صنعاء 19C امطار خفيفة

جماعة نداء السلام تدين العدوان الصهيوني على أسطول الصمود العالمي

جماعة نداء السلام تدين العدوان الصهيوني على أسطول الصمود العالمي

دانت جماعة "نداء السلام" القرصنة التي ارتكبها الكيان الصهيوني بحق سفن أسطول الصمود العالمي في المياه الدولية، ومنعها من مواصلة رحلتها إلى غزة، وتوجيهها إلى موانئ تقع تحت سيطرة الاحتلال، واعتقال من كانوا على متنها.

وقالت، في بيان صادر عنها اليوم، إن ما قام به الكيان الصهيوني يمثل جريمة مضافة يقترفها بدعم وتأييد وتشجيع من الإدارة الأميركية المتصهينة، للحيلولة دون وصول الأسطول إلى غزة لتقديم الدعم والمساندة لصمود غزة وأهلها.
كما أشادت "نداء السلام" بالبسالة التي أظهرها المشاركون في "أسطول الصمود العالمي" منذ انطلاقته نحو شواطئ غزة المحاصرة، معتبرة ذلك جهدًا جبارًا يلفت أنظار العالم إلى ما يعانيه سكان القطاع من حصار ظالم، وتجويع متعمد، وإبادة جماعية.
وأكدت أن هذه الخطوة تعيد الاعتبار للقيم الإنسانية النبيلة، وتوقظ الضمير العالمي تجاه المخاطر التي تهدد السلم والأمن الدوليين جراء استمرار جرائم الاحتلال في فلسطين المحتلة، والتي وصفتها بأنها تفوق في بشاعتها ممارسات نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا قبل تفكيكه.
"النداء" تنشر نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صادر عن جماعة نداء السلام
حول العدوان الصهيوني على (أسطول الصمود العالمي)
تابعت جماعة نداء السلام بتقدير كبير الموقف الإنساني الذي عبر عنه أحرار العالم، وتجسد في الإصرار على تنظيم (أسطول الصمود العالمي) وتسييره باتجاه غزة، غير عابئين بالتهديدات والاستفزازات الصهيونية المبكرة والمرافقة لانطلاقه، وتشيد بالبسالة التي أبداها المشاركون فيه منذ انطلاقته باتجاه شواطئ غزة المحاصرة، في تحرك مشهود وجهد جبار لإطلاق حملة جديدة، تلفت أنظار العالم لما يعانيه سكان غزة من حصار ظالم وتجويع متعمد وإبادة جماعية يندى لها جبين البشرية، وتعيد الاعتبار للقيم الإنسانية النبيلة، وتوقظ الضمير العالمي تجاه ما يتهدد السلم والأمن الدوليين من مخاطر، نتيجة استمرار هذا الكيان الغاصب بممارسة جرائمه في فلسطين المحتلة، ممارسة فاقت في بشاعتها ممارسات نظام التمييز العنصري في جنوب افريقيا قبل أن يتم تفكيكه وتخليص البشرية من شروره.
إن القرصنة التي قام بها الكيان الصهيوني بحق سفن الأسطول في المياه الدولية ومنعها من مواصلة رحلتها باتجاه غزة وتوجيهها بدلاً عن ذلك إلى موانئ فلسطين المحتلة واعتقال من كانوا على متنها، وهم شخصيات متضامنة من مختلف دول العالم، وبينهم برلمانيون وقادة سياسيون وكتاب، من ذوي الضمائر الحية، من مختلف الجنسيات والدول، تمثل جريمة مضافة يقترفها الكيان، بدعم وتأييد وتشجيع من الإدارة الأميركية المتصهينة، للحيلولة دون وصول الأسطول إلى غزة لتقديم الدعم والمساندة لصمود غزة وأهلها ومقاومتها وكشف وتعرية الكيان الصهيوني المجرم، الذي تشير آخر الاستطلاعات عن تنامي مستوى الحقد والكراهية لديه ومجاهرة قادته برغبتهم في أن تشمل الإبادة الجماعية جميع العرب في فلسطين، واعتبار كل فلسطيني في غزة إرهابياً، بمن في ذلك الأطفال والنساء.
إن الجريمة المرتكبة بحق أسطول الصمود العالمي تضاف إلى السجل الإجرامي لهذا الكيان، الذي لم تتوقف جرائمه في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي الضفة الغربية وقطاع غزة، منذ تشكلت العصابات الصهيونية المسلحة في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، وحتى الآن. بل طالت جرائمه المحيط العربي والإسلامي، ولم يتردد عن الإفصاح عن مشروعه التوسعي الممتد من النيل إلى الفرات، والذي بدأه فعلاً بضم الجولان السوري، والتمدد إلى مشارف العاصمة دمشق، واحتلال مناطق في جنوب لبنان، والتهيؤ بعد ضم الضفة الغربية، لضم غور الأردن.
كل هذا بدعم ومساندة ومشاركة من الإدارة الأميركية، التي لم تدخر جهداً في تغطية ممارساته الوحشية وتبرير جرائمه والحيلولة دون توقيع أي عقوبات تترتب على عدوانيته وانتهاكاته المستمرة للقوانين والاتفاقات الدولية والأعراف الإنسانية. ولم تتوانى هذه الإدارة المتصهينة عن بذل جهودها وتسخير نفوذها، لتخليص هذا الكيان المارق من عزلته الناجمة عن ممارساته الصادمة للمجتمع البشري كله، واستخدمت حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن، مراراً وتكراراً، للحيلولة دون إدانته، ولو لفظياً.
وها هو الرئيس الأميركي يطل علينا بمشروع أُعد للقضاء على حركة التحرر الوطني الفلسطينية، المتمثلة بفصائل المقاومة المسلحة ومنح نتن ياهو وعصابته نصراً سهلاً، عجز عن تحقيقه بالقوة الغاشمة طوال السنتين الماضيتين. ومن المؤسف أن عددا من الدول العربية والإسلامية قد أيدت هذا المشروع وباركته. على الرغم مما تضمنه من بنود تؤدي إلى التصفية النهائية للقضية الفلسطينية، بما نصت عليه من استسلام المقاومة الفلسطينية وتسليم سلاحها والتخلي عن شعبها وتضحياته الغالية وصموده الأسطوري، دون مقابل يذكر، سوى عبارات فضفاضة ووعود في الهواء، لا تختلف عن وعود أوسلو ومدريد ووادي عربة، ومشاريع وقف الحرب في غزة، التي تضعها الإدارة الأميركية في الليل وتنقلب عليها في الصباح.
إن جماعة نداء السلام، وهي تنبه إلى خطورة هذا المشروع، بأهدافه وبالصورة التي صيغ بها، خطورته على القضية الفلسطينية وعلى الوطن العربي كله، تدين بشدة العدوان الهمجي الذي اقترفته العنجهية الصهيونية ضد أسطول الصمود في المياه الدولية، وتعبر عن تقديرها وإجلالها للمتضامنين فيه مع الشعب العربي الفلسطيني، وإكبارها لما أظهروه من تصميم على المضي في طريقهم نحو غزة المحاصرة، معرضين حياتهم للخطر، وتدعو جماهير أمتنا العربية وعالمنا الإسلامي إلى التحرك الفاعل، لدعم وإسناد الشعب العربي الفلسطيني في نضاله العادل، والالتحام بالحراك الشعبي العالمي، الذي عبر عن نفسه في الخروج الفوري إلى الشوارع، التي امتلأت به خلال ساعات معدودات من تعرض أسطول الصمود العالمي للقرصنة الصهيونية في المياه الدولية، خروجه إلى الشوارع، تعبيراً عن إدانة أحرار العالم لهذه القرصنة، ودعماً للشعب العربي الفلسطيني في مقاومته الباسلة لمغتصبي أرضه، ونضاله المشروع لاستعادتها.
كما تهيب الجماعة بالقوى الحية في أمتنا أن تنهض وتتحمل مسئولياتها في حشد جماهير الأمة للدفاع عن وجودها ومصيرها ومستقبل أجيالها. إذ لم يعد هناك من خيار أمامها سوى المقاومة بكل الوسائل والإمكانيات.
التحية والإجلال لأبطال أسطول الصمود العالمي. وللجماهير التي خرجت إلى الشوارع تأييداً لهم وإدانة للقراصنة المارقين. ولنقابات عمال الموانئ الأوربية التي أعلنت الاضراب احتجاجا على هذه القرصنة. ولسلطات الموانئ الأوربية التي منعت تصدير شحنات الأسلحة والذخائر عبر موانئها إلى الكيان الصهيوني. وللحكومات التي اتخذت مواقف واضحة من الإبادة الجماعية لشعبنا العربي الفلسطيني، وعلى رأسها حكومات كلومبيا والبرازيل وأسبانيا وإيرلندا وبلجيكا وغيرها من حكومات دول العالم، والنصر لفلسطين وقضيتها العادلة ومقاومتها الباسلة، والرحمة والخلود للشهداء والشفاء للجرحى والحرية للأسرى .
جماعة نداء السلام
صنعاء، في 3 أكتوبر 2025 م

الكلمات الدلالية