بعض أرقام الدوري الإسباني وحساباته

قبل اثنتي عشرة جولة من نهاية منافسات الدوري الإسباني لموسم 2023/2024، تبدو ملامح الصراع على اللقب وعلى المقاعد المؤهلة لمسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم القادم، أكثر وضوحًا مما هو عليه الحال في الدوري الإنجليزي مثلًا.

فريق نادي ريال مدريد(منصات التواصل)
فريق نادي ريال مدريد(منصات التواصل

المتصدر ريال مدريد يبتعد عن أقرب ملاحقيه، الثاني في الترتيب جيرونا، بست نقاط. يأتي ثالثًا برشلونة الذي يتخلف عن الصدارة بثماني نقاط.
ومثلما توحي الأرقام، ريال مدريد يقدّم موسمًا مذهلًا على مستوى الأداء والنتائج.

فريق المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي لم يخسر، خلال منافسات الدوري، سوى مباراة واحدة في ملعب غريمه العاصمي أتلتيكو مدريد.
فيما تفوّق في المواجهات التي جمعته بمُنافسيه المباشرين على اللقب، ذهابًا وإيابًا على جيرونا، وأمام برشلونة في ملعب الأخير ذهابًا، على أن يجري لقاء الإياب في سانتياجو بيرنابيو قبل نهاية البطولة بست جولات، يوم الأحد الموافق للحادي والعشرين من أبريل.

فريق نادي جيرونا(منصات التواصل)
فريق نادي جيرونا(منصات التواصل)

المُتصدّر سجّل أرقامًا مميزة، على المستوى الدفاعي بالتحديد؛ إذ لم تستقبل شباكه سوى 16 هدفًا، وهو الرقم الأفضل في الدوري.
هذا التميّز الدفاعي قد يبدو مفاجئًا وجديرًا بالتقدير أكثر، إذا علمنا الغيابات المؤثرة في صفوف ريال مدريد، وبالتحديد في خطوطه الخلفية.

النادي الملكي خسر في بداية الموسم، تحديدًا منتصف شهر أغسطس، جهود حارسه الأساسي الذي يُعد واحدًا من أفضل الحرّاس في العالم، البلجيكي تيبو كورتوا، بداعي إصابته بتمزّق الرباط الصليبي.
كما يغيب المدافع البرازيلي إيدير ميليتاو، منذ التوقيت نفسه، ولذات السبب.

مضافًا إلى هذا العديد من الغيابات الأخرى التي حرمت الفريق من خدمات مُدافعيه الأساسيين في فترات مختلفة من الموسم.

لكن الأسماء التي اختارها مدرب الفريق أنشيلوتي للحلول مكان الغائبين، أثبتت كفاءتها ومكّنت الفريق من تصدّر جدول الترتيب بفارق مريح عن ملاحقيه.

فريق نادي برشلونة( منصات التواصل)
فريق نادي برشلونة( منصات التواصل)

الأوكراني أندري لونين، الحارس البديل، يُعد أبرز الأسماء التي توهّجت وكان لها الأثر الكبير في إحصاءات الفريق الجيّدة على مستوى الدفاع، خصوصًا بقياس عدد الأهداف المُستقبلة مقارنة بعدد الأهداف المُتوقع استقبالها؛ حيث تلقت شباك ريال مدريد 16 هدفًا، بينما يُقدّر عدد الأهداف المتوقع استقبالها بـ24.6 هدفًا.

على الجانب الهجومي، يأتي ريال مدريد ثالثًا بعدد الأهداف المُسجّلة، بتسجيله 54 هدفًا، بعد الأول جيرونا بـ57 هدفًا، والثاني برشلونة بـ56 هدفًا.

وعلى الرغم من أن الريال يخوض مُنافسات الموسم بدون مهاجم من مستوى كريم بنزيما الذي غادر النادي للانضمام إلى الدوري السعودي، تُشير الأرقام إلى فاعلية هجومية واضحة يمتاز بها مهاجمو النادي الملكي؛ إذ سجّل الفريق 6.6 هدفًا أكثر من المتوقع.

الوافد الجديد بيلينجهام، الذي يتصدّر قائمة هدافي الدوري بـ16 هدفًا، لعب دورًا مؤثرًا في الأرقام الهجومية لفريقه، وقيادته لاجتياز أصعب العقبات.
بالنظر لكل ما تقدّم، وبمقارنة جدول المواجهات المتبقية لريال مدريد وخصومه، تبدو كفّة مدريد راجحة للحفاظ على صدارته وحصد اللقب السادس والثلاثين في تاريخ النادي.

حارس المرمى الأوكراني أندري لونين(منصات التواصل)
حارس المرمى الأوكراني أندري لونين(منصات التواصل)

وعلى صعيد التنافس على المراكز المؤهلة لمسابقة دوري أبطال أوروبا، يقوم صراع محتدم بين الفريق العاصمي أتلتيكو مدريد الذي يحتل المركز الرابع (المؤهل مباشرةً لدوري الأبطال) بـ52 نقطة، والفريق الباسكي أتلتيك بيلباو الذي يأتي خامسًا بـ49 نقطة.

المُعطيات تمنح الأفضلية لفريق العاصمة للاحتفاظ بمركزه؛ إذ إن المواجهة المباشرة التي تجمع الفريقين ستُقام على أرض أتلتيكو مدريد.
بيلباو أيضًا عليه أن يزور ملعب المتصدر، وهي مهمة صعبة تجاوَزَها المُنافس أتلتيكو مدريد.

أيضًا، ليس من المُستبعد أن ينضم برشلونة أو جيرونا إلى هذا التنافس.
المباراة التي ستجمع برشلونة وأتلتيك بيلباو على ملعب الأخير، الأحد القادم، ستجعل الأمور أكثر وضوحًا في ما يخص هذا الاحتمال.
فوز برشلونة يعني تقريبًا حسم مسألة تأهله للمُسابقة الأوروبية الأهم، وتعقيد مهمة الفريق الباسكي.

فيما فوز بيلباو يُشعل الصراع أكثر، ويفتح المجال لجميع الاحتمالات.
في أسفل الترتيب، حيث التنافس على البقاء في الدرجة الأولى من الدوري، يقترب نادي ألميريا المملوك للمُستثمر السعودي تركي آل الشيخ، من الهبوط إلى الدرجة الثانية، إذ يقبع الفريق أخيرًا في جدول الترتيب، برصيد 9 نقاط.
فيما يتصارع ستة فرق أخرى لتجنّب احتلال المركزين الثامن عشر والتاسع عاشر، وهو ما يعني أيضًا الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية.

فريق أتلتيك بيلباو(منصات التواصل)
فريق أتلتيك بيلباو(منصات التواصل)

المُثير للاهتمام في هذا التنافس، أن أحد الفرق التي تصارع لضمان بقائها في الدرجة الأولى، هو نادي إشبيلية الذي اعتدناه في مراكز المقدمة وفي صراع التأهل للمسابقات الأوروبية.

الفريق الأندلسي بدأ الموسم بشكل سيئ ألقى به في المراكز الأخيرة، وهو ما دفع النادي لإقالة مدربه خوسيه ميندليبار، في شهر أكتوبر من العام المنصرم، وتعيين دييغو ألونسو بديلًا له. لكن الأخير لم يُحدث تغييرًا على مستوى النتائج، ليلقى أيضًا مصير الإقالة بعد شهرين من تعيينه.

مؤخرًا تحسّن حال الفريق قليلًا، ليبتعد عن مراكز الهبوط بست نقاط.
لكن مسألة بقائه في الدرجة الأولى تبقى غير محسومة، وإن كانت أقرب للتحقق من احتمال هبوطه.