واقعتا ميتشيجان والشيخ عثمان في قراءة شعبية

واقعتا ميتشيجان والشيخ عثمان في قراءة شعبية

* نجيب محمد يابلي
تابع رجل الشارع المغموم والمهموم بأخبار الشارع المجهولة المصدر والمجهولة النتيجة، وهل ستطال النيران ضحاياها أم أنها ستقع على أصحابها جزاء وفاقاً، والأخبار كثيرة وأبرزها واقعة السبت 26 ديسمبر 2009، وملخصها أن طائرة الركاب الأمريكية (دلتا) أقلعت من أمستردام (هولندا) إلى ديترويت (ولاية ميتشيجان، بالولايات المتحدة الأمريكية)، وأن أحد الركاب ويدعى عمر فاروق عبدالمطلب (23 عاماً)، وهو نيجيري الجنسية، ويدرس في بريطانيا، ومن أسرة ميسورة عميدها رئيس لأحد البنوك النيجيرية، سعى إلى تفجير الطائرة فحبط عمله لأن جهاز التفجير اشتعل فيه وانقض عليه الطاقم والركاب، وفي مقدمتهم شاب جسور يدعى جاسبر شورينجر أجرت فضائية cnn لقاء معه تحدث عن خلفيات الواقعة. الأخبار الأولية تفيد بأنه تلقى أوامر بذلك من تنظيم القاعدة، وأنه زار صنعاء، وتدرب على السلاح في شمالها (أي شمال صنعاء). ويتساءل رجل الشارع: ماذا يريد الأمريكان أو النظام في صنعاء من هذا الخبر؟ هل المستهدف من هذه الواقعة الشعب في الجنوب بحجة أن القاعدة تعمل في أراضيه؟ والحقيقة أن لا قاعدة ولا هم يحزنون. القضية محصورة في ضرب الشعب الجنوبي بعد إفلاس نظام صنعاء في تعامله وتعاطيه مع الحقوق والمطالب المشروعة لهذا الشعب المغبون الذي نهبت ثروته وتم إقصاؤه بعد الحرب الظالمة التي شنها النظام على شريكه في صيف 1994. الواقعة الثانية هي واقعة إطلاق نار في الثالثة والنصف من فجر الأحد 27 ديسمبر 2009، على مركز شرطة الشيخ عثمان، بحسب الخبر الذي تردد في الوسط الاجتماعي في المدينة، فوقف السكان على أطراف أصابعهم وهم يسمعون تفاصيل الواقعة، فالمواطن أصبح فطناً وحاذقاً في مواجهة سلطة غبية استمرأت الضحك على الذقون واللعب بالنار وهي لا تعلم أن النار سترتد إلى صدرها وستصيبها بمقتل. فهم المواطن الواقعة على أن السلطة تريد استهداف الحراك والمعارضة الجادة (ولا أقصد المعارضة إياها)، مستغلة هذه الواقعة التي رسم لها في السيناريو بأنها لجوء إلى استخدام السلاح وانتهاج العنف لإقلاق السكينة العامة، وربما تتوسع السلطة «حبتين» بأن جماعة الحراك تخطط لانقلاب عسكري على النظام للانفصال بالجنوب. وطالما أن هناك إطلاق نار -إقلاق السكينة العامة- الانقضاض على الوحدة والمكاسب والمنجزات الوحدوية وأبواقها المأجورة.. فكل هذا يبرر لها اعتقال من تشاء وكم ما تشاء وإلى ما تشاء! المواطن العادي لا يهمه إلا الرأي العام عند جماعة الجوار والقوى الدولية وفي مقدمتها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، وهل سيفهمون أن هذه الألاعيب والملاعيب التي تفبركها السلطة ستنطلي عليهم. لا يزال هذا المواطن مشدوداً للمقولة الشعبية أن المرأة السيئة السمعة كلما واجهها زوجها بما يقوله الناس ردت عليه: هل تصدق عينك على أم عيالك؟ ثمة مواطن يرى أنها مسخرة، وثمة مواطن آخر يرى أنها من علامات قيام الساعة.. والله أعلم!