمام لا يقل عن كرة القدم.
لكن في اليمن يبدو المشهد مختلفًا. فخلال الشهرين الماضيين حقق عدد من الرياضيين اليمنيين إنجازات لافتة في هذه الألعاب، حاصدين ميداليات متنوعة، غير أن معظم وسائل الإعلام المحلية تجاهلتها.

كان من أبرز هذه الإنجازات فوز أحمد البعداني بالميدالية الفضية في لعبة البنجاك سيلات ضمن دورة ألعاب التضامن الإسلامي السادسة بالرياض، ويونس ناصر الذي أحرز برونزية الجودو، وإيمان سالم التي نالت برونزية سباق الهجن في دورة الألعاب الآسيوية الثالثة للشباب في البحرين.
هذا الواقع يطرح تساؤلًا مشروعًا: لماذا لا يهتم الإعلام اليمني بالألعاب الفردية؟
منافسة غير عادلة مع كرة القدم
يُرجع يحيى الحلالي، المرافق الإعلامي للمنتخبات الوطنية التابعة للجنة الأولمبية اليمنية، سبب تجاهل الإعلام لهذه الألعاب إلى هيمنة كرة القدم على المشهد الرياضي.
ويقول لـ"النداء": "كرة القدم استحوذت على الواجهة الإعلامية بوصفها اللعبة الأكثر شعبية على مستوى العالم، وليس في اليمن فقط، لكن هذا لا يبرر إهمال بقية الألعاب التي تحقق إنجازات مستمرة وتشرف الوطن، في الوقت الذي لم تقدّم فيه كرة القدم لليمنيين ما يطمحون إليه".
ويضيف الحلالي أن لاعبي المنتخبات الفردية لا يتحملون مسؤولية غياب التغطية الإعلامية، فهم "مظلومون إعلاميًا"، على حد تعبيره، مشيرًا في الوقت نفسه إلى تقصير بعض إدارات اتحادات الألعاب الأخرى في التنسيق مع وسائل الإعلام.

ويتابع: "حتى الألعاب الجماعية الأخرى لا تحظى بنسبة 10% من التغطية التي تنالها كرة القدم، بخلاف الإعلام العربي والعالمي الذي يبرز نجوم كل الألعاب ويضعهم في صدارة الصحف والشاشات".
صعوبات مالية وإدارية
يرى الناشط الإعلامي عاطف عبدالجليل أن ضعف الاهتمام الإعلامي يعود أيضًا إلى محدودية الإنجازات مقارنة بدول أخرى، قائلاً: "حين حقق الملاكم اليمني البريطاني نسيم حميد إنجازات عالمية، شهدنا اصطفافًا شعبيًا وجماهيريًا غير مسبوق في كل المحافظات".
لكن الصحفي يحيى بن يحيى يخالف هذا الرأي، مؤكدًا أن المنتخبات اليمنية تحقق إنجازات رغم الصعوبات التي تواجهها، وأبرزها شح الموارد المالية وضعف الإعداد الفني.
ويقول بن يحيى: "اللاعب يحتاج إلى إعداد فني لا يقل عن عام قبل المشاركة في أي بطولة كبرى، لكن كثيرًا من اللاعبين يشاركون دون أي استعداد حقيقي. بعضهم صغار السن، ولم يخوضوا أي مشاركات سابقة، ومع ذلك حاولت اللجنة الأولمبية تذليل الصعاب رغم ضعف التمويل".
بين المبادرة والتقصير
يؤكد الحلالي أن مسؤولية الإعلام لا تسقط، فالمهمة تبدأ من مبادرة الصحفي نفسه: "الصحفي هو من يبحث عن الخبر، لا أن ينتظر أن يصله. أي جهة تدرك أن الصحفي جاد وموضوعي ستقدّره وتزوّده بالمعلومات التي يحتاجها".

ويشير إلى أن منصات التواصل الاجتماعي باتت تلعب دورًا مهمًا في تغطية إنجازات الرياضيين وإيصال أصواتهم، ما سهّل على الإعلاميين الوصول إلى المعلومات وتوسيع دائرة الاهتمام.
يختتم الحلالي حديثه لـ"النداء" بدعوة وسائل الإعلام إلى تكريم الرياضيين اليمنيين، سواء حققوا إنجازات أو لم يوفَّقوا في المنافسات، قائلاً: "يجب تسليط الضوء على الألعاب الأولمبية وإعطاؤها حقها، فذلك يشكل وسيلة ضغط على الجهات المعنية لتفعيل الأنشطة الرياضية المتنوعة، والاهتمام بكل الألعاب دون استثناء".