كلَّه من عبده!

كلَّه من عبده! - منصور هائل

أضحكني صديق ينتمي إلى التيار المرح في حزب المؤتمر (الحاكم) بنكتة تقول إن أحدهم كان ذهب لشراء قرص رغيف (روتي) وحينما فوجئ بارتفاع سعره من عشرة إلى عشرين ريالاً تضرع إلى الله بالدعاء.
الله يصيبك يا عبده!
وفي المرة الثانية ذعر صاحبنا هذا من ارتفاع سعر البطاطس إلى 200 ريال بدلاً من مائة، وجأر بالشكوى إلى ربه:
- الله يقصف عمرك يا عبده !
وفي المرة الثالثة لم يتمكن من شراء علبة حليب لأطفاله لأن سعر الحليب تضاعف هو الآخر، وما كان منه إلا استمطار لعنات السماء بساخط الدعاء:
- عليك اللعنة يا عبده.
وختم عضو التيار المرح في الحزب الحاكم النكتة بقوله إن استجارات ولعنات المواطن المسكين تناهت إلى عيون وأنوف وآذان الأشاوس في أجهزة الأمن السياسي والأمن القومي وسارعوا من فورهم إلى اعتقاله لأنه حتى لا يعرف اسم الرئيس!
وجالت في خاطري حكاية مشابهة تلزمني دواعي القربى كتم بطلها، فهو عمي الأكبر والأرجح عقلاً في عائلتنا الممتدة.
وأتذكر أنه قبل أكثر من عامين ضرب الزلزال مدينة إيرانية وانهار معظم أحيائها ومساكنها على من فيها. ويومها كنت أتابع وقائع الكارثة على الشاشة الصغيرة، وكان عمي قد فرغ من صلاة المغرب وانهمك في المتابعة معي. وذهلت منه، وهو الذي يتحاشى الخوض في السياسة، عندما ابتهل إلى الرب بأن يزلزل عبده صالح.
قلت: ولكن.. ما حدث كان في إيران؟!
قال: ولو كان في إيران.. كله منه.. كله من عبده!
ولأن الشيء بالشيء يذكر فقد وقفت قبل أيام على ما يفيد بأن المواطن الايراني لا يقل كراهية لقيادته عن اليمن وإن كنت جدارته في خوض منافسة مع أخيه اليمني في الاسلام موضع شك فاليمني لا يضارع في هذا المضمار!
والحاصل أن الصحيفة الاسرائيلية «يد يعوت احرونوت» حرصت على استهلال مقالها التحليلي عن الاوضاع الايرانية 14/3/2008 بنكتة نقلتها عن موقع انترنت ايراني «ففاند» وهي تقول: توقفت حركة المرور في طريق سريعة فجأة في جنوب طهران. أحد السائقين توجه لأحد المارة وسأله عن سبب الانسداد المروري. العابر رد عليه بأن ارهابيين قد اختطفوا احمدي نجاد ورفسنجاني في اسفل الطريق وهم يطالبون بمائة مليون دولار فدية لاطلاق سراحهما وإلا فإنهم سيسكبون البنزين عليهما ويشعلون النار فيهما: «نحن الآن ننتقل من سيارة إلى اخرى ونطلب التبرعات من اجلهما». «وكم يتبرع كل واحد بالمتوسط» سأل السائق.. كل واحد يتبرع بلتر بنزين في الوقت الحاضر رد عليه.
ووفقاً للنكتة فالجمهور الايراني وصل إلى منتهى القرف من قيادته بشقيها المعتدل والراديكالي، فما بالكم بالجمهور اليمني المحكوم بتجرع علقم اللون الواحد والطقم الوحد: عبده.
وما بالكم لو كان اسم المستجير الاسير: عبده وعمي.. حتى عمي يا هؤلاء اسمه: عبده!
وكأنما صدق من قال لك: كله من عبده!
mansoorhaelMail