الوحدة الوطنية ودعاوى التميز: القرشية أنموذجًا!

آية مفتاحية: "۞وَإِذِ ٱبۡتَلَىٰٓ إِبۡرَٰهِـۧمَ رَبُّهُۥ بِكَلِمَٰتٖ فَأَتَمَّهُنَّۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامٗاۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِيۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهۡدِي ٱلظَّٰلِمِينَ" (البقرة: 124) صدق الله العظيم

عندما يخيم الجهل على عقول القبيلة، يظن أبناء الشيخ أنهم من جنس غير جنس بقية القبيلة، ويظن ابناء الزعماء الروحيين والرسل والأنبياء أنهم من سلالة متميزة عن باقي البشر، حيث نجد في تراثنا أن أبناء قبيلة قريش قد زعمت أن الإمامة فيهم ما بقي منهم اثنان، لأن الله -حسب زعمهم- قد اصطفاهم ليكونوا قيمين على الدين والسياسة، وهم بهذه الدعاوى التي ما أنزل الله بها من سلطان، قد افتأتوا على الله ورسوله.

وهذا التميز دحضه الإمام علي (ع) نفسه، فقال: "أعجب ولما لا أعجب من امرئ يتعالى على أبناء جنسه، فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة لو أعطى الله هذه المزية لأحد من عباده لخصها رسله وأنبياءه".

هكذا دحض الإمام علي كرم الله وجهه، دعاوى التميز، مؤكدًا أن الأنبياء والمرسلين ما هم إلا بشر مهمتهم البلاغ، وهكذا دعاوى ليست حكرًا على المسلمين فحسب، بل نجدها في كل الديانات، فعلى سبيل المثال تمييز اليهود للهارونيين، وتمييز أحفاد زرادشت ومن قبلهم الفراعنة توارثوا هذا التميز، وفي اليابان لايزالون يقدسون الإمبراطور باعتباره -حسب زعمهم- من سلالة متميزة عن بقية البشر، وكل أصحاب نظرية التميز قد أتاهم مذ كانوا في أصلاب آبائهم، أي من الأزل إلى الأزل.

ومن المعلوم أن الله سبحانه أعدل من أن يميز نسلًا عن نسل، ومولودًا عن مولود آخر، حتى لو كان هذا المولود ابن نبي مرسل، لأن الانتماء إلى شخصيات قدستها أقوامهم هو انتماء فكر وعقيدة ومنهج وهدى، وليس انتماء لحمة، قال عز من قائل: "إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه" [آل عمران: ٦٨]، وهذا ابن نوح قال الله إنه ليس من أهله، لأنه عمل عملًا غير صالح.

وخلاصة ما قيل في ذلك ما يأتي: روى البخاري ومسلم حديثًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ورد بألفاظ متقارِبة، جاء فيها أن الناس تَبَعٌ لقريش، وأن الأئمة يكونون منهم، ويؤخَذ من كلام الماوردي المتوفّى سنة 450هـ في كتابه "الأحكام السلطانيّة"، ومن كلام النووي المتوفى سنة 676هـ في شرح صحيح مسلم (ج 12 ص199 وما بعدها)، ومن كلام الإيجي من علماء القرن الثامن الهجري، في كتابه "المواقف في علم الكلام"، ومن ابن خلدون المتوفّى سنة 808هـ في كتابه "المقدّمة".

ومن مصادر أخرى: أن الناس في اشتراط القرشيّة في الخَليفة فريقان: الفريق الأول: يَشترط في الخليفة -إلى جانب الشروط الأخرى- أن يكون قرشِيًّا، حسب رأي جمهور أهل السنة، ومن أدلّتهم على ذلك حديث البخاري ومسلم: "لايَزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان"، وحديث مسلم: "الناس تَبَع لقريش في الخير والشّر"، ومعناه في الإسلام والجاهليّة كما هو مصرّح به في رواية لمسلم: "النّاس تَبَع لقريش في هذا الشأن مُسلِمهم لِمُسلِمهم وكافِرهم لكافِرهم"، وحديث: "قَدِّموا قريشًا ولا تَقدَّمُوها"، أي لا تَتَقدّموا عليها، أخرجه الشافعي في المسند والبيهقي في المعرفة.

ويشترط القاضي عياض القرشية زاعمًا أن أبا بكر وعمر -رضي الله عنهما- قد احتجا على الأنصار يوم السقيفة -سقيفة بني ساعِدة- فلم يُنكِرْه أحدٌ، وبيان ذلك أن المسلمين لمّا اجتمعوا في السقيفة عَقِب وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- لاختيار خليفة له، بايَع الأنصار سعدَ بن عبادة، وقالوا للمهاجِرين: منّا أمير ومنكم أمير، فاحتجّت قريش (المهاجِرون) على الأنصار بهذا الحديث، وقالوا لهم: إن النبي صلى الله عليه وسلم أوْصانا بأن نحسِن إلى مُحْسنِكم ونتجاوَز عن مُسِيئكم، ولو كانت الإمارة فيكم لم تكن الوصية لكم، وهذا كلام رجمًا بالغيب لا أساس له في الحقيقة، وإنما السياسة تستبيح الكذب على الله ورسوله. وقالوا بأن الأنصار رجعوا عن قولهم، حسب زعمهم.

والصواب أن حديث "الإمامة في قريش ما بقي منهم اثنان"، هو موضوع قد رفعته قريش لاستلاب الخلافة من إخوانهم الأنصار، وقال آخرون: إن هذا النص إنما هو (رأي لأبي بكر الصدّيق، وليس حديثًا رواه عن رسول الله)، وإنما كان فكرًا سياسيًا قرشيًا، ورأيًا شخصيًا كان شائعًا في ذلك العصر، يعكس رغبة قريش في اغتصاب الخلافة، وهناك من قال إن النبي والرسول لا يستخلف، وإن فاطمة (ع) احتجت على أبي بكر على عدم جواز أن يسمى خليفة رسول الله.

وهناك من روى أن عكس هذا، وأن أبا بكر هو من قال لفاطمة (ع) إن الرسول قال: "نحن معشر الأنبياء لا نورث، وما تركناه صدقة"، وكاتب هذه السطور يميل إلى الرواية الاولى، إذ لا يعقل أن فاطمة تحتج على "أرضية فدك" التي زعموا أن الرسول صادرها على أحد اليهود... ومن الثابت أيضًا أن أبا بكر لم يقل بأن الإمامة في قريش، وإنما قال رأيه بأن الناس لا تعرف هذا الأمر إلا في هذا الحي من قريش.

وزعم الاصطفاء القرشي قد رواه مسلم حديثًا يقول بأن الرسول قال: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم".

وأما الإجماع: فمستنده حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم تبع لمسلمهم وكافرهم تبع لكافرهم" متفق عليه.

ومن الجلي أن التفسير أعلاه يضرب في صميم الدعوة الإسلامية التي جاءت لرفع الظلم عن الضعفاء، وإعلان المساواة بين الناس، وقالت إنه لا يجب التفريق بينهم إلا بالتقوى، فكيف إذا تجمع الأمة على رفض إمامة شخص مسلم رمت به الأقدار في العبودية، أو آخر من بلاد الفرس أو الترك اعتنق الإسلام وصح تدينه؟

وهناك عشرات الأحاديث التي وضعت لاحتكار قريش حكم العالم، كرواية عبدالله بن عمر، قال: قال رسول الله: "لايزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان". وجاء في الصحيحين أن رسول الله قال: "الناس تبع لقريش في هذا الشأن، مسلمهم لمسلمهم وكافرهم لكافرهم". وعن بكير بن وهب الجزري قال: قال لي أنس بن مالك الأنصاري: أحدثك حديثًا ما أحدثه كل أحد، كنا في بيت من الأنصار فجاء النبي حتى وقف فأخذ بعضادتي الباب، فقال: "الأئمة من قريش، إن لهم عليكم حقًا، ولكم عليهم حقًا مثل ذلك، ما إن استرحموا فرحموا، وإن عاهدوا أوفوا، وإن حكموا عدلوا".

غير أن الدليل الأكبر على أن أحاديث الأئمة من قريش قد تم وضعها في مرحلة لاحقة لحياة الرسول، ومن أجل خدمة أهداف سياسية، هو الحوار الذي دار في سقيفة بني ساعدة وجثمان النبي مسجى لم يوارَ الثرى بعد، حيث اختلف المهاجرون (قريش) والأنصار في من سيخلف الرسول، ودار سجال طويل بينهم، ومع ذلك لم يستشهد القرشيون (أبو بكر وعمر وأبو عبيدة) بذلك الحديث الذي كان لو كان له وجود سيحسم الخلاف في مهده، ولما كانت خلافة أبي بكر فلتة وقى الله الناس شرها حسب عمر بن الخطاب (ض).

وفي مقابل التميز القرشي والإمامة في قريش، جاء من جعلها في ذرية الإمام علي من فاطمة (ع)، حيث روى الشريف الرضي في "نهج البلاغة" أن الإمام علي (ع) قال: "إن الأئمة من قريش، غرسوا في هذا البطن من هاشم، لا تصلح على سواهم، ولا تصلح الولاة من غيرهم"، وهو قول يناقض ما جاء في النهج بأن الإمام علي قال: "إن أولى الناس بالأنبياء أعلمهم بما جاؤوا به"، ثم تلا قوله سبحانه: "إن أولى الناس بإراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا"، ثم قال: "إن ولي محمد من أطاع الله وإن بعدت لحمته، وأن عدو محمد من عصى الله وإن قربت قرابته".

ودعاوى القرشية أو العلوية لا تمت للإسلام بصلة، وذلك لأن الإسلام لا يفرق بين الناس بسبب أجناسهم، ولا أعراقهم، بل أساس الإسلام هو القضاء على هذه العصبية ومحو آثارها، ومن أظهر العلامات على ذلك المؤاخاة التي تمت في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بين القرشيين وغيرهم من العرب والعجم، كبلال الحبشي وصهيب الرومي، وسلمان الفارسي رضي الله عنهم.

ويكفي أن نعلم أن القرآن الكريم فيه آيات بينات تدحض حجج القرشية أموية كانت أو عباسية أو علوية... فالله تعالى ولي المؤمنين، وإن الموالاة بين المؤمنين بعضهم بعضًا ثابتة للجميع، ومن هذه الآيات التالي:

- "الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور" (البقرة: 257).

- "وما لكم من دون الله من ولي ولا نصير" (البقرة: 107).

- "... والله ولي المؤمنين" (آل عمران: 68).

- "إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون" (المائدة: 55).

- "إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله، والذين آووا ونصروا أولئك بعضهم أولياء بعض.." (الأنفال: 72).

- "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض" (التوبة: 71).

- "وإن تولوا فاعملوا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير" (الأنفال: 40).

- "واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير" (الحج: 78).

- "ذلك بأن الله مولى الذين آمنوا..." (محمد: 11).

- "بل الله مولاكم وهو خير الناصرين" (آل عمران: 150).

ومن المعلوم أن شرط القرشية لا يقول به المعتزلة ولا الخوارج ولا المطرفية والصالحية من الزيدية، ولا الهادوية التي تجيز ولاية المفضول في حال وجود الأفضل.

غير أننا قد شهدنا مؤخرًا عودة للعمل بمقتضيات الحديث من خلال تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" الذي قال إن زعيمه السابق أبا بكر البغدادي ينتمي لقريش، كما أن الزعيم الجديد للتنظيم، أبا إبراهيم الهاشمي القرشي، الذي وقع عليه الاختيار مؤخرًا، يدَّعي أن له ذات النسب القرشي الهاشمي.

وماتزال فتاوى شيوخ التيار السلفي تؤكد على أن النسب القرشي يمثل شرطًا أساسيًا لاختيار خليفة المسلمين، وهو ما يستوجب ضرورة إعادة النظر في الإشكاليات الكثيرة التي صاحبت تدوين مرويات السنة، خصوصًا وأن كثيرًا من الأحاديث المنسوبة للرسول تتنافى مع مقاصد الإسلام وتجافي العقل والوقائع التاريخية.

وهناك قاعدة ذهبية تقول إن كل مولود يولد على الفطرة، وإنما أبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه أو يمسلمانه أو يسننانه أو يشيعانه... فالمجتمع هو الذي يشكل ديانة وعقيدة المرء، وقد عاب المفكر عبدالله القصيمي على القرشيين الذين تنكروا للأنصار باصقين عليهم كل بذاءاتهم ووقاحتهم وسوءاتهم، وقولهم: "الإمامة في قريش ما بقي منهم اثنان"، تحت هذه الأحاديث تمكن معاوية من أن يؤسس الملك العضوض، وقد كلف القصاصين والوضاعين ليشيعوا بين الناس تلك الأحاديث العنصرية التي جعلت المسلمين ينقسمون بين من جعل الإمامة حصرًا في الفخذ الأموي، وآخرين في الفخذ العباسي، وفي أبناء علي، والأخيرون انقسموا إلى فرق؛ فمنهم من حصرها في أبناء علي من فاطمة عليها السلام، فقالوا إن الأئمة من البطنين -أي نسل الحسنين- وهم الهادوية الزيدية، ومنهم من حصرها في نسل الحسين كالإسماعيلية والاثني عشرية.

وهكذا نلاحظ كيف تسربت العرقية والسلالية إلى دين الرحمة والمساواة الذي جعل التفاضل بين الناس في الآخرة وفقًا لمعيار التقوى، وذلك ليس في الدنيا، بل في الآخرة، وقد سبق لبني أمية أن احتكروها لأنفسهم فقط من دون قريش، وأن روجوا أنها في قريش، ومن بعدهم جاء العباسيون، فصيروا الإمامة فيهم خالدة مخلدة.

والحقيقة ليست الإمامة في قريش ولا في أي فخذ من قريش(السفيانيين والأمويين والعلويين والعباسيين)، بل هي في من يختاره الناس أسوة بالرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، الذي كان يبايعه الناس كحاكم سياسي، وأما النبوة والرسالة فمهمته مقتصرة فيها بالبلاغ، ولم يعطِ الله سلطة دينية لإنسان على أخيه الإنسان مهما علا كعبه في الدين. قال له عز من قائل: "لست عليهم بمسيطر".

ولذلك كان الرسول يمد يده لمبايعته كحاكم سياسي، وأما السلطة الدينية فما عليه إلا البلاغ، وما أعظم معاوية بن يزيد الذي وصلت الخلافة إليه وراثة، رفضها، وقال: "إن جدي نازع الحق أهله وأبي كان غير خليق بهذا الأمر.."، لكنه لم يجد من يقول له من الناس بل إياك نختار، كما فعل المسلمون مع الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز الذي جمع الناس في الجامع، وقام فيهم خطيبًا، فقال (ض): "لقد وليت عليكم بدون مشورة منكم ولا رضا مني، فأنتم ومن تختارون"، فصاح الناس بصوت واحد: بل إياك نختار، وبذلك امتلك شرعية الحكم باختيار الأمة. إذن، فالحكم بالغصب لا يعتبر حكمًا، وما نسمعه اليوم من إحياء لنعرة جديدة تسمى الوعولية أو حركة الأقيال، فهي لا تقل سوءًا عن القرشية، وما تفرع عنها من حصر الإمامة في بني العباس، وفي بني طالب أو في العلويين أو في ذرية الحسين أو في البطنين، فكلها نزعات جاهلية ما أنزل الله بها من سلطان.

إن شعبنا اليمني الأبي قد استطاع وأد تلك النعرات ودفنها خلال نضاله طيلة أكثر من نصف قرن مضى، لأنها نزعة نتنة تسيء إلى الإسلام، وإلى رسول الإنسانية والمحبة والمساواة والعدل والرحمة، وهي إساءة لا تقل قبحًا عن إساءات الدواعش إلى الإسلام. فحاشا رسولنا الكريم أن يقول بأن "الإمامة في قريش ما بقي منهم اثنان"، ومن المؤسف أن الإمام الشوكاني قد حرم العلم على أصحاب المهن والحرف من الحدادين والنجارين... الخ، بمن فيهم العطارون، وهو العالم الوحيد الذي أثار هذه النعرة.

الخلاصة:

لقد أطلت السلالية على بلدنا بقرنيها الشيطانيين: حركة الأقيال الوعوليين، وحركة الهاشمية القرشية وما تفرع منها، وعلينا كقوى مجتمعية فاعلة أن نقف ضدًا على كل دعاوى التميز التي تمزق نسيجنا المجتمعي، كما يتوجب أن نسخر كل كتاباتنا من أجل إعادة اللحمة المجتمعية، وبما يحصن هذا الجيل من فيروسات السلالية التي تنتشر في جسد المجتمع انتشارًا سرطانيًا، فتنخر في عضد اليمن وتمزقه أرضًا وشعبًا.

وأختتم بما قاله الوحي على لسان نبي الله شعيب عليه السلام: "قَالَ يَٰقَوۡمِ أَرَءَيۡتُمۡ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٖ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنۡهُ رِزۡقًا حَسَنٗاۚ وَمَآ أُرِيدُ أَنۡ أُخَالِفَكُمۡ إِلَىٰ مَآ أَنۡهَىٰكُمۡ عَنۡهُۚ إِنۡ أُرِيدُ إِلَّا ٱلۡإِصۡلَٰحَ مَا ٱسۡتَطَعۡتُۚ وَمَا تَوۡفِيقِيٓ إِلَّا بِٱللَّهِۚ عَلَيۡهِ تَوَكَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ أُنِيبُ" (هود: 88).