التحقوا بعد الثانوية فحصلوا على مؤهل إعدادية بعد ثلاث سنوت من الدراسة.. خريجو المعهد الصحي يشكون عميده ويتهمون مدير فرع السبعين بإعاقة منحهم شهادة الدبلوم

التحقوا بعد الثانوية فحصلوا على مؤهل إعدادية بعد ثلاث سنوت من الدراسة.. خريجو المعهد الصحي يشكون عميده ويتهمون مدير فرع السبعين بإعاقة منحهم شهادة الدبلوم

- هلال الجمرة
على غير ما توقعه الكثير من خريجي فرع المعهد العالي للعلوم الصحية بمستشفى السبعين، بدت النتيجة مجحفة. لقد مُنح الطلاب مؤهل «فني تمريض متوسط» بدلاً من «دبلوم فني تمريض». فحاملو الثانوية العامة حصلوا على ذات المؤهل الذي حصل عليه حاملو الإعدادية وسُجلوا على أنهم من الملتحقين بالشهادة الإعدادية.
مطلع العام الدراسي 2003، كان العشرات من خريجي الثانوية يبذلون أقصى جهدهم لاجتياز امتحان القبول في المعهد الصحي بصنعاء لغرض الإلتحاق به، لكن ما سعوا إليه أتلف أحلامهم.
ولأن تفكير الطالب، الذي يرغب في الإلتحاق بكلية أو معهد ما، غالباً ما يرتبط مع فرصة العمل (عام- أو خاص) فقد توقف هؤلاء عند قسم التمريض واثقين من أنه الخيار الأنسب الذي يمكنهم من الحصول على «دبلوم فني تمريض» خلال ثلاث سنوات دراسية، دونما عراقيل.
حينذاك لم يتردد الطالب عبدالملك الرهيدي، في قراره في الالتحاق بقسم التمريض، فعندما حمل شهاداته الثانوية إلى إدارة التسجيل في المعهد، وسجلوا اسمه شعر بالاستقرار وبعد اجتيازه الامتحان بنجاح، تخيل أنه حصل على شهادة الدبلوم والوظيفة الشاغرة. أما الآن فهو يحمل شعور شيخ مسن يئس من الحياة.
الرهيدي، شاب في العشرين من عمره، يدرس اليوم في كلية الإعلام، أن يتخصص صحافة، لكنه يؤكد على أنه لن يهدأ مالم يحصل على مؤهل «دبلوم تمريض» الذي أخذ 3 سنوات من عمره.
هيفاء الوجيه، أيضاً، تخرجت عام 2006 من قسم التمريض، وكانت أحد ضحايا «القرار الجائر» تقول مستاءة من تحايل عمادة المعهد: «دخلنا المعهد بالثانوية العامة على أساس نحصل على دبلوم تمريض حسب استمارة القبول في المعهد، لكن الأستاذ عبدالعزيز الحفاشي، وهو مدير فرع مدرسة السبعين التابع للمعهد العالي للعلوم الصحية، جمعنا مع الطلاب الذين دخلوا بالإعدادية».
عندما لاحظ الطلاب الذين تقدموا إلى المعهد بالشهادات الثانوية، أن قاعة الدرس تضم طلاباً تقدموا بالإعداديه، تفاجأوا لذلك واستفسروا من مدير فرع المعهد العالي للعلوم الصحية. مدرسة السبعين، عن سبب جمعهم في قاعة درس واحدة، فأجابهم «إن كل طالب سيمنح مؤهلاً حسب شهادته التي التحق بها»، وفقاً لمجموعة من الخريجين. إجابة الحفاشي كانت مطمئنة لهم كونه مديراً، وكلامه محسوب ويعتمد عليه.
في عامهم الدراسي الثاني، بدأ الوضع مقلقاً بالنسبة ل هيفاء، التي برزت على أنها طالبة ممتازة وذكية، إذ ألحت على أن تعيد السؤال على الحفاشي، لاسيما بعد أن لاحظت تساوي المقررات الدراسية مع الملتحقين «باستمارة الإعدادية» بيد أن رده لم يتغير حيث أكد لها قائلاً أمام مجموعة من زملائها: «لا تخافوا اللي التحقوا بالثانوية سيمنحون شهادة الدبلوم واللي التحقوا بالإعدادية سيمنحون شهادة فنيين»، أكد ذلك العديد من الخريجين.
بعد سنتين فقط، ظهرت الحقيقة، وفي يدها مؤهلات «فني تمريض متوسط» لكافة الخريجين «سواء من التحقوا بالإعدادية أو بالثانوية». يقول فواز شاطر، أحد الجريجين: «كانت صدمة قوية بالنسبة لنا نحن المتقدمين بالثانوية وتفاجأنا أنهم سجلوني ضمن المتقدمين بالاعدادية شعرت حينها بالإنهيار ولزمت الفراش ليومين».
ما يقارب 64 طالباً وطالبة، وقعوا في هذا الفخ، وفقاً للأسماء المذكورة في الشكوى المقدمة لأعضاء لجنة الصحة بمجلس النواب.
منذ نهاية العام 2006 وهؤلاء الخريجون واقفون على أبواب جهات رفيعة في الدولة ومناشداتهم لها لا تنقطع، كان آخرها مناشدتهم لمجلس الوزراء، صباح الاثنين الفائت.
وفي شكواهم إلى رئيس الوزراء قالوا: «نحن وجدنا التعنت والإصدار في النيل منا واستنزاف طاقاتنا لذا توقفت آمالنا هنا واحجمنا عن الدراسة». ولم يعودوا يفكرون سوى في : منحهم مؤهلات مطابقة للدفع السابقة من حاملي الثانوية العامة بقسميها، وناشدوا في ذلك رئاسة الوزراء قائلين: «الزموا لنا عمادة المعهد بسرعة تعديل مؤهلاتنا ومنحنا إياها وها نحن في العام الثاني بعد التخرج ولم نحصل عليها وهي التي تعلق عليها مستقبلنا»، إذ أملوا في تحقيق آمالهم من خلال حكومتهم.
لكن وعلى ما يبدو فإن كلام العميد هو الذي سيعتمد ويمشي الذي أكد ذلك لـ«النداء» قائلاً: «لن يحققوا ذلك مهما كلفهم الأمر».
عميد المعهد العالي للعلوم الصحية عبدالوهاب الكحلاني، رجل شديد التمسك برأيه بالنسبة للطلاب أما بالنسبة له فهو يعتبر ذلك تمسكاً «باللوائح و القرارات الوزارية التي صدرت في 1999». فالمادة التاسعة تذكر أن تحديد السلم التعليمي للمعاهد الصحية العليا وفروعها على هذا النحو: «خريجي المرحلة الأساسية الدراسين في فروع المعاهد العليا لمدة 3 سنوات في مجال التمريض يأهلون بشهادة»، لم يذكر أي تفاصيل لنوع الشهادة. فيما يقول الكحلاني إنها «شهادة فني تمريض متوسط»، وهذا ما يعتبره الطلاب جائراً بحقهم ويقول عبدالملك الرهيدي: «بالله عليك ندخل بالثانوية وندرس ٣_ سنوات وفي الأخير نتخرج بشهادة الإعدادية». وأضاف ساخراً «بندرس ريوس، وكلما قلنا انحنا بنتقدم رجعونا وراء».
ما يناضل لأجله الخريجون، يبقى في نظر الكحلاني «اختلاق مشاكل وشوشرة». فجميع شكاواهم إلى الجهات وتوصيات اللجان المكلفة من وزارة الصحة والبرلمان، التي كانت لصالح الخريجين، كلَّفته الرجوع إلى اللجان وإقناعها بإعادة النظر فيها. يقول: «كانت لدى اللجان لبس في الموضوع ورحت إلى عندهم وفهمتهم الموضوع وغيروا التوصيات».
لجنة وزارة الصحة أوصت بمنح شهادة دبلوم تمريض ويذكر المؤهل لكل طالب «كما في الدفع السابقة». وبناء على تصريح عبدالعزيز الحفاشي، مدير المدرسة إلى اللجنة أنه لا يوجد إعلان للدراسة فقد أوصت اللجنة بضرورة «الإعلان عن المقاعد والمؤهلات التي ستمنحها مدرسة التمريض». وأشارت إلى تحمل إدارة المدرسة المسؤولية «وإحالتها للتحقيق لعدم تطبيقها نظام شروط القبول المعمول به».
لم تكتف اللجنة السابقة بما قاله الطلاب، إذ بنت توصياتها من خلال تقصي الحقيقة والنزول إلى كافة الجهات ذات العلاق بمصير الطلاب.
من خلال تقرير اللجنة الذي رفعته إلى مستشار الوزارة علي العلفي أجمع الطلاب على أن المدرسة لم تشعرهم بأنه سيتم منحهم مؤهل «دبلوم متوسط»، إلا أن الحفاشي قال لـ«النداء»: «أشعرناهم بذلك من قبل الدراسة».
توقيعات مدير المدرسة وعلى إفادة منه إلى الجهات على أن «الطالب المذكور على الرسالة قد درس لدينا دبلوم تمريض نظام 3 سنوات واجتاز المراحل الدراسية نظرياً وعملياً بنجاح»، خير دليل يؤكد صحة كلام الطلاب عن وعود المدير بمنحهم هذا المؤهل.
غير أن المدير الحفاشي اعتبر تلك الإفادات: «تعاطف مع الطلاب ولا تعني أننا قد نمنحهم دبلوم ولكن لكي يقبلوا في الوظيفة ويحصلوا على فرصة عمل». ما يريد إبرازه على أنه عاطفة واغراء للجهة الوظيفية، يدين المدرسة ويعطي الجهة الوظيفية فرصة عدم الثقة في مخرجات هذه المدرسة وتصنيفها بـ«أنها مجرد عواطف لا علم». تقول الطالبة هيفاء، وهي إحدى الحاصلات على إفادة من هذا النوع: «إن ما يبرر به الحفاشي غير صحيح وهو سبب في مشكلتنا».
«المشكلة حلت ونحن الآن ندعو الطلاب إلى التسجيل للدراسة»، قال العميد. وأضاف بشأن مراعات الوقت للطلاب الذي تضرروا من الجدول الذي تمتد فترة دراسته من 8 صباحاً إلى 5 عصراً، قائلاً: «حلينا المشكلة وأصبح الوقت من 8 صباحاً حتى 1 ظهراً، على أن تمتد فترة الدراسة لمدة 15 شهراً بدلاً من 12 شهراً».
إلا أن الخريجين يرفضون ذلك ويطالبونه بتنفيذ توصيات اللجان وتوجيهات وزير الصحة لعميد المعهد الصريحة: «أن يتم اعتماد ما جاء من اللجنة لحل هذا الإشكال».
halajamrhMail