حركة نشطة في المقابر والكباب يدفع التهم عن البعوض

حركة نشطة في المقابر والكباب يدفع التهم عن البعوض

* "النداء"
يبذل عبدالناصر الكباب مدير مكتب الصحة في محافظة تعز، كل ما بوسعه لإقناع العالم بعدم وجود علاقة بين بعوضة الضنك والحركة النشطة التي تشهدها مقابر المدينة.
والأسبوع الماضي بدا الكباب واثقاً من طاقمه الصحي، وقال في تصريحات صحفية: إن مكتب الصحة لم يُبلغ بأية حالة وفاة بسبب حمى الضنك.
أي أنه يفترض أن إدارة الترصد الوبائي في مكتبه تقوم بمهامها الطبيعية.
والحاصل أن هذه الإدارة لا تقوم بأي دور سوى إحصاء الحالات المصابة وإرسالها إلى وزارة الصحة بصنعاء. وشبه مصدر طبي في المختبر المركزي بتعز مهام إدارة الترصد الوبائي بمهام مركز إعلامي فقط.و كشفت «النداء» في عدد سابق، أن مكتب الصحة في تعز يجهل عناوين 95٪_ من عدد الحالات التي تأكدت إصابتها.
منذ 4 أشهر ومدينة تعز تعيش حالة عزاء متصل، لكن الكباب يجيد لعبة النفي كبقية المسؤولين، وأظهر مهارات عالية لتبرئة بعوض الضنك من دم الضحايا.
إلى ذلك، أجرى المختبر المركزي بالمحافظة، قبل أسبوعين، مسحاً عشوائياً شمل 400 شخصاً زاروا المختبر لإجراء فحص حمى الضنك، وأظهرت نتائج المسح إصابة 82٪_.
وكشفت إحصائية طبية غير رسمية في تعز وفق «الصحوة نت» أن عدد المتوفين بسبب هذا الوباء بلغ 50 حالة في 3 مستشفيات في المدينة.
وعلمت «النداء» من مصدر طبي في المختبر المركزي بالمحافظة، أن المختبر يعاني من نقص شديد في المحاليل الخاصة بفحص الضنك. وأن المحاليل المتبقية لن تغطي أكثر من 60 فحصاً.
وكشف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنهم أبلغوا الإدارة العامة للمختبرات المركزية بنفاد المحاليل الخاصة بفحص الضنك، وأن الإدارة العامة طلبت منهم الانتظار إلى حين وصول الطلبية الجديدة بعد 8 أشهر.
وأشار  إلى أن المحاليل سبق أن نفدت قبل شهر ونصف، بعد أن أُعلن في إذاعة تعز أن قيادة المحافظة قررت مجانية فحص حمى الضنك في المختبر.
وأضاف أن إدارة المختبر اضطرت إلى طلب كمية من المحاليل من شركة خاصة، وأقرت 500 ريال مقابل الفحص الواحد لتغطية تكاليف المحاليل.
وقال مصدر  في مكتب الصحة بالمحافظة، إن الدور الحكومي لمواجهة وباء حمى الضنك لا وجود له سوى في الصحف الرسمية.
وأوضح لـ"النداء": منذ الاجتماع الأول الذي دعا إليه محافظ تعز قبل شهرين ونصف لمواجهة وباء حمى الضنك، لم يتم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وخصوصاً قرار بشأ توفير 4 أجهزة خاصة بالصفائح الدموية التي لها من الأهمية ما يوجب استيرادها من أي مكان في العالم.
وعلمت «النداء» أن الإدارة العامة للمختبرات المركزية طلبت الأسبوع الماضي من المختبر المركزي بتعز عمل مسح عشوائي في مديريات مدينة تعز.
وقالت مصادر إن اللجنة التي كلفت بالمسح أخذت من كل مديرية ما بين 100و 150 حالة عشوائية.
وأضافت أن نتائج الفحوصات أحيطت بتكتم شديد، وأرسلت الى العاصمة دون أن يطلع عليها مسؤولو مكتب الصحة.
وفي تطور لاحق، وجهت الحملة الشعبية لإنقاذ تعز من الأمراض المستوطنة نداء استغاثة طالبت فيه المنظمات الدولية الإنسانية بإنقاذ المدينة من خطر هذه الأمراض.
ودعت الحملة التي تبناها عدد من الشباب والناشطين في المحافظة، أبناء تعز إلى الوقوف جدياً لإنقاذ مدينتهم ومحاكمة المسؤولين عن الإهمال الذي تسبب في إزهاق أرواح أبناء المحافظة جراء هذه الأمراض.
وطالبت الحملة الشعبية في بيانها بإقالة الحكومة، وفي مقدمتها وزير الصحة العامة، وتحميلها المسؤولية الكلية إزاء هذه الكارثة الإنسانية.