شكرًا 2023 لأنك كنت مميزًا رغم كل الأوجاع والمآسي

على الرغم من أن عام 2023م الذي نودعه اليوم، كان من الأعوام المميزة بالنسبة لي، إلا أنه أيضًا كان عامًا لا يخلو من الأشياء المحزنة والموجعة والظروف السيئة التي مر ولايزال يمر بها اليمن أرضًا وشعبًا، وكذلك الأحداث المؤلمة في قطاع غزة، وما يحدث في السودان من جرائم حرب ضحيتها المدنيون.

أنا هنا لن أكون جاحدة وأنكر أنه كان عامًا مميزة بالنسبة لي، كوني في بدايته بدأت أستعيد نشاطي الصحفي بعد الانضمام إلى موقع صحيفة "النداء"، هذا الموقع الذي أفتخر فيه كثيرًا، كونه يعمل بمهنية ويفتح الباب لجميع الآراء التي لا تخالف سياسته المبنية على أخلاقيات العمل الصحفي، والتي قلما نجدها في مواقع عدة.. بالإضافة إلى ذلك فقد كان لي الحظ الجميل أن أعمل تحت رئاسة الصحفي الرائع والزميل الذي قد تكون شهادتي فيه الآن مجروحة "سامي غالب"؛ هذا الاسم الذي يعرفه الجميع، والذي ما إن أذكره أمام أحد حتى يشكر فيه، ويحييني لأني أعمل معه، كونه مدرسة لا يستهان بها في العمل الصحفي.
في هذا العام أيضًا، كانت لي تجربة فريدة في المشي وتسلق الجبال. هذه التجربة التي لطالما تمنيتها مُنذ الصغر، كوني من محبي الرحلات في الطبيعة، وحبي لها وصل إلى درجة الهيام، وبالتالي كان لي شرف الانضمام إلى فريق "الهاش" للمشي والتسلق، الذي يقوده الكابتن سعيد السروري والكابتن مبخوت الماوري. هذا الفريق الذي انضممت لهم في شهر يوليو، وشاركت معهم في عدة رحلات للمشي والتسلق في الجبال والوديان، ودونت تلك الرحلات في عدة حلقات كان لموقع "النداء" الفضل في نشرها.
كانت أيضًا من الأشياء الإيجابية التي حظيت بها خلال هذا العام، زيارة مدينة عدن؛ هذه المدينة التي زرتها سابقًا، ولكن زيارتي لها لم تكن مثل هذه المرة، فعدن كانت بالنسبة لي مجرد ترانزيت عند السفر إلى أية دولة أخرى، وكل ما أعرفه فقط "ساحل أبين" الذي كان أمام نافذتي يغريني بمنظره، ويشدني إليه لأنزل صباحًا قبل سفري، وألقي عليه تحية الصباح، وأقضي بعضًا من الوقت على شاطئه، لأستمتع بلمعة رماله وهدوئه ونسماته.
وهذه المرة كانت زيارتي إلى عدن مختلفة، فقد قضيت فيها ما يقارب 12 يومًا، تجولت في عدة مناطق، وكسرت حاجز الخوف الذي كان يسيطر عليّ نتيجة قراءة الأخبار والإشاعات التي تنتشر كالنار في الهشيم، المهم من هذا كله أنني ذهبت إلى قلعة صيرة، هذه القلعة التي تمنيت زيارتها منذ زمن، وهناك التقطت عدة صور لصيرة في النهار والليل، كما زرت عدة مناطق في البريقة، والشيخ عثمان، وكريتر، وغيرها، وحزنت كثيرًا لأنني لم أزر صهاريج عدن أثناء فترة تواجدي، وتبقى هذه أمنية مؤجلة لحين زيارة المدينة مرة أخرى، في فرصة قادمة بإذن الله.
انتهيت من ذكر مميزات هذا العام، وتعمدت أن أبدأ بكتابتها لأشعر بعظمة الأشياء التي تحققت فيه، ولكن ذلك لا يعني أن هذا العام كان إيجابيًا بكل ما للكلمة من معنى! فهو لم يكن خاليًا من الأوجاع المتمثلة في الحرب التي شنت على غزة، عقب عملية "طوفان الأقصى"، هذه العملية التي نفتخر بها كعرب، كونها أنهت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، التي ظلت إسرائيل وحلفاؤها يتغنون بها، وفرحة الفخر هذه لن تجعلنا ننسى الوضع المأساوي الذي يعاني منه المواطنون في قطاع غزة، حيث كانت ولاتزال الخسارة كبيرة في الأرواح، فقد خلفت الحرب ما يتجاوز 20 ألف شهيد، وأكثر من 53 ألف جريح، بحسب الإحصاءات الفلسطينية، ولايزال هناك ما يقارب 6700 مفقود تحت الأنقاض، فضلًا عن تدمير 70% من البنية التحتية لقطاع غزة. أما في ما يخص عدد الزملاء الصحفيين الذين استشهدوا، فقد بلغوا -بحسب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة- 105.
أخيرًا، أتمنى أن نستقبل عام 2024م بأخبار سارة، كأن يحل السلام اليمن، وتتوقف الحرب في غزة والسودان ، وتتحقق أحلامنا المؤجلةمن عامٍ الى عام.