مصير غامض في القاهرة لطالب طب الاسنان - حمدي عبدالوهاب

مصير غامض في القاهرة لطالب طب الاسنان - حمدي عبدالوهاب

كان يفترض أن يبلغ ايمن أحمد سعيد نعمان عامه ال25 بحلول العام 2008. لكن حسابات فلكية تعتمدها أجهزة الأمن المصرية حالت دون تجاوزه ال23 عاماً. إذ ما يزال مصير الشاب اليمني غامضاً منذ 15 ديسمبر 2006، وما تزال أسرته تبحث عنه.
والثابت أن أيمن، الطالب في السنة النهائية طب أسنان في جامعة 6 اكتوبر بجمهورية مصر، كان رهن الاحتجاز في قسم شرطة «الدقي» قبل اختفائه على خلفية حادثة صدام بين سيارته وأخرى تابعة لمواطن مصري في شارع جامعة الدول العربية حي المهندسين بالقاهرة في تاريخ 15 ديسمبر 2006. حينها شارف أيمن على إتمام عامه ال23.
وطبقاً للوثائق التي حصلت عليها «النداء» فإن حادثة اختفاء أيمن لم تكن لتعرف لولا أن أسرته المقيمة في السعودية شعرت بالقلق لعدم رده على اتصالاتهم كالعادة.
وبرغم أن المؤشرات تحمل قسمي شرطة «الدقي» و «اكتوبر» المسؤولية الكلية إزاء إختفاء أيمن، إلا أن أجهزة الأمن المصرية ولأسباب غامضة تصر على البحث عنه في الشقق والشوارع منذ تقديم أسرته بلاغاً عن اختفائه دون التحقيق مع ضباط قسمي الشرطة عن اسباب اختفائه، حسب توجيهات وزير الداخلية المصري.
ويفيد سير التحقيقات في حادثة الصدام أن أيمن اصطلح مع الطرف الآخر (السائق) وغرمته نيابة الدقي 200 جنيه مصري لقيادته سيارة من دون رخصة قيادة، فضلاً عن إعادته من قبل النيابة إلى قسم الدقي لإرساله إلى قسم اكتوبر للإفراج عنه كونه الاختصاص السكني لأيمن.
ويخلو ملف أيمن في قسم الدقي من وثائق تؤكد إخلاء سبيله أو تسليمه إلى قسم اكتوبر حسب قرار النيابة، مما دفع بوالده في رسالة للنائب العام المصري إلى إثارة بعض الشكوك مفادها أن مصير ابنه معلوم لدى قسم الدقي الذي سلمه محفظته الشخصية وأنه سمع أخباراً عن أن قسم اكتوبر رفض تسلم أيمن لتعرضه لتعذيب وضرب مبرح في قسم الدقي.
وقال: «ما يزيد الشك أكثر أن جهاز موبايل أيمن ظل يستخدم منذ دخوله السجن حتى 27 من ديسمبر 2006».
وزاد والد أيمن: «إن أجهزة الأمن المصرية لم تولِ المكالمات الصادرة من جهاز ابني أي أهتمام، كما لم تجهد نفسها لمعرفة من هم أصحاب الأرقام الذين تم التحدث معهم من تلفونه المحمول لمعرفة من كان يستخدمه لعل من شأن ذلك أن يقودنا إلى دليل ربما يكشف مصير أيمن فضلاً عن عدم البحث على مواطنين مصريين كانت بطاقتاهما الشخصيتان، موجودتين في محفظة ابني التي تسلمها من شرطة الدقي».
وأثار رد القنصل العام في السفارة اليمنية في القاهرة على بعض وسائل الاعلام اليمنية التي تفاعلت مع خبر اختفاء أيمن استياء واسعاً، حيث جاء رد القنصل «أن أيمن كان يعاني من حالة نفسية قبل اختفائه وهو ما يجعل عملية البحث عنه في دولة يقطنها 70 مليون نسمة عملية صعبة» وحسب مراقبين فإن رد القنصل يوحي بتخلي السفارة عن مسؤوليتها وتبرر قصور أجهزة الامن المصرية بالمتابعة. أحمد نعمان قمسي الدقي واكتور مسؤولية اختفاء ابنه.
إلى ذلك ما يزال مصير اليمنية زمزم حسين، 69 عاماً، مجهولاً منذ اختفائها في حي ميامي شارع 45 بالأسكندرية.
ونقل موقع «المؤتمر نت» عن مصدر في السفارة اليمنية بالقاهرة أن زمزم أختفت بطريقة غامضة في 19 سبتمبر الفائت، وأن المعلومات الأولية تشير إلى أنها تعرضت للإختطاف من قبل عصابة تتبع أحد مشايخ صعيد مصر.
 وتقيم زمزم في مصر رفقة ابنتها.