نقابة هيئة التدريس اعتبرته الأكثر وحشية.. تصاعد الاحتجاجات حيال اعتداء أمن الجامعة على الأخوين سبيع

صباح السبت القادم ستكون ساحة كلية أداب جامعة صنعاء شديدة الإكتظاظ. هذه المرة بدكاترة الجامعة. لقد دعت نقابة أعضاء هيئة التدريس إلى ذلك في بيان صادر عنها يوم أمس على إثر الإعتداءات الأمنية الثلاثة والمتتابعة على الشقيقين جميل ومراد سبيع.
بات مؤكداً أن رئاسة جامعة صنعاء بعد هذه الاعتداءات الأخيرة، صارت في قبضة الأمن الشديدة، وأنها في مطلع عام غضوب.
ظهر السبت الماضي كان الطالبان بكلية الأداب جميل وشقيقه مراد يواجهان الموت بين أعقاب بنادق جامعة صنعاء.
كانت كتيبة من الأمن الجامعي المسلح تنفذ مهمتها بشراهة على جسد الأخوين. لقد نكل رجال الأمن بهما بشكل مرعب، وعجزت جموع الطلاب عن تخليصهما من بين براثن الجنود.
إنه الاعتداء الثالث لكنه الأشد. لقد حصلت الإعتداءات الثلاثة على مرأى الجميع: أساتذة، وطلاباً وطالبات. وشاركت فيه أعقاب البنادق و«المسدسات» ومختلف أنواع واحجام الهراوات والبيادات العسكرية.
في مقابلة مع «النداء» أواخر فبراير 2006 كابر خالد طميم وبشدة أن يكون للأمن أي تدخلات في خصوصيات الطلاب: «الطالب لا يعاقب عبر الأمن وإنما يحال إلى مجلس الكلية». وزاد: «الأمن لا يتدخل إلا في القضايا الجنائية فقط مثلاً إذا حصل اشتباك بين طالب وطالب..»، مضيفاً: «نحن الآن نمنع الأمن من أن يتدخل في أي شيء خاص بالطلاب»، واستمات مدافعاً عن ذلك: «أغلب الذين يعملون في الأمن من منتسبي الجامعة».
 حينها لم يكن قد مر على طميم سوى أسبوع من تسلمه قيادة الجامعة، وكان قد شرع في تجهيز لائحة أمنية تقضي بتشكيل «الادارة العامة للحرس الجامعي من قبل الجهاز المركزي للأمن السياسي ووزارة الداخلية والأمن، وأن تنشأ غرفة عمليات تصل رئاسة الجامعة بإدارة الحرس الجامعي في الكليات ووزارة الداخلية والجهاز المركزي للأمن السياسي».
لقد عزز خالد طميم من عسكرة الجامعة وعزز تخلفها. الواقع يؤكد ذلك. فبعد ثلاثة أيام من تعيينه انقض أحد جنود الأمن على الطالب بكلية الإعلام محمد الفضلي وأوسعه ضرباً وركلاً بمساندة عدد من زملائه العسكر.
وفي اليوم الثاني أُعتدي على الطالب عبدالعزيز الحيلة، في نفس الكلية ولم يأبه له.
وفي الأونة الأخيرة كثرت البيانات الطلابية المنددة بالاعتداءات عليهم من قبل الأمن سيحاول رئيس الجامعة كعادته عن الأمن.
لكن ما الذي يمكن أن يقوله وقد دشن الإعتداءات الثلاثة كبير الأمنيين في الجامعة العقيد احمد خصروف بنفسه -يقول جميل سبيع إن ما حدث له ولأخية من ضرب وسب كان من خصروف أشد وأقذع من غيره.
صدر عن اتحاد الطلاب عدة بيانات تندد بتلك الاعتداءات، وتطالب بسرعة التحقيق مع الضباط والعسكر. ونفذ الطلاب اعتصامين حاشدين في ساحة الآداب رافعين الشارات الحمراء ولافتات تدعوا إلى إخلاء جامعتهم من الجند المدجيين بالسلاح.
المعتصمون أكدوا أن رد الإعتبار إلى زملائهم الذين ضربوا، أمر لا يمكن السماح بمروره. وحمَّل المكتب التنفيذي للاتحاد العام لطلاب اليمن، في بيانه الأخير، رئاسة الجامعة مسئولية الإعتداء كاملة، وأن تتحمل مسئوليتها في تهدئة الموقف.
ووصف البيان الطلابي ما يحدث على الساحة الجامعية بالهمجية «غير المسبوقة». وقال: «إن ذلك سيدفعنا جميعاً لأن نقف وقفة جادة ومسئولة لكبح جماح المتنفذين في إدارة الأمن الجامعي الذين يدفعون بالجامعة إلى التوتر ويريدون لها أن تتحول إلى ساحة للصراع».
وإذ طالبوا برد الاعتبار السريع للطالبين المعتدى عليهما دعوا إلى سرعة إستبدال الحرس الجامعي العسكري «بحرس مدني».
ونددت نقابة أعضاء هيئة التدريس بالانتهاكات الأمنية والإعتداءات المتكررة على الطلاب داخل الحرم الجامعي. داعية كافة أعضائها إلى الإعتصام بساحة كلية الأداب يوم السبت القادم في تمام العاشرة صباحاً.
وأكدت: «تضامنها اللامحدود مع طلاب الجامعة ومع اتحادهم الطلابي الممثل لهم»، مبدية استعدادها للمشاركة، في كافة الفعاليات التي سيتضمنها الاتحاد «دفاعاً عن الطلاب وعن حقوقهم المنتهكة ودفاعاً عن الجامعة ومستقبلها».
 كما أدان القطاع الطلابي للحزب الاشتراكي اليمني الإعتداء ووصفه بالوحشي والمهين.
واتهم البعض في إدارة الجامعة بالتحريض على العنف ضد الطلاب «انطلاقاً من المفهوم الخاص بهم الذي يرى بأن تكسير رؤوس طلاب الجامعة من أهم وظائف الدولة». وأكد البيان إن هذا الاعتداء هو الأكثر دموية ووحشية في تاريخ الجامعة. الدكاترة أكدوا ذلك أيضاً. وأضاف البيان إن الإعتداء مؤشر و تطور خطير يكشف «عن التراجع الرهيب في المكنات الديمقراطية والمدنية».
منتدى الشقائق العرب لحقوق الانسان هو الآخر أدان الاعتداء، وجاء في بيانه الصادر يوم أمس: «إن تكرار الإعتداءات من قبل أفراد أمنيين على الطالبين سبيع هو تأكيد على غياب المسألة القانونية لضباط وأفراد الأمن بما يشكله ذلك من انتهاك خطير للقانون ولحقوق الانسان». وأضاف أن ذلك يستدعي «تشديد الضغوط على رئاسة الجامعة التي لم تقم بأية إجراءات ملموسة لضبط المعتدينت واتخاذ الاجراءات القانونية تجاههم».
ومثل جميل سبيع الطالب في السنة الرابعة بقسم اللغة الانجليزية بكلية الآداب، للتحقيق معه أمام لجنة شكلت في هذه الحادثة. ومن المنتظر أن يمثل أمامها أيضاً يوم السبت القادم ضابطا أمن الكلية والجامعة (خصروف) وعدد من الضباط و الجنود الذين شاركوا في الاعتداءات. بالإضافة إلى مراد سبيع الشقيق الأصغر لجميل والطالب في المستوى الأول بقسم اللغة الفرنسية في نفس الكلية.