رشح عن التفسيرات الأخيرة حول الوضع في سوريا، أن الحكومة السورية الجديدة بحاجة إلى وقت لترتيب أوضاعها الداخلية نظرًا لكثرة الطوائف التي مايزال بعضها متهيبًا من الحكم الجديد، ناهيك عن أنها كما ورد في أحد مقالات "النداء" الغراء، بعنوان "مترتبات غزوة السويداء"، كون السلطة السورية قد تعجلت في تدخلها في الصراع القائم بين الدروز وفصائل أخرى في السويداء، على ثارات قديمة بينهما، وفي موقع استراتيجي حساس، وهي منطقة لاتزال منقسمة بين مؤيد ومعارض للسلطة. وكان من الأفضل أن ترسل السلطة مبعوثين لها لجمع مشائخ العقل الموحدين، ورؤساء الفصائل، لعمل ما هو مناسب لإصلاح ذات البين.
قمين بالذكر، إن المؤامرة على سوريا قائمة منذ الستينيات من القرن الماضي، لأسباب كثيرة، منها موقعها الاستراتيجي الحاكم في المنطقة، وتشكل مدخلًا لأغنى مناطق العالم ثروة، ومحل أطماع الدول الاستعمارية، ومنها أطماع العدو الصهيوني الذي يتربص بها الدوائر، وبالتالي، أصبح محتلًا لأجزاء من الجنوب السوري، وبخاصة منطقة الجولان، وجبل الشيخ، وبحيرة طبريا، ويريد أن يفرض على الحكومة السورية منطقة منزوعة السلاح Buffer zone في أراضٍ سورية.
حقيقة الأمر، إن سوريا في وضع معقد، وعرضة للتقسيم ما لم تستخدم الحكمة في معالجة الأمور، لأن استخدام القوة من شأنه إرباك الوضع السوري برمته.
من ناحية أخرى، قدمت الحكومة السورية شكوى لمجلس الأمن، في 15 تموز 2025م، في جلسة استثنائية لمناقشة الاعتداءات الإسرائيلية الصارخة على سوريا، وكذا الانسحاب من الأراضي السورية المحتلة.
ومهما يكن الأمر، فإن الولايات المتحدة الأميركية ستستخدم حق الفيتو.. وهي مسؤولة أيضًا عن هذه الاعتداءت الإسرائيلية التي كان من الممكن إيقافها قبل وقوعها.