كان جار الله عمر من الرموز التي ناضلت من أجل وحدة بأفق وطني تقدمي وديمقراطي. وفي مذكراته أكد جار الله عمر أن الحزب الاشتراكي هو حزب الوحدة اليمنية وموحد اليمن لأنه وريث الحركة الوطنية التي ولدت موحدة في عدن، وليس في صنعاء، من القوميين والبعثيين والناصريين والماركسيين والوطنيين.
في مقترح لم ينشر في حينه كتبه عام ١٩٨٩، حدد جار الله طبيعة الوحدة القابلة للديمومة والمستجيبة لتطلعات الشعب في التغيير إلى الأفضل والخروج من عنق زجاجة التشطير والصراعات المسلحة والتبعية والتخلف والفقر في الشطرين.
سأوجز ما كتبه قبل الوحدة بعام أو أكثر في النقاط التالية:
- ينبغي أن يكون مفهومًا أن الوحدة الحقيقية هي التي يمكن أن تبقى وتترسخ، والتي ستشكل نقلة حضارية في حياة المجتمع اليمني، وتحتفظ بمنجزات الثورة اليمنية،٢٦ سبتمبر و١٤ أكتوبر، مع تصحيح بعض السياسات والإجراءات غير الواقعية التي اتخذت في الجنوب، وهو ما يجري الآن فعلًا.
- إن الإصلاح السياسي الاقتصادي الشامل في الشطر الجنوبي هو محاولة لتجاوز الشطحات اليسارية في فترة السبعينيات التي سيترتب عليها إعادة الاعتبار للشرائح والفئات الاجتماعية التي تعرضت مصالحها للضرر. وتساءل هل يمكن أن يقوم الشمال بخطوات تاريخية نحو ملفات ٥ نوفمبر ومركزية الدولة وإعادة الاعتبار للقوى الوطنية والاعتراف بها؟
- طالب جار الله عمر القوى التي حاربت دفاعًا عن سبتمبر وأكتوبر، بتشكيل كتلة تاريخية والاعتراف بالتعدد وتحقيق الوحدة من خلال التنوع في إطار فهم جديد للمرحلة يقبل البديل الديمقراطي.
- على المستوى العملي لتنفيذ برنامج وحدوي واقعي، ينبغي البدء بفترة انتقالية من أربع إلى خمس سنوات، تسبق عملية الدمج الكامل، يتم خلالها إقامة شبكة من المصالح وخلق تكامل اقتصادي وتوحيد السوق الوطنية التي تستوعب الإنتاج المحلي والقوى العاملة وتوحيد مناهج التعليم وتطوير الثقافة والاهتمام بالبحث العلمي، وقيام مشاريع إنتاجية صناعية وزراعية واستخراجية موحدة وعمل برامج مشتركة لتوفير الخدمات الاجتماعية والسماح بانتقال الصحف والكتب بحرية.
- توحيد بعض المؤسسات الرسمية والشعبية لإيجاد أرضية من المصالح المشتركة التي تقوي النزوع الوحدوي وتلجم توجهات تود استمرار التجزئة وإثارة التوترات بين الشطرين. ورأى في هذا الصدد أن تشكيل فريق رياضي موحد أفضل من الأحاديث الحماسية المنمقة عن الوحدة دون التقدم بخطوة عملية واحدة على طريق تحقيقها.
- ينبغي أن ينص دستور دولة الوحدة صراحة على الحقوق الديمقراطية والتعدد السياسي والمساواة بين الجنسين وكل ما له صلة بحقوق الإنسان وحرية الأحزاب الوطنية وتحقيق المواطنة المتساوية.
- تنفيذ برنامج وحدوي واقعي ينص على الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية تشكيل الأحزاب والمواطنة المتساوية. وفي هذا الصدد أضاف جار الله أن على الشمال تجاوز تقسيم المواطنين إلى درجات لأسباب تتصل بالانتماء إلى كيانات طائفية أو قبلية التي ما إن تسود وتسيطر حتى تطيح بمشروعية الكيان الوطني، وتخلق أساسًا للمارونية السياسية والتمييز في حقوق المواطنين، وتستثير الضغائن والأحقاد لكي تكون الديمقراطية كاملة غير منقوصة.
- إن التعددية السياسية ليست فكرة شطرية، وسيكون شأنًا كبيرًا أن يسبق النظام في الجنوب إلى إعلانها، أما إذا سبق النظام في الشمال إلى إعلان التعددية الحقيقية، فينبغي الترحيب به.
- إن التعددية تعني قيام تعبيرات سياسية طبيعية تشكل ذاتها، لا أن تقوم أجهزة الدولة بتشكيلها، لكي تكون لدينا معارضة حقيقية.
- إن الديمقراطية هي الطريق الوحيد إلى الوحدة، وضرب جار الله بمثلين هما الهند التي توحدها ديمقراطيتها، وباكستان التي مزقتها الديكتاتورية.