الخريف
من خلفِ نافذتي يتسلل حفيف حزين أراها.. أوراقُ الخريفِ تنتحبْ
تنبئُ باقتراب الرحيلْ
تسقطُ ورقةٌ خضراءُ يابسة، وورقةٌ صفراءُ تحتضرْ
وأُخرى حمراءُ فانيةْ
لكنها الأشجارُ لا تموتْ أبدًا تمدُّ أذرُعَها مفتوحةً للحياةْ
على موعدٍ لاحتضانِ الربيع.
نحنُ الّذين نرحلُ بلا حضنٍ، بلا ربيعٍ
بلا حبيبْ
نرحلُ بلا موعد
نُغادرُ أشجارَنا وحيدين بِلا وداعْ
وخريفُنا يمتدُّ من خريفٍ إلى خريفْ
بلا ألوانٍ تسقطُ أوراقُنا باهتةْ
وتنتهي بنا الرحلةُ في صندوقِ النِّسيانْ
أينَ سترسو مراكبُنا بهِ!
وإلى أينَ تأخذُ الريحُ أشجارَنا العاريةْ؟
لندن
19 نوفمبر 2019