نداء عاجل إلى كل من يرى أن التضامن واجب إنساني.. حسن باعوم مصلوباً على سرير مرضه

نداء عاجل إلى كل من يرى أن التضامن واجب إنساني.. حسن باعوم مصلوباً على سرير مرضه - ابوبكر السقاف

شقي الزمان الذي يحتاج إلى الشهداء والأبطال. ولكنهم وعدهم يمنحون حياتنا المعنى. ويبدو هؤلاء أحياناً وكأنهم يلبّون دعوة الشاعر غوته: «حبيب إلى نفسي من يطلب المستحيل». ويحدس شاعر الأمة الألمانية العظيم أنهم يجعلون المستحيل ممكناً، ولذا أطلق هذه الدعوة في رائعته «فاوست»، ورفع فيها شعار الفعل الجديد، محاكياً نصاً في الانجيل، «في البدء كان الفعل»، فكان علم إنسانية جديدة ناهضة تتحدى حتى المستحيل.
اجتاح طوفان الاعتقالات في الأيام القليلة الماضية مدن الجنوب وقراه، وقدم لنا مشهدين من حياة باعوم:
1 - «اقتحم رجال الأمن منزلي وأشهروا السلاح في وجهي. رأيت باعوم يساق من مرقده مكبلا بالأغلال».
هكذا استهل جمال عبادي شهادته التي نقلها مراسل «الأيام» في عدن. كان جمال رئيس الجمعية الوطنية لأبناء عدن، قد استضاف باعوم. فداهم منزله، بعد منتصف الليل، رجال قالوا إنهم من الأمن القومي واقتحموا غرف النوم واقتادوه هو وضيفه. شاهد في معتقل فتح: علي منصر سكرتير منظمة الحزب الاشتراكي في عدن، والمحامي يحيى غالب، وأحمد عمر بن فريد، وآخرين، «وضعت رؤوسهم في أكياس لإخفاء هوياتهم، «منعونا من تبادل الحديث». («النداء» مرزوق ياسين، 2/4/2008).
2 - «حسن باعوم مضرب عن الطعام وهو في المستشفى مكبل بالقيود وبحالة صحية لا تسمح ببقائه كذلك. وباسم المرصد اليمني (لحقوق الانسان) ألفت انتباه السلطات اليمنية إلى أن استمرار اعتقاله بهذه الحالة سيجعلها تتحمل ما يترتب من خطر على حياته» (تصريح الزميل محمد المخلافي في «الأيام» 16/4/2008).
كل الذين اعتقلواهم من السياسيين، ولم يكونوا في مسرح الأحداث. ويرى الزميل عيدروس النقيب، رئيس كتلة الاشتراكي في مجلس النواب، أن مجموعات من خارج الحبيلين والضالع كانت في المنطقة. ويؤكد قوله إن أحداً لم يعتقل بتهمة الشغب، التي كانت جاهزة لشن حرب بالدبابات والمصفحات وطائرات ميج 29.
إننا هنا لا نتحدث عن أخلاقيات مهنة الطب وقَسَم أبقراط المشهور، فالنظام القائم منذ 7/3/94 في إجازة أخلاقية مفتوحة، ولم تكن الأخلاق يوماً بين همومه نوجه نداء إلى كل المعنيين بكرامة الانسان في «العفو الدولية»، و«هيومن رايت وتش»، والمنظمة العربية لحقوق الانسان، ولجان حقوق الانسان في لندن وباريس وجنيف لم نقاذ رجل في العقد السابع من عمره يتجرع مهانة التعذيب في مستشفى الشرطة بصنعاء، وقد أجريت له عملية القلب المفتوح، ويعاني من ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري والكلى، وقد اضرب عن الطعام منذ عشرة أيام.
إن التعذيب عمل غير انساني يريد تحويل الانسان إلى بهيمة. ولذلك تثبت السلطة أنها لا إنسانية، وسادية النزوع أو التواطو. إننا لا نعرف ماذا يحدث للزملاء الآخرين الذين غطيت رؤوسهم بالاكياس لإخفاء وجوههم، ولكنهم ووجوههم في ذاكرة كل مواطني الجنوب. فهم طليعة المدافعين عن الحرية والكرامة في هذا البلاد التي تقاوم، متحدية شرطها الانساني، لتثبت أن الانسان أقوى من شروط وجوده؛ وإلا ما صنع المستقبل.
 

ملحوظة هامة:
 
أرجو من كل من يطلع في المواقع الالكترونية على النص العربي والانجليزي والروسي لهذا النداء أن يتكرم، إن استطاع، بترجمته إلى الفرنسية والأسبانية والألمانية والبرتغالية والايطالية وله الشكر: «حسن باعوم، متزوج وله ابنة، د. سارة، وولدان فادي ورامي شاركاه غير مرة تجربة الاعتقال، من مناضلي حرب التحرير في الجنوب. عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني، نائب رئيس اللجنة العليا للحراك السلمي في الجنوب، التي تكونت في يناير 2008».
د. سارة  -  18/4/2008