CARE... المشغولة بالإغاثة

غرق جثث اللاجئين الصوماليين قبالة الشواطئ اليمنية يظهر محل اهتمام منظمة "كير" الدولية, التي تدرس حاليا الأسباب المحتملة لحوادث الغرق المتكررة لإمكانية تجنبها. وتهدف "كير" إلى مبادرة بالتعاون مع مكتبها في الصومال للحد من ظاهرة اللاجئين ومحاولة توفير الظروف المناسبة لهم هناك للحد من هجرتهم إلى اليمن. إلا أن ذلك بحسب جارث ريتشارد، المسؤول الإقليمي للمنظمة، لن يوقف الهجرة المغامرة للصوماليين الهاربين من بلادهم.
ريتشارد أوضح مدى اهتمام منظمته باللاجئين، خاصة وأن نشاط المنظمة بدأ في اليمن مع دعوة الحكومة لها مطلع التسعينيات مع بدء النزوح الصومالي.
 "كير" تحاول الحد من تفاقم الظاهرة ونشاطها, وتواجدها في مخيمات اللاجئين يهتم بتوفير الظروف الملائمة للحياة. فقد بنت "كير" 100 وحدة سكنية للاجئين في خرز وزودتها بالكهرباء. وبالتعاون مع منظمات أخرى مهتمة، منها المفوضية السامية للاجئين عملت من أجل برامج تنموية. فلـ"كير" 12 شريكا على المستوى العالمي, حيث الاهتمام باللاجئين والمجتمع المحلي الذين يدخلون أيضا كشركاء سواء كخبرة أم كأيدٍ عاملة.
والأجندة الأساسية لها في اليمن بحسب غسان ناصر الخبير التنموي في "كير" تتناول الأمن الغذائي والمائي والتعليم وتعزيز دور المرأة, لتبدو كل العناصر مترابطة، فالاهتمام بتوفير طرق أسهل لجلب المياه التي تأخذ من النساء ست ساعات يوميا, يوفر الوقت الذي يستطعن استغلاله في محو أميتهن. وهكذا شرح ريتشارد كيف أن تنظيم المجتمعات المحلية وفقا لاحتياجاتها وإدخال السكان كشركاء يوفر الكثير من فرص العمل والكثير من فرص التنمية.
هذه المنظمة تهتم فعليا بتطوير المجتمعات المحلية القروية والنائية وتعطي الأولوية للفقراء والفئات المهمشة, وسياستها تعتمد أكثر على دراسة متطلبات كل منطقة. فإنشاء 15جمعية نسوية في المحويت لا يضمن فقط وصول أصوات النساء, ولكنه ينشط المجتمع المحلي ككل. ويشرح مدير المنظمة ذلك، فتجهيز مبنى صغير كفصل لمحو الأمية يعلم النساء ويدرب منهن ليدربن نساء أخريات, وإنشاء الجمعيات المحلية يعني مساعدة المجتمع المحلي لنفسه.
وإنشاء مشاريع ربحية كمشروع الدواجن مثلا يدر دخلا، وجزء من المشروع المدر للدخل يذهب لتمويل فصول لمحو الأمية مثلا. والقرار في الأخير للجمعيات المحلية النسوية وليس لـ"كير".
حتى الآن أنشئت 120 جمعية محلية بمعرفة "كير" في المحافظات التي تهتم بها, وتهتم "كير" باتحاد نساء اليمن لتتمينة ليكون منظمة مستقلة غير حكومية قادرة على إدارة نفسها والحصول على تمويل ذاتي لها. فالتعاون مع اتحاد نساء اليمن نموذج لتعاون هذه المنظمة الدولية التي افتتحت نشاطها اليمني في 1992 مع منظمات يمنية. "كير" تعمل بموارد محدودة وب40 موظفا، إنها ترسم سياسة بحسب احتياج المجتمع المحلي ثم تحصل على التمويل الذي قد يكون هولنديا أو فرنسيا, وحاليا تحاول الاستفادة من برنامج موجود حالا في الخليج ويشرف عليه الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. وبموارد محدودة تريد "كير" تحقيق أقصى قدر من التأثير.
 "كير" الحذرة
وإن كانت "كير" مهتمة بالإغاثة فإن لأحداث صعدة نصيبا في اهتمامها الذي حاولت به مع شركائها المحليين (مؤسسة الصالح الخيرية الاجتماعية وجمعية الإصلاح الاجتماعية, ومؤسسة الإغاثة الاسلامية, ومنظمة أدرا) العمل على مساعدة المنكوبين في صعدة بغض النظر عن انتمائهم. وبحسب قول مدير "كير" الذي أكد وصول مساعدات غذائية وعلاجية للمتضررين, برغم عدم معرفة الوضع بدقة.
 غير أنها تتعامل مع الأوضاع الحساسة بمنتهى الحساسية, فلا تود التدخل حرفيا في السياسة والدين. هكذا قال ريتشارد، مما جعل سؤالا فوريا يوجه إليه: إن كنتم لا تودون التدخل في السياسة وتقولون إنكم مهتمون بالجندر فإن لهذا الأخير تدخلا دينيا وسياسيا مباشرا؟
 مدير المنظمة بحذر أجاب: "كير كأي منظمة دولية لا تتدخل في الجوانب الخاصة والداخلية الحساسة، وهذه هي متطلبات الحكومة التي تستضيفنا. فعلى سبيل المثال لا يحق لنا إحراج أنفسنا في العمل السياسي, فهو ليس اختصاصنا. ونعم، هناك تأثير للوضع السياسي والديني على النساء, ولكننا نعرف ما الذي يمكن عمله لتغيير ايجابي في أوضاع النساء ولذلك نتهم بالجمعيات الاجتماعية النسوية".