حفيد مالك بن نبي.. الفلسطيني!

الجزء الأول من مذكرات المفكر الجزائري مالك بن نبي، حمل عنوان "الطالب"، وفيه يعرض لنشأته في الجزائر، ثم وهو طالب في فرنسا في 1938، حيث في لحظة يأس تمنى أن تنشب حرب عالمية كتلك التي شهدها العالم في 1914.
لم يخيب أدولف هتلر رجاءه.

خاض حربًا كلفت الإنسانية الكثير، وانتهت بقنبلتين ذريتين جربتهما الولايات المتحدة الأمريكية في اليابان، مودية بحوالي 200 ألف إنسان. فالياباني الإنسان لم يكن مرئيًا وقتها في واشنطن، والياباني الطيب هو الياباني الميت!

لا شك أن عديدين في غزة (وفلسطين) تمنوا حربًا خلال الأسابيع الأخيرة، فإسرائيل لم تبقِ مجالًا للأمل في السلام لدى الأجيال الشابة من الشعب الفلسطيني، حتى إن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية (أحد أبرز مهندسي أوسلو عام 1993)، صار أمثولة على المصير البائس للسائرين في خط المفاوضات!

ماذا يحضر من "أبو مازن"؟

ليس أوسلو ولا أريحا ولا رام الله ولا صديقه يوسي بيلين!

ليس أكوام خرائط أوسلو وهي تقسم الأرض المحتلة في 1967 إلى أ وب وج، وعشرات التصريحات الإسرائيلية والأمريكية المرحبة باعتداله وانفتاحه خلاف المتشددين الذين لم يبيعوا إلا الوهم لشعبهم!

بقي منه شيخ طاعن في السن، في دار رعاية للمسنين، تديرها واشنطن في قلب الضفة. مسموح له الشكوى والتذمر من سوء المعاملة والإهمال!
فقط.

في الأثناء، انفجر الشعب الفلسطيني غضبًا بعد شهور من الصبر على إهانة رموزه ومقدساته وآماله في سلام الحد الأدنى التي وعده بها محمود عباس قبل ثلاثة عقود.

انفجر الفلسطيني الفتي، خلاف أبطال السلام، فكان طوفان الأقصى وما أعقبه.

ماذا خسر الفلسطيني الذي تمنى الحرب، وفرح بما حققته حماس صباح السبت؟
لا شيء!
ماذا ربح؟

رأى أسطورة الجيش الذي لا يقهر، الأسطورة التي تم تكريسها طوال عقود "أوسلو"، تتهاوى خلال ساعات!

كان مالك بن نبي يعيش عشية الحرب العالمية الثانية، في أوروبا، حياة شاب متبطل برم لا يجد ما يفعله، لكن حفيده الفلسطيني في القرن الـ21 رغب في الحرب؛ لا يأسًا، بل أملًا في ثغرة للنور في جدران الفصل العنصري في غزة والضفة... وفلسطين التاريخية.