يا فتية الوطن المسلوب، هل أمل على جباهكم السمراء يكتمل؟

يا لها من وحشية ومجازر وإبادة إسرائيلية صهيونية ترتكب في غزة والأراضي الفلسطينية، وبدعم أميركي غربي، بحق خدج وأطفال ونساء وكبار السن، وتدمير المنازل على رؤوس ساكنيها وتشريدهم، والإمعان في تهجيرهم القسري إلى الشتات، تنفيذًا لمقولة واهية "إسرائيل الكبرى"،

الأرض المزعومة لمن لا يستحق ولا يملك، والتي أوجدها الاستعمار الصهيوني من عدم منذ عام 1948م، لتكون بؤرة مزعجة في المنطقة العربية، ورأس حربة للإمبريالية الصهيونية ومخططاتها في المنطقة وما وراءها، وآخرها مخطط مشروع الشرق الأوسط الجديد، وغايته الاستحواذ على النفط والغاز في المنطقة، وفرض التطبيع العلني مع إسرائيل تحت مسميات دينية وغيرها، وتهيئة لنفوذ إسرائيلي للمنطقة واستعمارها اقتصاديا وتفتيتها إلى مناطق يسهل التحكم فيها، فضلًا عن السيطرة الكاملة على الممرات والجزر والموانئ الاستراتيجية في بحر العرب والبحر الأحمر، لضمان التفوق الاستعماري الصهيوني الاقتصادي على الصين وشركائها. ولن يتأتى هذا المشروع إلا بإقامة الدولة الإسرائيلية -الصهيونية، وتأمينها بأهم مشروع اقتصادي وتجاري محاذيا لغزة (قناة بن غوريون) من إيلات إلى تل أبيب قادمًا من الهند عبر دول خليجية. وهو مشروع وتخطيط بدأ تنفيذه على رؤوس الشعب الفلسطيني قتلًا وتدميرًا وانتهاكًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والشرائع السماوية.

كل ما في الأمر، أنه من واجبات الإخوة الفلسطينيين في هذه المرحلة أن يتجاوزوا أية خلافات في سبيل إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وفقًا لاتفاقية أوسلو 1993، ومبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في مؤتمر القمة العربية في بيروت، في 27 مارس 2002م، الرامية لحل الدولتين، فضلًا عن قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
الجدير بالذكر أن طوفان الأقصى جاء في الوقت المناسب لتعطيل المشروع الاستعماري الصهيوني. وكشفت المقاومة الباسلة ما كان يُدبر في الخفاء لاحتلال ما تبقى من الأرض الفلسطينية، وأحبطت التخطيط الاستعماري الصهيوني الذي يواصل قتل الخدج والأطفال والنساء وكبار السن بلا وازع ولا ضمير إنساني.
ومن ناحية أخرى، بادرت كل من مصر والأردن بقطع الطريق على التهجير القسري للفلسطينيين من دولتهم المحتلة، فخاب من دساها.
حقًا، إن صناديد غزة كشفوا آخر أوراق التوت لعورات الغرب وادعاءاتهم بحقوق الإنسان والعدالة ومحاربة الإرهاب.
أخي جاوز الظالمون المدى
فحق الجهاد وحق الفدا
أنتركهم يغصبون العروبة
مجد الأبوة والسؤددا؟
ومازال الاستعمار الصهيوني يواصل عدوانه الغاشم في سبيل تحقيق بعض أهداف الغزو بعد أن كشف العالم في الأمم المتحدة غرائزه المبيتة بغالبية عظمى في الجمعية العامة للأمم، في مطلع شهر ديسمبر 2023م.. ولا بد من يقظة عربية وإسلامية في مواجهة المشروع الصهيوني، فبعد فلسطين سيأتي دورها حتمًا، فقد آن الأوان لاتخاذ موقف تضامني باستدعاء سفرائها من الدول المعتدية والداعمة للعدو الإسرائيلي المحتل عسكريًا وسياسيًا، كعلامة عدم رضا من التصرفات الغربية المنحازة للاحتلال الإسرائيلي. يليه البدء بتصحيح الوضع الاقتصادي العربي صوب سوق عربية مشتركة، واتحاد عربي وميثاق جديد. وإقامة علاقات سياسية واقتصادية وأمنية مع مجموعتي شنغهاي والبريكس، ولا مانع أن تبقى علاقاتهم مع الغرب الند للند، وليس الإذعان الذي أوجد فجوة واستعلاء من دول غربية، وأكبر مثال على ذلك وقوفها ضد العرب والمسلمين في أهم قضية عربية -إسلامية.
لك الله يا غزة ومقاوميك الأشاوس دفاعًا عن فلسطين والعرب.. وكل من وقف بالسلاح والكلمة بجانب غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.. والرحمة للشهداء.. والشكر والتقدير لكل الجماهير في العالم، المؤيدة للشعب الفلسطيني، واستنكارها لمذابح غزة، ودعوتها إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وتحية وتقدير لكل الدول التي صوتت ضد الفيتو الأميركي في مجلس الأمن.
يقينًا، نحن مع شعب فلسطين الأبي ومقاوميها حتى النصر... ويحضرني بعض أبيات من الشعر للشاعر الفلسطيني هارون هاشم رشيد -رحمه الله- اقتبستها منه تعاضدًا من الشعب اليمني مع الشعب الفلسطيني في محنته:
أخي في الخيمة السوداء في الكهفِ
أخي في الجوع والتشريد في الخوفِ
أخي في الحزن في الآلام في الضعفِ
أخوك أنا برغم الظلم والإرهاق والعسفِ
***
أخي من نحن إن سرنا على الدنيا بلا وطنِ
وإن عشنا على صدقات قاتلنا على المننِ
وإن حار على الأقداس عسف الظالم النتنِ
وإن لم ننتفض للثأر رغم البؤس والمحنِ