هو أنت منين بالضبط؟

اليوم ركبت باص الخور، إلى المعلا، جلست جنب السائق، وهذه ميزة لمرتادي الباصات، طول الطريق وأنا أكلمه بلهجة عدنية صرفة تفاديًا لبعض النظرات المناطقية التي بدأت تظهر بشكل مزعج في عدن، وإن خفت قليلًا هذه الأيام. المهم، استخدمت بعض المفردات العدنية بإفراط، وكثرت من كلمات، ده، وده، واندكو، وياته، وتلاته، وياويه، واحد قال على جنب، قلت للسواق: وقف الويه يشتي ينزل.

الخلاصة، وصلت إلى مبتغاي، دفعت الحساب، قال لي السواق: بالله يا عم أنت من فين من تعز بالضبط؟ ابتسمت، ولم أجب، فقد قفز إلى ذهني موقف في القاهرة، حيث طلب أحد الزملاء المقيمين هناك من فترة طويلة، من البقية الذين يستقلون التاكسي، عدم الكلام، لأن السائق إذا عرف أن الركاب غير مصريين، فإنه سيضاعف السعر، صاحبنا ظل طوال الطريق، يتكلم بالمصري الفصيح، بص بئه، برضك، إزاي، الزحمة النهارده مش طبيعية... إلى غير ذلك من الجمل المستخدمة في بولاق الدكرور وشبرا المظلات، والجماعة صامتون صمت القبور، سوى من عطسة،
أو كحة على استحياء.

بعد أن وصلوا، سأل السائق: هو انتو منين بالضبط من اليمن..؟!