على خلفية قضايا نشر صحفي نقابة الصحفيين تنعي مقتل محمد الربوعي بحجة واستياءإعلامي من تساهل الجهات المعنية مع الجناة

على خلفية قضايا نشر صحفي نقابة الصحفيين تنعي مقتل محمد الربوعي بحجة واستياءإعلامي من تساهل الجهات المعنية مع الجناة

> حجة - عبدالواسع راجح
فُجع الوسط الصحفي بنبأ مقتل الزميل محمد الربوعي مراسل صحيفة القاهرة المحلية بمديرية بني قيس بمحافظة حجة، من قبل عصابة، فجر السبت الماضي، على خلفية قضايا نشر صحفية.
وأدانت نقابة الصحفيين اليمنيين الجريمة، وحملت في بلاغ لها وزير الداخلية ومحافظ حجة مسؤولية ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة ومحاكمتهم انتصارا للكلمة الحرة.
وإذ استنكرت ما تعرض له الزميل الربوعي من قبل الأيدي الآثمة، قالت إن المتهمين بالقتل سبق أن تعرضوا للربوعي أكثر من مرة، كان آخرها الخميس الماضي من خلال تهجمهم على منزله والاعتداء على النساء بالضرب، دون أن تتخذ الإجراءات الكفيلة بردعهم ووضع حد لاعتداءاتهم المتكررة على الزميل المرحوم.
وبحسب مدير أمن المديرية عبدالرزاق الزرقة، فإن الربوعي قُتل في أحد شعاب المنطقة حيث تلقاه المتهم أحمد عوني وأولاده الأربعة وأطلقوا عليه الرصاص.
وقال الزرقة في تصريح لـ"النداء" إن أجهزة الأمن ألقت القبض على المتهمين، مشيراً إلى أن التحقيقات في القضية لا زالت جارية، وسيتم إحالة المتهمين إلى النيابة صباح اليوم الاثنين.
وأوضح أن الجناة سبق أن تم إحالتهم للنيابة في قضية الاعتداء الذي تعرض له المجني عليه نهاية 2009، إلا أن الإفراج عنهم تم قبل أن تستكمل القضية بمحاكمتهم.
الزرقة حمل النيابة مسؤولية خروجهم من السجن قبل معاقبتهم، الأمر الذي اعتبره سببا رئيسيا في تمادي عوني وأولاده في الاعتداءات المتكررة على المجني عليه، وقال إن ما حصل اليوم من قتل للربوعي سيكون آخر ما تقوم به العصابة من جرائم من خلال متابعة الجهات الأمنية للقضية حتى تصل إلى المحكمة وتنفيذ العقوبة القانونية حيالهم.
إلى ذلك، طالب إعلاميو محافظة حجة الجهات الأمنية وقيادة المحافظة بوضع حد لمثل هذه الاعتداءات على أصحاب الأقلام الحرة، معتبرين مقتل زميلهم بادرة خطيرة في التعاطي مع الصحفيين، فضلاً عن كونها تفصح عن تساهل الجهات المعنية بالأمن في ضبط الجناة وردعهم.
من جهته، قال رئيس تحرير صحيفة القاهرة المحلية بالمحافظة محمد درمان إن الربوعي كان مثالاً للصحفي المثابر الحريص على إيصال صوت المواطن ومعاناته وهمومه إلى الجهات المعنية، مذكراً بإسهاماته الإعلامية البارزة من خلال عمله في صحيفة القاهرة ومتابعته الجادة والمتواصلة في إيصال الأحداث أولا بأول بكل نشاط وحيادية، مطالبا أمن المحافظة باتخاذ الإجراءات اللازمة.
وقال درمان: "إننا إذ نعزي أنفسنا والساحة الإعلامية بالمحافظة نرفع لأبناء الفقيد وأسرته وكافة محبيه تعازينا الحارة وأن يلهمهم الله الصبر والسلوان".
وعبرت أحزاب اللقاء المشترك عن أسفها لما لحق بالربوعي من اعتداء آثم، مشيرة في بيان لها إلى المنعطف الخطير الذي وصلت إليه البلاد من انفلات أمني وصل حد الاعتداء بالقتل على أصحاب القلم الحر من الصحفيين، مطالبة في الوقت ذاته بسرعة تقديم الجناة للعدالة واتخاذ العقوبات الرادعة حيالهم حتى لا تصاب صاحبة الجلالة بنكبة في مسيرتها الوطنية من خلال إتاحة الفرصة أمام عصابات القتل والتقطعات.
وكان الزميل محمد الربوعي (34 سنة) يعمل مراسلا صحفيا ومن أنشط الصحفيين مع صحيفة القاهرة المحلية بمديرية بني قيس منذ أكثر من 10 سنوات، كما أن له إسهامات عديدة في الكشف عن جملة من الاختلالات التي تعاني منها المديرية وإبرازها على مستويات متعددة، كما أنه من أول من ساهموا في الكشف عن جانحة الإسهالات التي أصابت المديرية مع نهاية 2007، والتي توفي على إثرها عشرات الأطفال، من خلال تصعيد المشكلة والتواصل مع كافة الجهات الصحفية حينها، وسبق أن تعرض للقتل فضلاً عن اعتداءات متكررة خاصة خلال العام الماضي 2009، والتي لا زالت ملفاتها مفتوحة لدى النيابة والمحكمة الجزائية المختصة. كما عمل الربوعي ناشطا حقوقيا مع منظمة سياج منذ تدشين نشاطها.
إلى ذلك، أدانت منظمة سياج لحماية الطفولة بشدة جريمة الاغتيال البشعة التي طالت الصحافي والناشط الحقوقي محمد الربوعي، أحد متطوعيها الناشطين في الدفاع عن حقوق الطفل في مديرية بني قيس بمحافظة حجة.
وقالت: إذ تنعي الشهيد والمناضل الحقوقي الربوعي إلى كافة نشطاء حقوق الإنسان والإعلاميين في اليمن وخارجها، فإنها تدعو الجميع إلى التضامن معها ومع أسرة وأطفال الشهيد في مطالبة النيابة العامة والأجهزة الأمنية بسرعة القبض على جميع المتهمين وتقديمهم إلى المحاكمة.
وطالب المنظمة النائب العام بالتوجيه بسرعة القبض على بقية المتهمين وإحالتهم إلى العدالة، وتطالب القضاء بسرعة البت في القضية والحكم بأشد العقوبات المقررة في القانون، فالجريمة هزت مشاعر الرأي العام ومثلت سابقة خطيرة ضد الإعلاميين وناشطي حقوق الإنسان في اليمن، حيث تم الاغتيال بسبب نشر صحفي مارس فيه الضحية واجبه كإعلامي وناشط حقوقي في الدفاع عن مصالح المجتمع.