المساح: "لحظة يا زمن" في ذمة الله

عزاء ومواساة للصحافة اليمنية ولأسرة الفقيد ولصديقه اللصيق الوفي الأستاذ عبدالرحمن بجاش مد الله بعمره:
أتقدم إليكم بأحر التعازي والمواساة في فقدان الكاتب المتميز والمتفرد، البديع صاحب عمود "لحظة يا زمن"، الأستاذ محمد المساح. إن فقدان شخصية مثله هو خسارة كبيرة للأدب اليمني وللصحافة العربية بشكل عام.
كان الراحل المغفور له بإذنه تعالى الأستاذ محمد المساح طيب الله ثراه في الجنة، يتميز بأسلوبه النثري البديع والمتفرد، الذي يجمع بين الجمالية والعمق، وكان ينقل رؤيته وأفكاره بأسلوب يلامس القلوب ويثير التأمل. كان عموده "لحظة يا زمن" مصدر إلهام للكثيرين وصوتًا يعبر عن آمال وتطلعات الشعب اليمني.

نسأل الله أن يتغمد الأستاذ محمد المساح بواسع رحمته وأن يدخله فسيح جناته، جنات النعيم التي وعد بها المؤمنين والصالحين. نسأل الله أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يمنحه الراحة الأبدية والسكينة، ويجعل بجوار النبيين والشهداء والصديقين والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.
لا يسعنا ونحن نمر بهذه اللحظة العصيبة، والمصاب الجلل، إلا أن نقول ما قاله سلفنا الصالح: {إنا لله وإنا إليه راجعون}، نودع هذه القامة السامقة، ونحن على يقين بأن العزاء والصبر يأتيان من الله. نسأل الله أن يعطي أهله وذويه الصبر والسلوان، وأن يمنحهم القوة والعزيمة لمواجهة هذا المصاب الجلل. وندعو الله أن يعصم قلوبهم بالصبر والسلوان، وأن يجبر مصابهم، وألا يريهم من بعده مكروهًا.

ونقول إن العين لتدمع والألم يعتصر قلوبنا ونحن معكم في هذا الوقت العصيب، ونتقاسم معكم حزنكم وألمكم. ولتكن ذكرى فقيد الصحافة اليمنية الأستاذ محمد المساح خالدة في قلوبنا، ولتبقَ أعماله الأدبية مصدر إلهام وإرشاد للأجيال القادمة.

بالطبع فإن أعمال الأستاذ محمد المساح ستظل مصدر إلهام وإرشاد للأجيال القادمة في الصحافة اليمنية والأدب اليمني، فهو صاحب مدرسة خاصة في النثر. كما أن القيم والأفكار التي تركها لنا الراحل من خلال كتاباته، ستستمر في إلهام الشباب، وتشجيعهم على التفكير النقدي والتعبير الأدبي الجميل.
ستظل كلماته وأفكاره خالدة، وستترك أثرًا عميقًا في قلوب القرّاء والمهتمين بالصحافة والأدب. سيستمر أسلوبه النثري المتميز في تحفيز الكتّاب والصحافيين لتطوير مهاراتهم وتوظيف اللغة بشكل فني وجذاب.

علينا أن نحافظ على تراث الراحل الثقافي حيًا من خلال تبني طبع كل كتاباته، وأتمنى على رجل البر والإحسان الحاج عبدالواسع هائل سعيد أنعم، أن يوجه مكتبه للدفع بكل منتج المساح الأدبي إلى المطبعة، ونعمل على نشر أعماله الأدبية ومقالاته لتخرج للنور، حتى يستمر تأثيره وتأثير الأدب اليمني في المجتمع ويتواصل إرثه الثقافي.

أتمنى أن يستلهم الأجيال القادمة من الصحافيين والكتّاب في اليمن من أعمال الأستاذ محمد المساح، الشغف والتفاني في الكتابة، وأن يستخدموا أسلوبه النثري الفذ كوسيلة للتعبير عن القضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية.

إن إرث الأستاذ محمد المساح سيظل حيًا في كلماته وأفكاره، وسيبقى مرجعًا هامًا للكتّاب والصحافيين الذين يسعون للتفوق في مجال الأدب والصحافة.

رحم الله الفقيد، وأنزل عليه شآبيب رحمته وغفرانه.