عاد بقلب سليم

عاد بقلب سليم

* سامي غالب
يعود محمد المقالح مجدداً إلى المحكمة الجزائية المتخصصة طبق قرار (افتراضي) صادر من مكتب النائب العام.
بعد إخفائه قسرياً لفترة 4 أشهر، سيتعين عليه الدفاع عن نفسه أمام محكمة متخصصة في قضايا الإرهاب! وسبق لهذه المحكمة أن قضت قبل عامين بحبس المقالح مدة 3 أشهر بسبب تعليق صدر منه في جلسة محاكمة للزميل عبدالكريم الخيواني.
ولم يسبق لهذه المحكمة المسيجة بالأمن أن برأت صحفياً أو صاحب رأي معارض منذ تم حرف اختصاصها باتجاه النيل من معارضي السلطة.
خلاف القضية السابقة للمقالح، فإنه يمثل أمامها مقيد الأطراف، وقد فقد نصف وزنه بعد إخفائه عدة أشهر في أحد المعتقلات السرية للسلطة، حيث تم التنكيل به وتعذيبه، في محاولة وضيعة للنيل منه بسبب مواقفه الناقدة لحرب صعدة، وشجاعته المهنية في كشف الانتهاكات التي لحقت بالمدنيين في صعدة في الشهر الأول من الحرب السادسة ضد الحوثيين.
أرادت السلطة انتزاع روحه على مدى 4 أشهر. عذبته ولفت حبل المشنقة حول عنقه مرتين، وحرمته من المأكل عدة مرات، وحاصرته في العتمة طيلة أسابيع، وصبغت ملابسه بدمه، لكنها حصدت الفشل.. والفضيحة.
في أول ظهور له في النيابة لم يتردد المقالح في فضح جلاديه. لقد افلت بأعجوبة من وساخات "العالم السفلي". راجعاً بقلب سليم، وذاكرة متعافية ستمكن اليمنيين، مجدداً، من ضبط سلطتهم متلبسة بالخطف والتعذيب والبلطجة.