لماذا يدفع الفلسطينون ثمن الهولوكوست المزعومة؟

المأساة الفلسطينية ربما هي أطول مأساة في التاريخ؛ وطن تم إهداؤه لعدد من الناس منتشرين في العالم لا يجمع بينهم سوى الدين.
ثقافات ولغات وعادات وخلفيات مختلفة ومتنوعة ومتعددة، بل متناقضة؛ فهناك من جاء من اليمن المحافظ جدًا، وهناك من جاء من أوروبا المتحرر جدًا..
ليبتكروا لهم "وطنًا" صناعيًا!

وطن أنابيب مثلًا؟ أم وطن مستنسخ؟ أم معدل وراثيًا؟
لم تتم صناعة وطن هكذا ابداً عبر التاريخ.
أما أن يكون وطنك تولد وتنشأ فيه أو أرض تحتلها لسبب ما، ولكنك تعرف أنك مجرد محتل...
أما قصة الكيان الصهيوني فهي عجيبة، وهي نموذج لطريقة إدارة الغرب بقيادة بريطانيا وأمريكا، للعالم في هذا العصر!
تصحو فجأة وهناك أشخاص يقررون احتلال بيتك، ويتمكنون من احتلال اجزاء منه بالتدريج فعلًا بالقوة والسلاح والقتل، مدعين أن هذا حقهم لأن أجدادهم قبل آلاف السنين سكنوا في هذه الارض!
لا يملكون وثائق ولا أحكامًا قانونية ولا شرعية!
يساندهم فقط بلاطجة الحي والأحياء المجاورة!
السبب: أن بلاطجة الأحياء يزعمون أنهم يريدون الاعتذار لهؤلاء الغرباء عن مظالم تعرضوا لها في بلدانهم!
فقدموا لهم هذه الهدية "بيت" في حي بعيد عنهم!
لكنك لا تملك بيتًا غيره، وهم لا يقبلون حتى بالتعايش معك!
ويستمر الكابوس هذا لعقود!
إذا صحت فعلًا قصة محرقة الهولوكوست، فما ذنب الفلسطينيين والعرب كي يدفعوا الثمن عن الغرب؟
اليهود كانوا جزءًا من الشعوب العربية، تحميهم قيم الإسلام، لم يتعرضوا لمذابح ولا محارق، ولم يلاحقوا...
بل في المجتمعات العربية التي تعرضت لاستعمار وابتعدت عن مظاهر التدين، لم يعد هناك فروق ظاهرة بين المسلم والمسيحي واليهودي...
وكان اليهود أصحاب حرف ومهن وتجارًا ناجحين في كل دولهم...
فما الذي استفاده اليهود من فكرة إنشاء وطن قومي لهم في أرض فلسطين؟
هل حالهم الآن "كشعب" أفضل وهم لم يتمكنوا من الاستقرار، ولن يفعلوا منذ عقود؟
ألا يرفض كثير منهم الخدمة الإجبارية في الجيش كتعبير عن حالة الاستنفار الدائمة التي يعيشونها؟
ألا يتمنى هؤلاء أن يعيشوا في دولهم الأصلية بهدوء مثل غيرهم؟
أوروبا وأمريكا وأغلب دول العالم اليوم صارت "علمانية" كقوانين وثقافة، ولم يعد يهم أحدًا ما دينك، ولا يمكن أن يحاسبك أحد عليه، وكثير يهود فعلًا يعيشون في أمريكا وأوروبا وهم قادة ونجوم المال والإعلام والفكر والعلوم فيها.
أما يهود العرب، ومنهم يهود اليمن، فلو بقوا في بلدانهم ربما كانوا أسعد محتفظين بعاداتهم الشرقية.
وكان اليهود اليمنيون عند "القات والمداعة" ونساؤهم "منقبات" كما تأمرهم مذاهبهم الدينية، ويمارسون حرفهم في صناعة الفضة وبناء البيوت وغيرها.
برأيي إن الغرب ارتكب جريمة زراعة الكيان الصهيوني لأهداف ومصالح تخصه.. غالبًا متعلقة بالنفط في الشرق الأوسط.
وتواطأ معهم قيادات يهودية في الغرب، وأخطأ جدًا من شارك من القادة العرب بأي شكل، في صناعة هذه المأساة.
اليوم غزة، وبالأمس وغداً غزة تحترق وتباد وتحاصر وتخنق أمام مرأى العالم! في جريمة جماعية مسجلة فريدة من نوعها!
وأمريكا مازالت تشجع المجرم نتيناهو على المزيد من الإجرام، وتمده بالمزيد من الاسلحة والتأييد.
ولكن لا بزراعة الكيان الصهيوني تكون الأوطان، ولا بطريقة محاولة إبادة الفلسطينين "تلغى" الشعوب!
الفلسطينيون باقون في أرضهم، وفلسطين ستبقى فلسطين، وكل الإجرام لا يزيد الفلسطينيين والشعوب العربية إلا غليانًا وغلًا سينفجر كالبركان في وقت ما بوجه الأنظمة والدول.
هل يمكنك أن تضع أنف مكان العين؟
مهما قمت بعمليات جراحية وحيل، وربما استخدمت صمغًا أو دبابيس أو مطرقة ومسامير! لا يمكن!
فإذا استطعت أن تجعل أنفًا مكان العين، ويكون الوضع طبيعيًا؛ سيستقر الكيان الصهيوني، ويصبح دولة وشعبًا طبيعيًا ضمن دول وشعوب المنطقة.