لماذا اليمن هو أعقد الصراعات العربية؟

الجدير بالذكر، أن الكاتب والإعلامي سيد جبيل أدار هذا اللقاء مع أ. الدكتور المصري أحمد يوسف أحمد، بعنوان "لماذا اليمن هو أعقد الصراعات العربية؟"، فوددت أن أقدم قراءتي في هذا اللقاء المعتبر والهادف.

للعلم، إن الأستاذ د. أحمد يوسف كان محاضرًا في جامعة صنعاء في العلوم السياسية، وأقام في اليمن لمدة سبعة أعوام، وله مكانته وتقديره في نفوس اليمنيين، سواء في حقل التدريس أو في مجال العلاقات الأكاديمية، والوسط الثقافي... الخ.
وقد تضمنت ردوده، باختصار، أن الحل يكمن بتسوية خارجية بين إيران والسعودية من ناحية، وتسوية يمنية داخلية تتمثل بحوار وطني يجمع كل الفرقاء اليمنيين من ناحية أخرى.
كما ورد في حديثه، أن مؤتمر الحوار الوطني الذي تشكل من جميع الأطراف السياسية والمجتمعية، في الفترة 2012-2013م، تمخضت عنه نتائج إيجابية تمت الموافقة عليها من قبل جميع الأطراف، بمن فيهم "أنصار الله" (الحوثيون)، وانتهى المؤتمر بصياغة دستور جديد يشمل البنود المتفق عليها، ويصلح في حد ذاته أنموذجًا لحل المشكلة المعقدة، ويعني الاستئثار بالسلطة والثروة في اليمن، مستشهدًا بإفادة الشهيد أ.د. محمد شرف الدين، أحد أعمدة مؤتمر الحوار الوطني، بأن الأقلمة تصلح كحل في اليمن في إطار دولة موحدة عاصمتها صنعاء، وأن الثروة للجميع... الخ.
يؤكد أ.د. أحمد يوسف، في معرض رده، أن نتائج مؤتمر الحوار الوطني تصلح كحل يناسب الفسيفساء الوطنية إذا ما توفرت الثقة وحسن النوايا التي سادت في مؤتمر الحوار الوطني.
من الملاحظ، لم يتعرض الدكتور أحمد يوسف للأطماع الإقليمية والدولية كما يجب، وإنما مر عليها مرور الكرام؛ ربما لعامل زمن اللقاء المضغوط.
في المضمون، كان اللقاء الذي بنى عليه أ.د. يوسف ردوده، يتمثل بالتوفيق بين الفرقاء، على أساس أن الحل بأيديهم، وهو دور محمود في حال اتخاذهم هذه الخطوة الوطنية النبيلة.
حقًا، إني أتفق مع الدكتور يوسف، في ما ذهب إليه من أن الصراعات ستؤدي في النهاية إلى تشظي اليمن، ناهيك عن عدم قدرة أو رغبة التحالف في إنهاء الحرب، ربما أنه هو الآخر مشغول بنفسه، قس عليه ما تردد حول الخلاف الإماراتي -السعودي، دونما تبيين مدى جدية هذا الخلاف، إضافة إلى تقصير الدول الكبرى، والأمم المتحدة، تجاه استخدام الضغط على إنهاء الحرب المستعرة منذ ثماني سنوات، بين التحالف العسكري السعودي -الإماراتي وأنصار الله، والحرب الداخلية.
وفي خضم الأحداث، ها نحن اليوم قد وصلنا إلى خارطة طريق، برعاية الأمم المتحدة، في 23 ديسمبر 2024م، تنهي الحرب.. وعليه، إما سلام يرتجى، وإما خلافات غير محمودة العواقب تؤدي إلى الشرك المنصوب بتجزئة اليمن.
وكل ما يأمل به اليمنيون، هو انسحاب فوري لأي تواجد إقليمي وأجنبي في البحر الأحمر وبحر العرب والجزر، والموانئ، والأراضي اليمنية، إلى جانب حل المليشيات المحلية التابعة لـ"الإمارات" من المخا حتى حضرموت.
حقًا، إن هناك كثيرًا من المسائل لم يتطرق إليها أ.د. أحمد يوسف أحمد، في هذا اللقاء، انطلاقًا من أن هذا الأمر يتطلب متسعًا من الوقت للحديث حوله في البرنامج.
في واقع الأمر، إن ما أراده أ.د. أحمد يوسف، في هذا اللقاء القديم الجديد على مسرح الأحداث، هو القيام بدور المصلح الاجتماعي، والحث على توجيه النصح للمكونات السياسية اليمنية باختلاف مشاربها، بلم الشمل، والتوصل إلى كلمة سواء لإنقاذ اليمن من محنتها قبل الانهيار، ولات ساعة مندم.