السلام في اليمن أولوية وضرورة قصوى

السلام في اليمن أولوية وضرورة قصوى - عبدالله قائد
السلام في اليمن أولوية وضرورة قصوى - عبدالله قائد

من يجهل ما يمكن أن يؤدي إليه الفساد والجهل والاستبداد والتطرف والتدخلات الخارجية فلينظر إلى واقع الحال في اليمن!

هكذا وجد ملايين المدنيين في اليمن أنفسهم في أتون حرب طويلة لا ناقة لهم فيها ولا جمل، جراء قرارات طائشة اتخذتها ثلة من العصبويين والسلطويين الفاسدين والمأجورين ضدا على مصالحهم.. ليقاسوا من ويلاتها وتبعاتها الخطيرة ويدفعوا كلفتها من دمائهم وحقوقهم ومكتسباتهم.

اليوم وبعد نحو تسعة أعوام من الاحتراب والاقتتال، لا حل أمام اليمنيين سوى بإلقاء السلاح جانبا ووقف إطلاق النار، وتضميد جراحهم، والدخول في وطني شامل وجاد يفضي لحل سياسي سلمي يضمن الثوابت الوطنية والشراكة والديمقراطية والعدالة والحكم الجيد والتنمية والاستقلال والسيادة والاتحاد، بما يحقق مصالح الشعب كافة، وليس مصالح أطراف الحرب فقط..

إذ لا شيء يستحق استمرار الحرب واستخدام اليمنيين كوقود وبيادق وأدوات لتدمير بلدهم وقتلهم بعضهم لبعض لتحقيق مصالح سياسية خاصة (محلية وإقليمية ودولية) متصارعة ومتنافسة، واستمرار نزيف شلالات الدم، خاصة وألا طرف من الأطراف المتصارعة لديه مشروع وطني جامع، فكافة المشاريع المتقاتلة رجعية ومتخلفة ومرتهنة وفاسدة، وتتحمل الأطراف المتصارعة المسؤولية عن نتائج الحرب الكارثية.

لدينا اليوم حكومتان وسلطات واقع فاسدة وفاشلة تمثل قوى وجماعات دون وطنية متصارعة شكلت دويلات داخل الدولة المحطمة تتنافس على مشاريع غير وطنية، وبالمقابل شعب بأسره دائخ أعياه البحث عن تلبية احتياجاته في العمل والغذاء والصحة والتعليم والأمن .. وكارثة إنسانية عريضة.

وواقع الحال في اليمن مشابه لحال بعض بلدان ما بعد "الربيع"، بين سندان الجماعات المسلحة والمتطرفة والحكومات الفاسدة من الداخل، ومطرقة التدخلات الإقليمية والدولية من الخارج!

‏وللخروج من أتون الحرب والصراع في اليمن، لا بد من تغليب الحوار والحلول السلمية؛ الحكم الرشيد القائم على العدالة؛ التعايش السلمي؛ الشراكة؛ التنمية والتعليم؛ الديمقراطية والتعددية..

فالسواد الأعظم من المدنيين بمن فيهم الأطفال والنساء والشباب يحلموا بعيش كريم وبحياة هانئة ومستقرة وبغد أفضل.

فجميع اليمنيين في نهاية المطاف إخوة.. الملايين من الشعب جوعى والدولة مدمرة.. والقادم سيكون كارثيا ووبالا على الجميع إن لم تتوقف الحرب..!