صلاح الدين رقم (2)

صلاح الدين رقم (2)

>أمين محمد شرف
دعا الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله، يوم الأربعاء الموافق 11نوفمبر، إلى إطفاء الحرائق في شمال اليمن وفي العالمين العربي والإسلامي، وطالب تركيا بدور إقليمي أكبر في العالم الإسلامي بهدف دعم القضية الفلسطينية وتحرير الأقصى، ومن أجل إطفاء المزيد من الحرائق التي تندلع بين حين وآخر في المنطقة.
لست مبالغا إن قلت إن السيد حسن نصر الله هو صلاح الدين رقم (2) في تاريخ المنطقة العربية والإسلامية.. فالرجل وجد في زمن عربي وإسلامي يشبه إلى حد كبير الزمن الذي وجد فيه صلاح الدين الأيوبي من حيث الفتن والدويلات الطائفية والصراعات والمؤامرات واحتلال فلسطين وفرق الحشاشين المنتشرة في أرجاء المنطقة.
ومع ذلك، فهو يدعو إلى وحدة الموقف العربي والإسلامي، وكل المؤشرات تؤكد أن تحرير فلسطين والقدس سيكون على يديه إن شاء الله، وليس على يد رؤساء الدويلات العشائرية والطائفية العربية الذين أصبحوا يرتبطون بإسرائيل بصورة أو بأخرى خوفا على عروشهم ومن أجل توريث الزعامة العشائرية والقبلية لأبنائهم.
ولذلك فإنني أدعو كل الرؤساء العرب (تجاوزا) إلى مغادرة عواصم دويلاتهم الطائفية إلى العاصمة اللبنانية بيروت لتقديم استقالاتهم إلى الزعيم العربي المسلم السيد حسن نصر الله حفاظا على ماء وجوههم ومن أجل استعادة قليل من كرامتهم وكرامة شعوبهم التي أهدروها طيلة فترات تسلطهم التي تجاوزت الخمسين عاما من الزمن.
وفي المرحلة الثانية سيقوم الزعيم العربي المسلم حسن نصر الله بتكليفهم بصورة مؤقتة بتحمل المسؤولية في بلدانهم حتى يصدر دستورا جديدا للولايات العربية غير المتحدة ويعيد بناء وتشكيل وتوحيد العالم العربي بصورة دولة ديمقراطية اتحادية قد تأخذ اسم "الولايات العربية المتحدة" أو غيرها من التسميات الاتحادية، بحيث تحتفظ الحكومة المركزية فيها بالقيادة السياسية للدولة الاتحادية الجديدة وتمسك بأهم مفاصلها الإستراتيجية وهي الدفاع والسياسة الخارجية والاحتياطي الفيدرالي العربي لإصدار العملة الموحدة (البنك المركزي العربي الموحد).
ونحن بدورنا نوجه رسالة مناشدة لعميد رؤساء العشائر العربية العقيد معمر القذافي أن يكون هو أول رئيس عربي يقدم استقالته للسيد حسن نصر الله ليقتدي به الرؤساء العرب الآخرون، انطلاقا من أنه هو أكثر زعماء العشائر العربية شجاعة أدبية ودعوة للوحدة القومية.
فلقد أثبت الزعيم العربي المسلم والمعاصر السيد حسن نصر الله أنه القائد العربي والتاريخي الوحيد في المنطقة العربية المؤهل في العصر الحاضر لقيادة الأمة، إذ يضع مصلحة الشعب والأمة فوق المصالح الشخصية والطائفية وفوق كل الاعتبارات، وهو القائد القادر على مواجهة إسرائيل وهزيمتها.
وإسرائيل أكدت وتؤكد لنا كل يوم أنها كانت في الماضي لا تخاف، إلا من عبدالناصر الذي تآمرت عليه واستطاعت اغتياله بواسطة عملائها الذين يخترقون مراكز اتخاذ القرارات السيادية العربية.
وهي في الوقت الحاضر أصبحت لا تخاف إلا من السيد حسن نصر الله، وهو الزعيم العربي الكاريزمي الوحيد الذي يمثل امتدادا لصلاح الدين وجمال عبدالناصر. وعلى رؤساء الطوائف والعشائر والقبائل العربية (الدول العربية تجاوزا) أن يسلموا راية القيادة لحسن نصر الله ليتمكن من صياغة وطن عربي جديد وقوي تتقرر عاصمته باستفتاء شعبي عربي، كما يتقرر نظامها الدستوري والسياسي الديمقراطي بنفس الطريقة.
فهل آن الأوان لإخراج المنطقة العربية من التبعية السياسية والاقتصادية، وتحويلها إلى مركز مستقل في صياغة القرارات السياسية والاقتصادية الدولية، بعد أن من الله على هذه الأمة بزعيم سياسي مؤهل لقيادتها..؟ إنها فرصة يا زعماء العشائر والقبائل العربية، فلا تفوتوها.