الكابتن أمين السنيني لـ"النداء": مشكلة الكرة اليمنية غياب الاستقرار وضعف الإمكانيات

بدأ الكابتن أمين السنيني مسيرته في عالم المستديرة كلاعب في المدرسة، وحين تطور أداؤه التحق بنادي الزهرة، وهناك تعلّم أساسيات الانضباط والعمل الجماعي. وبعد اعتزاله، وجد شغفه في التدريب، فتدرج في هذا المجال حتى وصل إلى تدريب المنتخبات الوطنية اليمنية.
ويؤكد السنيني أن من أبرز المحطات التي شكّلت شخصيته التدريبية مشاركته في البطولات المحلية والإقليمية مع الأندية والمنتخبات، إضافةً إلى احتكاكه بمدارس تدريبية عربية مختلفة، الأمر الذي صقل شخصيته ومنحه رؤية أوضح لإدارة المباريات واللاعبين.
ويرى السنيني في حديثه مع "النداء" أن أكبر تحدٍ واجهه كان العمل في بيئة صعبة تعاني من ضعف البنية التحتية والظروف المعقدة التي يعيشها اليمن حاليًا، محاولًا تجاوزها بالتخطيط والمرونة والإيمان بقدرة اللاعب اليمني على التحدي.
ومن أبرز الإنجازات التي يعتز بها كلاعب، شرف تمثيل الأندية والمنتخبات، بينما يضع على رأس إنجازاته كمدرب قيادة المنتخب اليمني إلى نهائيات كأس العالم للناشئين 2002 في فنلندا، رغم الصعوبات الكبيرة، إلى جانب فوزه ببطولة الدوري مرتين متتاليتين مع فريق وحدة صنعاء.
يشدد السنيني على أن كرة القدم اليمنية تملك مواهب كبيرة، لكنها تعاني من غياب الاستقرار وضعف الإمكانيات، مؤكدًا أن الإرادة والعزيمة موجودة لدى اللاعبين والمدربين على اختلاف أعمارهم، وأن الجمهور اليمني يبرهن دومًا على أن اللعبة جزء أصيل من حياته.
استراتيجية طويلة المدى
يشير السنيني إلى أن أبرز العقبات التي تواجه كرة القدم اليمنية هي ضعف البنية التحتية، وقلة الدعم المادي، وغياب برامج التطوير المستمرة. ويرى أن تجاوز هذه العقبات يتطلب استراتيجية طويلة المدى تبدأ من الفئات العمرية، مع دعم مؤسسي جاد.
أما فلسفته التدريبية فهي متوازنة، مع الميل إلى اللعب الهجومي المبني على الاستحواذ والضغط العالي، ويرغب دائمًا أن يكون الفريق صاحب شخصية قوية داخل الملعب. ومع ذلك، يوضح أن الظروف أحيانًا تفرض على المدرب واللاعبين أسلوبًا متحفظًا، كما في مواجهة منتخبات تفوق اليمن في الإمكانيات الفردية والجماعية، فيضطر الفريق للاعتماد على التحولات السريعة.
ويقول السنيني لـ"النداء" إنه يتعامل مع الضغوط بالتركيز على العمل والإعداد الجيد، معتبرًا أن بث الهدوء والثقة في اللاعبين بالمباريات الحاسمة هو عامل أساسي، لأن استقرار الجهاز الفني ينعكس إيجابًا على أداء اللاعبين.
كما يتحدث عن خطته لتطوير المواهب الشابة عبر الاكتشاف المبكر والصقل المنظم، من خلال برامج تدريبية حديثة وبناء أكاديميات متخصصة، مشددًا على أن المواهب موجودة لكن تنفيذ هذه الخطط مرهون بتوفير الدعم المادي.
ترك بصمة
في تقييمه لمستوى اللاعب اليمني، يرى السنيني أن اللاعب موهوب وذكي كرويًا، لكنه يحتاج إلى تطوير أكبر في الجانبين البدني والذهني عبر برامج متخصصة ليصل إلى مستوى الاحتراف.
ويعتبر المدرب الإسباني بيب غوارديولا قدوته، لأنه يجمع بين الفكر التكتيكي المتجدد والقدرة على تطوير اللاعبين وصناعة هوية واضحة لفرقه.
ويطمح السنيني إلى أن يترك بصمة واضحة مع أي منتخب أو فريق يشرف عليه، سواء في النتائج أو الأداء، والأهم أن يضع أثرًا تدريبيًا دائمًا في المجموعة.
الاستفادة من الفرص
وفي ختام حديثه مع "النداء"، وجّه السنيني ثلاث رسائل:
للشباب الطامحين للاحتراف: الالتزام والانضباط أهم من الموهبة وحدها. احرصوا على التعليم، تطوير أنفسكم، والاستفادة من كل فرصة، فالمثابرة تفتح الأبواب.
للجمهور اليمني: أنتم الرقم الصعب والداعم الأول لكرة القدم. استمروا في التشجيع، فأنتم الحافز الأكبر لنا وللاعبين.
لاتحاد كرة القدم: أدعوكم إلى الاستثمار في الفئات العمرية عبر إنشاء مراكز تدريب وتأهيل في مختلف المحافظات وفق برامج علمية مدروسة، وتوفير فرص للاحتراف الخارجي، إلى جانب توفير بيئة عمل مستقرة للأجهزة الفنية واللاعبين، فهذا هو الطريق لبناء مستقبل كروي أفضل لليمن.