في ذكرى الأربعين لوفاة الدكتور ياسين الشيباني

الدكتور ياسين الشيباني
الدكتور ياسين الشيباني (منصات التواصل)

الدكتور ياسين الشيباني رجل المعرفة والسلام.
غاب عن دنيانا علم من أعلام اليمن، وعالم من علمائها الأجلاء. وباحث على قدر كبير من الإتقان.

الغائب الحاضر الأستاذ الباحث الأكاديمي الذي نذر نفسه ومنذ النشأة للمعرفة، وغاص عميقًا في بحارها. إنه الدكتور الجليل ياسين الشيباني.
إنسان القانون الدولي الخبير والماهر جسد مسلكه عمق المعرفة، وكان علمه وحلمه وخلقه التعبير الأمين الصادق عن استقامةٍ ومثل أعلى وقدوةٍ حسنة. عظمة الإنسان -أي إنسان- لا تتجلى في شيء كما تتجلى في توحد القول بالفعل، والظاهر بالباطل، وهو ما يسميه الصوفية "الإنسان الكامل"، وهو ما كانه الدكتور ياسين كإنسان، وطالب، وأكاديمي.

سيرته العطرة سفر حافل بالدأب والمثابرة والموهبة والعطاء على جانب عظيم من الأدب والتواضع وحب الحياة والناس.

أمثال الدكتور ياسين الشيباني لا يموتون، مآثرهم وعطاؤهم وما غرسوه في عقول طلابهم، وما سطروه في أبحاثهم يبقى خالدًا، وهو لسان الصدق في الآية الكريمة: "واجعل لي لسان صدق في الآخرين".
رحيل الدكتور الجليل أليم ومحزن، لأن حياتنا اليمنية والعربية بأمس الاحتياج إلى عقول نيرة ومنيرة عالمة بالقانون حتى نحدد بدقة التعامل مع محيطنا وعالمنا. وهو ما تفتقر إليه جامعاتنا ومؤسساتنا وحكامنا وطلابنا أساسًا.
الفقيد الكبير من الكفاءات العلمية، قضى أزهى سنوات عمره في طلب العلم دارسًا ومدرسًا، فهو الابن البار لجامعة صنعاء كطالب وأستاذ أكاديمي في القانون الدولي، ويعتبر الفقيد من أهم المتخصصين في القانون الدولي، وكانت رسالته للماجستير والدكتوراه من كلية الحقوق بالقاهرة.

أتذكر كتاباته المائزة في صحيفة "٢٦ سبتمبر" والعديد من الصحف اليمنية، عمل مستشارًا ثقافيًا في سفارتي بلاده في القاهرة وواشنطن، نتمنى على زملائه في الجامعة وأسرته الكريمة والزملاء في "مواطنة" التي كان واحدًا من شهود الولادة والأنشطة، أن يهتموا بالتراث الفكري والقانوني والصحفي لهذا العالم الجليل والإنسان الرائع.